يعتبر وباء الحمى الصفراء من الأوبئة سريعة الانتشار ولا يتم مكافحتها إلا بالتطعيم الذي لا يمكن توفيره مباشرة من الشركات المصنعة له إلا عبر منظمة الصحة العالمية بسبب أن الوباء دائماً يصيب الدول الإفريقية الفقيرة، ولا تقوم الشركات بإنتاجه إلا في حالة الحاجة إليه ما أدى إلى تأخره نتيجة للإجراءات المعقدة.. طيلة الفترة الماضية شرعت الوزارة في تنفيذ الخطة التفصيلية للاستعداد لإنفاذ حملة تطعيم المواطنين بالمحليات المتأثرة بوباء الحمى الصفراء بوسط وجنوب وغرب وشمال دارفور التي بدأت أمس، فقد وصلت الدفعة الأولى من اللقاح «800.000» جرعة على أن يكتمل وصول بقية اللقاحات لتصل إلى «2.400.000» جرعة، أدى وباء الحمى الصفراء منذ ظهوره إلى إصابة ووفاة أكثر من «458» شخصاً بولايات دارفور وهو من أكثر الأوبئة خطورة لاستهدافه مختلف الأعمار. وأكدت مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحة سمية أكد إرسال معظم المعينات المطلوبة لتنفيذ الحملة مثل المحاقن وصناديق الأمان ومطلوبات سلسلة التبريد وغيرها، كما تم تدريب الفرق الطبية المسؤولة عن تنفيذ التطعيم على الموجهات القياسية لذلك، وأشارت إلى سعي الوزارة الاتحادية لتوفير لقاحات أخرى لتغطية مناطق إضافية بولايات دارفور، وقالت إن الوزارة وضعت خطة لإجراء تطعيم لجميع الولايات العام المقبل وإدخاله ضمن برنامج التحصين الموسع للأطفال اعتبارًا من العام 2014م، مشيرة إلى توفير مليون جرعة سنوياً لأغراض الحج والسفر إلى الخارج وقات إن التطعيم يعطي مناعة تستمر لمدة «30» سنة. وقال وكيل وزارة الصحه الاتحاديه الدكتور عصام الدين محمد عبدالله إن وزارته أقامت جسراً جوياً للمناطق المتأثرة بدارفور الكبرى شمل تقديم أربع طائرات محمّلة بمعينات العمل لبنوك الدم لعدد تسع مستشفيات وأجهزة مختبرات وفحص معملي لكل المستشفيات بولايات دارفور إضافة لتوفير المحاليل الوريدية لعدد ثلاثة عشر مستشفى وتوفير مائه وعشرين مضخة رش ضبابي لمكافحة النواقل إضافة لتخصيص أكثر من ستين كادراً طبياً إضافياً للعمل بالمناطق المتأثرة بتكلفة بلغت تسعة مليارات جنيه، إضافة لقيام حملات للتوعية والتثقيف الصحي للمواطنين عبر الإذاعات القومية والمحلية وتدريب أكثر من ألف متطوّع للعمل بمناطق دارفور إضافة لتدريب مائة وثلاثة متطوعين لإستهداف الرحل، وأوضح الوكيل استقرار الوضع الصحي بجميع ولايات دارفور مستبعداً انتقال المرض لأي ولاية أخرى مبيناً بأن عدد الحالات المصابة المسجلة لدينا بلغت ثلاثمائة وثمانٍ وخمسين، والوفيات بلغت مائة وسبع حالات وفاة، مؤكداً جودة الأمصال المستخدمة في حملات التطعيم حيث تقي من المرض لعشرة أعوام مقبلة مشيراً للمعوقات التي اعترضت الوزاره في سبيل الحصول على اللقاحات والمتمثلة في الإجراءات المتبعة للمصادقة على الأمصال الواقية لتطعيم السكان، وأشار للمساعي التي بذلها السودان للحصول على اللقاحات ليتم المصادقة على أكثر من مليوني جرعة مصل ضد الحمى الصفراء من قبل المجموعة العالمية المصنعة للقاح معلناً عن اكتمال كل الترتيبات لانطلاقة الحملة الشاملة للتطعيم ضد الحمى الصفراء بولايات دارفور بكل من كاس وشرق الجبل وزالنجي ونرتتي وأزوم ووادي صالح إضافة لمحليات هبيلة وبيضة وكرينك والجنينة وسرف عمره والسريف، وأشار للتدابير التي وضعتها الوزارة لمنع انتشار المرض أهمها مراقبة حركة السكان ورش الطائرات والعربات القادمة من المناطق المتأثرة وتطعيم مواطني تلك المناطق كخطوات احترازية مؤكداً عدم انتقال المرض لأي منطقة بالسودان.