تحت الأشجار المتراصة في أطراف الخرطوم من أقصى الشمال كانت هناك مجموعات متفرقة من أسراب الجراد الصحراوي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن نفذت فيها إدارة وقاية النباتات حملات ناجحة للرش بالطائرات، بعد أن رصدت تلك الأسراب من قِبل الإدارة، والجراد له خمسة أنواع هي الجراد الصحراوي وساري الليل والقبور والبو والأخير هذا ينتشر بكثرة في ولايات دارفور الخمس، أما ساري الليل فهو ينتشر وسط أشجار الصمغ العربي، والقبور يكثر في المشروعات المروية وغير المروية وله الكثير من التأثيرات على إنبات الزرع والقضاء عليه وهو في طور الإنبات، ولكن يعتبر الجراد الصحراوي هو من أهم أنواع الجراد حيث يشغل «20%» من اليابسة وهي حوالى «ستة عشر مليون» كيلو متر في فترة الانحسار وهو يوجد في «57» دولة تبدأ من موريتانيا في إفريقيا حتى باكستان والهند في آسيا.. ويرى بعض الخبراء أن للجراد قدرات كبيرة على الهجرة حيث يمكن أن يسافر لمسافات بعيدة وقالوا إنه في العام «1988م» كان الجراد بمثابة وباء حيث أصاب «خمسة» ملايين من المساحة المزروعة فيما تمت مكافحة «مليون» عبر أكثر من ثلاثين طائرة.. وأوضح مدير إدارة الجراد بوقاية النباتات كمال سليمان أن للجراد ثلاثة مواسم هي الصيف والربيع والشتاء، فيما أكد مدير وقاية النباتات خضر جبريل نجاح فرق المكافحة في السيطرة على الأوضاع بنسبة تفوق «95%» نافياً دخول أي فرق من دول الجوار لمكافحة الجراد الصحراوي في السودان، وقال إنها معلومات مضللة هدفت للتشويش على الجهود التي بذلت من إدارة وقاية النباتات وأشار خضر في حديثه للصحافيين من مواقع مختلفة لمكافحة الجراد في شمال الخرطوم وأجزاء من الولاية الشمالية أشار إلى خطورة الجراد الصحراوي على المحصولات الزراعية، مستعرضًا الحملات العادية وغير العادية للمكافحة التي وصفها بالإنجاز الكبير، فيما أكد رئيس فرقة المكافحة الأرضية بالولاية الشمالية علي فضل محمد علي أن الأوضاع تحت السيطرة بنسبة «98%» موضحًا أن استمرار عبور الجراد الصحراوي للمنطقة كان يمكن أن يتسبَّب في كارثة للمحصول الزراعي بالولاية، وقال إن المجموعة العاملة تتكون من «اثني عشر» فردًا وباستخدام أربع سيارات، معربًا عن ارتياحه الشديد لتعاون الإدارة العامة لوقاية النباتات وتوفير الإمكانات البشرية والمادية بجانب المخزون الإستراتيجي من المبيدات الذي يكفي لمدة عام، فيما كشف رئيس الفريق الميداني للمكافحة منتصر الهادي عن دخول أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي مساء الأربعاء للمشروعات الزراعية شمال أم درمان وقال إنها جاءت مهاجرة من مناطق غير آمنة في دارفور، مؤكدًا السيطرة عليها وإباداتها قبل نهاية يوم الخميس من خلال الرش بالطائرات وبمبيدات مركزة غطت مساحة تصل سبعمائة هكتار داخل وادي المقدم وهي مساحات مزروعة وجزء منها مرعي، وحذر منتصر المواطنين بالابتعاد عن مناطق الرش الجوي، وقال إنهم يحذرون باستمرار حتى لا يصيب الضرر المواطنين، وقال إن خطورة الجراد تتمثل في أنه ناضج وقد يقضي على المحاصيل الزراعية، وعدَّد رئيس وحدة الجراد الصحراوي كمال سليمان عبيد أنواع الجراد وتأثيراته على المحاصيل الزراعية ومراحل هجرته عبر البلاد والولايات، وقال إنهم منذ شهر مايو وصلتهم معلومات عن أسراب جراد مهاجر من ليبيا عبر الحدود مع تشاد مما جعلهم يرتبون للقضاء عليه ومكافحته، وأشار عبيد إلى أن خطورة الجراد تكمن في أنه حشرة غير كاملة التطور، وأوضح أن «كيلو مترًا واحدًا» يوجد به سرب يتراوح بين «المليون ومائة وخمسين» مليونًا مما يشكل خطورة كبيرة على المحاصيل الزراعية المختلفة. فيما يرى خضر جبريل أن العمل الذي تقوم به وقاية النباتات ضخم جدًا من أجل حماية الأمن الغذائي القومي، مشيدًا بعمال الوقاية في كافة أنحاء السودان الذين يعملون في صمت ويحققون النجاح.