قاعة الصداقة: فضل الله رابح المشهد داخل قاعة الصداقة حيث المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية مشهد يعاش وجدانياً والحضور الكثيف لقادة العمل الإسلامي العالمي يبين ويضع شواهد واضحة المعالم أن الحركة الإسلامية تستشرف عهداً مختلفاً وهي التي قد صنعت بمصابرة تحولات كبيرة في مشهد دول العالم الإسلامي والعربي.. ربما الحضور الكثيف لقادة التغيير الإسلامي قد بعث برسائل مختلفة لبعض دول العالم وهو قد أثار فوبيا المخاوف لبعضها من خلال المؤشرات التي أرسلتها بعض الدول التي ترفض فكرة التفويض الجماهير في الحكم وإدارة الشأن العام أو ما يصطلح عليه إسلامياً الشورى، وغربياً الديمقراطية، ووصفها لمؤتمر الخرطوم بالمهدد..العبرة العامة التي يمكن استخلاصها هي مستوى الشفافية التي سادت أروقة المؤتمر والاحتكام للمباشرة في التناول بعيداً عن المجموعات وطبخ الغرف المغلقة وقد اتضح ذلك منذ بداية المؤتمر والجلسة الإجرائية المفتوحة التي نقلتها كل الوسائط الإعلامية.. الملفت الآخر وهو الذي أعطى المؤتمر أهمية ونكهة مختلفة عن سابقه من مؤتمرات هو الشورى الحقيقة التي تمت لدى مناقشة دستور الحركة الإسلامية حيث أجيز بأغلبية مقترح اختيار الأمين العام من داخل الشورى وليس المؤتمر العام، وقد تمترس عدد كبير قادة الصف الأول مع مقترح اختيار الأمين العام من الشورى رغم حالة التعبئة التي بدأت واضحة وسط المشاركين من بعض الولايات وكان أبرز مناصري مقترح الأمين من الشورى من رجالات الصف الأول هم الدكتور نافع علي نافع وسامية أحمد محمد ورجاء حسن خليفة وقد ضجّت القاعة حين أعطيت الفرصة للدكتور غازي صلاح الدين وتفاعل معه الجميع وهو يتحدث بنبرة وفاقية منبهاً لخطورة الخلاف والتنازع وبالرغم من أنه قد تحدث في صياغ معمم ونحا عدم مناصرة أي من المقترحين أو يشجعه لكنه أكد على ضرورة وحدة الصف، لكن حسن عثمان رزق الذي أعطي الفرصة الأخيرة فقد أصرّ على الوقوف إلى مقترح اختيار الأمين العام من المؤتمر العام لكنه قد أسقط بفعل تصويت الأغلبية للمقترح المضاد.. بقية مقترح الدستور أجيز كما هو مع الإضافات لما يلي هيئة القيادة العليا لتصبح هيئة القيادة التنسيقية العليا، وقد أشير بشكل الإلماح أو الاستلطاف وليس نصاً بضرورة أن يكون الأمين العام شخصاً متفرغاً. عرض الأستاذ علي عثمان محمد طه التقرير الختامي للدورة التنظيمية 2008م 2012م وقد حوى مجمل ما خططت له أجهزة الحركة الإسلامية في أصعدتها المتعددة وخلاصة مناشطها وأدائها خلال الدورة المنصرمة، مشيراً إلى أن العبرة العامة تؤشر إلى خطوات تقدُّم المشروع الإسلامي في السودان وخلص التقرير إلى نقاط في قوة الصف المسلم ومضاعفة العضوية ووحدة الصف المسلم، فيما قدم البروفسير إبراهيم أحمد عمر تقرير الأداء لمجلس الشورى القومي حيث أوصى بضرورة الاهتمام بوضع خطة إستراتيجية للحركة الإسلامية مع أهمية أن تصاغ الخطة وفق الأولويات مع الاستفادة من مراكز الدراسات والعلماء والمختصين والإنتاج المعرفي في وضع الدراسات والبحوث وأكد البروف على ضرورة نظام أساسي جديد يستوعب المتغيرات مع تحديد مهلة لمجلس الشورى حتى تتمكن الولايات من رفع مقترحاتها كما وجه تقرير الشورى بضرورة التركيز على العدالة الاجتماعية وتمكين الحكم الراشد واستدامة السلام والتنسيق مع الحزب والحكومة لمعالجة الآثار الاقتصادية وغيرها من مشكلات. الغنوشي.. فوبيا صعود الإسلاميين عبر الثورات العربي رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي اعتذر عن المقابلات الصحفية لعدد من الوسائط الإعلامية بسبب الإعياء وهو قد حضر عند الساعة الثالثة صباح اليوم الأول للمؤتمر، وقد كان الدكتور نافع قريباً منه في اليوم الأول وقد خرجا للصلاة والراحة مع بعض ورصدت الكاميرا للرجلين حديثاً جانبياً ودوداً لا سيما وأن نافع في هذا المؤتمر قد بدا محياه مرتاحاً وكسا وجهه نوع من الفرح الخاص من خلال كثرة وقوفاته الجانبية وسلامه البشوش مع الأعضاء والوفود المشاركة بجانب مشاركاته الفاعلة في الجلسات لا سيما الإجرائية الأولى وجلسة مناقشة الدستور المغلقة، وقد تمت الاستفادة من القادة والرموز الإسلاميين الذين شاركوا وتوزعوا على مساجد الخرطوم وأمُّوا المصلين للجمعة حيث أم الشيخ راشد الغنوشي المصلين بمسجد الشهيد، وركز على حدثين شكلا علامة فارقة في تأريخ الأمة وهما هجرة النبى «صلى الله عليه وسلم» وقال إنها كانت انتقالاً نوعياً بالإسلام من حالة الضعف إلى حالة القوة والعزة، مبيناً أن الهجرة كانت نقطة وعلامة فارقة في التأريخ الإسلامي ووحدة الأمة وهي كانت بداية المشروع الإسلامي وأساس الدولة الإسلامية، كما تحدث الغنوشي عن عدالة القضية الفلسطينية وأهمية مناصرتها من العالم الإسلامي. الحرس القديم .. القتال حتى النهايات البروفسير سعاد الفاتح جاءت مبكراً وعلى وجهها علامات بشارة قادمة واسترجاع لتأريخ طويل كُتِب بالدماء والدموع وطريق شاق أُنير بالشمع والسيوف، هي سعاد الفاتح بذات ملامحها وثقتها وثوبها وحماسها، فقد انتفضت حين أعطيت الفرصة كي ترشح البروفسير عبد الرحيم علي لموقع رئيس المؤتمر وكانت تهمهم حتى انتهاء الجلسة بحديث جهور أثار بعض فضول الحاضرين لمعرفته لكنها قد جهرت حين قال البروفسير إبراهيم أحمد عمر هؤلاء أخوات نسيبة دائماً هنّ حضور في المؤتمرات فقاطعاته قائلة : « لا، أخوات نسيبة حضور في المظاهرات وليس المؤتمرات» وقد اشتاطت غضباً بعد التصويت وفوز الدكتور الطيب سيخة وعند جاء دوره للحديث ممتدحاً عبد الرحيم علي قاطعته قائلة :« كان تتنازل ليه وكت عارفوا كدا لكن دي السياسة».. كان الحدث الأبرز حضور رموز المجاهدين أبرزهم شيخ المجاهدين العم سليمان طه الذي أصرّ على الحضور رغم المرض، فقد جاء يتوكأ ومسنوداً من بعض الشباب ولحظة دخوله القاعة دارت بالأذهان مسيرة طويلة من المجاهدات في مواجهة التحديات والمحافظة على مقاصد وأهداف الحركة الإسلامية وكانت أبلغ وأوضح حين نهض أمير الدبابين محمد أحمد حاج ماجد مسرعاً نحو الشيخ ووضع قبلات صادقة على جبينه فأدرك الجميع أن الأمة لن تنهض إلا بالمدافعة ولن تتمكن إلا بالمواجهة وأعيدت لحظتها شرائط من الذكريات لشيوخ وشباب الحركة الإسلامية المصطفين في المعسكرات لسد الفرقة ومؤازرة القوات النظامية في الدفاع عن الوطن ومشروعه الحضاري، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، مجاهد آخر تحدى الإعاقة وجاء إلى حيث مؤتمر الحركة الإسلامية عسى ولعله يجد بعضاً من ملامح من فارقهم كان هو المجاهد والمنشد حسن الباقر، الرجل سبقته أعضاؤه إلى الجنة إن شاء الله.. الدكتور غازي صلاح الدين جاء متأخراً في اليوم للمؤتمر حتى عده البعض غياباً فقد دخلت عربته ردهات القاعة عند الساعة الثالثة عصراً لكنه كان محل اهتمام الكثيرين بسبب كتاباته التي سبقت المؤتمر ووجه فيها بعض الرسائل والموجهات لخصها في ضرورة أن تتحرر الحركة الإسلامية، ونادى بالفصل ما بين الحاءات الثلاثة «الحزب، والحكومة، والحركة». مشعل.. كلمة السر التي أرهبت تل أبيب الملفت أيضاً أن وابلاً من صورايخ المقاومة الإسلامية «حماس» قد انهمرت على تل أبيب أثناء كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل فهي كانت أشبه بكلمة السر المفتاحية وتحديداً حين قال : « أيُّها القابضون على الزناد قاتلوا بعين مفتوحة وقلب شجاع» فأمطرت إسرائيل بصورايخ كتائب القسام.