في وقت اعلنت فيه الخرطوم وجوبا بدء الاستعدادات لاستئناف ضخ النفط من جنوب السودان وتصديره عبر البنى التحتية في السودان، تبرز “عقبات فنية” ربما تؤجل العملية لبضعة اشهر اضافية، حسب مسؤولين وخبراء. ويرى هؤلاء ان انتاج النفط الجنوبي وجريانه في انابيب دولة السودان سيتأخر عن فترة الثلاثة اشهر التي حددها الطرفان في اتفاق التعاون المشترك، الذي وقعاه في أديس أبابا، بسبب مشكلات فنية في الخط الناقل اوجدها التوقف الفجائي لضخ النفط. وكان وزير النفط عوض أحمد الجاز دعا الثلاثاء، الشركات العاملة في مجال النفط الى تجهيز المنشآت النفطية في السودان لاستقبال مرور نفط دولة جنوب السودان، عبر الاراضى السودانية، وذلك بالتنسيق مع دولة الجنوب في مسألة الترتيبات الفنية بينهما. وقال وزير النفط في دولة جنوب السودان استيفن ضيو داو، لوكالة أنباء (شينخوا) الثلاثاء كذلك إن ضخ نفط الجنوب سيستأنف خلال ثلاثة او اربعة اشهر، مضيفا “ان حكومة جنوب السودان ستخطر شركات البترول العاملة هناك رسميا بالبدء الفوري في ضخ النفط”. الا نائبته اليزابيث جيمس بول قالت ل(شينخوا) (الاربعاء) “من المؤكد هناك مشكلات فنية ربما تؤدي الى تأخير العملية لعدة اشهر”. واضافت “لقد اعطينا تعليمات للشركات العاملة في مجال انتاج النفط بجنوب السودان لاعداد خطة لعملية استئناف الضخ، ونحن ننتظر رأي الشركات، لكن التقارير الفنية التي وصلت الينا تشير الى ان انتاج النفط يمكن ان يستأنف في ما بين 6 الى 9 أشهر”. وتكمن العقبات الفنية امام ضخ النفط، بحسب المسؤولين والخبراء، في التأثيرات التي نتجت عن التوقف الفجائي لضخ النفط على الانبوب الناقل وكذلك الابار. ويقلل وزير الدولة السابق بوزارة النفط اسحق بشير جماع، من التأثيرات المترتبة على التوقف المفاجئ لانتاج نفط دولة الجنوب على الانبوب الناقل. وقال جماع ل(شينخوا) “إن حكومة السودان ازاحت خام النفط المتواجد في الانبوب، وقامت بتعبئته بالمياه المعالجة كيميائيا عقب توقف انتاج النفط مباشرة، وهذا بدوره ادى الى عدم المساس بجودة الخط الناقل”. وتابع ان “عودة الانبوب الى الاداء مجددا لا يحتاج عمليات فنية معقدة، وانما سحب الماء المعالج كيميائيا واستبداله بخام النفط، حيث ان الخط الناقل لم يلحق به اي تلف فني”. واضاف “ان الخط الناقل تم تصميمه بحيث لا يتضرر من التوقف الطارئ، سواء الناتج عن الاعطال التشغيلية او خلافها”، لافتا الى ان مراكز التجهيز الفنية التابعة للحكومة السودانية شرعت فعليا في تهيئة الخط الناقل، والامر لا يستغرق اكثر من شهر في اقصى مدة. ويبلغ طول خط انابيب النفط السوداني حوالي 1600 كيلو متر، ويمر عبر سبع ولايات سودانية، قبل ان يصب في ميناء بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، ويصل قطر الانبوب الى 32 بوصة. ويرى الخبير النفطي المستقل ياسر عباس ان معالجة الانبوب الناقل وتجهيزه لاستقبال نفط جنوب السودان يحتاج لفترة زمنية تزيد عن الشهر، وذلك خلافا لما قاله الوزير السوداني السابق. وقال عباس ل(شينخوا) إن طول الانبوب وقطره يشيران الى ان “تهيئة الانبوب تتطلب توفير ما مقداره 3500 برميل من خام النفط لاستبدال الماء الكيميائي الموجود في الخط الناقل”. ولفت الخبير المستقل كذلك الى ان التوقف الفجائي مثلما قلل من كفاءة الخط الناقل فانه اثر سلبا على الآبار. وقال إنه من المحتمل ان يبدأ استئناف ضخ نفط دولة الجنوب بكميات اقل من الآبار، ولن يصل في احسن الاحوال الى نصف الكمية التى كانت تنتج فى السابق. وتابع “لا اعتقد ان ابار نفط جنوب السودان البالغة اكثر من 50 بئرا ستعود للخدمة في توقيت واحد، وهذا يقلل من إمكانية ضخ القدر المطلوب من خام النفط لمعالجة الخط الناقل”. وشدد عباس على ان “استئناف نقل نفط جنوب السودان عبر خطوط انابيب السودان يحتاج الى صيانة محطات المعالجة المركزية التي تأثرت ايضا بفترة توقف ضخ النفط”.