الجمعة الرابع من مايو لهذا العام كان يوماً استثنائياً على ولاية القضارف حيث وضع حاكمها السابق«التربال» كما كان يحب أن ينادى كرم الله عباس الشيخ حداً لحالته الجدلية التي صاحبته منذ دخوله للعمل العام من بوابة اتحاد المزارعين التي ختمها بخلافه الشهير مع والي القضارف في وقت سابق الدكتور عبد الرحمن الخضر حينما كان يقف كرم الله على قمة الجهاز التشريعي بالولاية وقضى الأمر بترك الاثنين لموقعهما، ففي تلك الجمعة اُستدعي كرم الله للمركز بعد أن رفض المثول لاختيارات اللجنة المركزية التي ترأسها الشريف بدر فجيء به للخرطوم وعاد منها وهو الوالي السابق بعد أن أصدر رئيس الجمهورية مرسوماً جمهورياً بتعيين الضو محمد الماحي والياً مكلفاً للقضارف، ويرى عدد من المراقبين أن المؤتمر الوطني أخطأ منذ البداية في ترشيح كرم الله ممثلاً له في انتخابات منصب الوالي، وقالوا إن الرجل ومنذ خطابه الأولي في ميدان المولد بوسط القضارف بدأ رحلة حكمه غير الموفقة وذلك بنصبه للعداء للكثيرين وعدم اتزان خطابه مما صعّب عليه مهمته في الحكم، ومنذ استقالة كرم الله عباس ظل أهل الولاية في انتظار والٍ منتخبا ليحدث الاستقرار في القضارف التي عرفت بإنتاجيتها الزراعية العالية منذ سنوات طويلة، وظلت أروقة المؤتمر الوطني بالولاية في اجتماعات متواصلة لاختيار مرشح لمنصب الوالي وإن كان الحزب قد اختار خمسة من القيادات وتم رفعهم للمركز لاختيار واحد منهم، إلا أن قيادياً نافذاً في الوطني بالولاية طالب بإلغاء نتيجة انتخابات شورى الحزب التي تم فيها اختيار الخمس مرشحين. فيما قال في وقت سابق رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني بالولاية صلاح الحاج مهلة إن اختيار المرشحين تم في جو ديمقراطي دون أية إشكالات،وعلى الرغم من اختيار الوطني لمرشحيه في الانتخابات المقبلة إلا إن القيادي بحزب الأمة الإصلاح والتنمية الأمين حسين يرى أن الانتخابات النزيهة هي التي تقود للتحوُّل الديمقراطي في القضارف وغيرها من ولايات السودان، وأضاف حسين أن الولاية تمر بظروف استثنائية بعد استقالة واليها المنتخب مما جعلها تتجاوز كل الظروف التي مرت بها بصعوبة شديدة، وطالب الأمين في حديثه ل«الإنتباهة» بأن تجتمع كل القوى السياسية على مرشح واحد، ليشغل منصب الوالي بالتزكية حتى يستطيع قيادة الولاية إلى بر الأمان، مشيرا إلى أنهم في حزب الأمة الإصلاح والتنمية كانوا يتوقعون إن يبادر المؤتمر الوطني بهذه المقترح باعتبارهم الحزب الذي فاز بالانتخابات السابقة والتي لم تكتمل دورتها حتى الآن، وفيما أعلن المؤتمر الوطني جاهزيته لخوض الانتخابات المقبلة بعد أن دفع بخمسة مرشحين للوطني بالمركز قال القيادي بالمؤتمر الوطني بالقضارف أبوبكر دُج إن مقترح حزب الأمة الإصلاح والتنمية يؤكد أن جميع أحزاب الولاية على قلب رجل واحد من أجل إحداث الاستقرار والتنمية في ولايتهم وثمّن المبادرة وأوضح أنها تنم على روح وطنية من قيادات الأمة للصلاح والتنمية وأكد دج جاهز يتهم لخوض الانتخابات المقبلة والتي تم تأجيلها لعدد من الأسباب في مقدمتها انقطاع عدد من الطرق بسبب الخريف المبشر الذي شهده السودان هذا العام، مشيراً إلى أنهم الآن يحصدون ثمار هذا الخريف متوقعاً إن تسهم الولاية كثيرًا في دعم الاقتصاد الوطني هذا العام، ويرى عدد من المراقبين أن الوالي المنتخب القادم للولاية سيجد الكثير من الدعم إن كان من المركز أو من أحزاب الولاية، وقالوا إن هذا بدا جليّاً خلال هذه الفترة الانتقالية التي شهدت خلالها الولاية الكثير من برامج التنمية التي قادها الوالي المكلف وأحد الأسماء الخمسة المرشحة الضو الماحي. مشيرين إلى أنه الرجل الأنسب لقيادة الولاية خلال الفترة المقبلة خاصة وأنه يجد القبول من كل القوى السياسية بالولاية حتى من قبل الوالي السابق كرم الله الذي كان يعتمد عليه كثيراً خلال فترة حكمه، أبدى عدد من المراقبين دهشتهم من اتجاه بعض القوى السياسية المعارضة التي تحاول إعادة كرم الله مرة أخرى لمقعد الوالي من خلال إجماعهم عليه مرشحاً لهم في الانتخابات المقبل، وقالوا إن هذا التفكير سيجعل هذه القوى تخسر كثيراً خاصة بعد أن شهدت الولاية الكثير من برامج التنمية لم تشهدها طيلة الأعوام السابقة عقب تنحي الرجل. وبين انقسام القوى السياسية وترقب المواطنين تظل القضارف في انتظار ما تسفر عنه الانتخابات المقبلة لمواصلة ما بدأته الحكومة الانتقالية في مشاريع التنمية واستقرار الخدمات.