إن الواقع الذي تعيشه ولاية الجزيرة من ركود إقتصادي وتوقف العديد من المصانع والهجرة المتواصلة إلى الخرطوم بحثاً عن موارد الرزق في ظل غياب مشروع الجزيرة وكساد الأسواق التي قامت في العديد من مدن الولاية، على موارد هذا المشروع. الأمر الذي دفع والي الجزيرة إلى القيام بزيارات إلى دول الإمارات والصين وماليزيا لتسويق إمكانيات الولاية، وبحثاً عن الشراكات لخلق فرص عمل وإيجاد موارد لشعب ولاية الجزيرة، وصيغ تمويل للطرق والكباري لربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك بما يقلل تكلفة الترحيل في ظل عدم التزام وزارة المالية الاتحادية بتوفير التمويل للعديد من الطرق المهمة، وعلى رأسها طريق (المناقل-24 القرشي-أبو حبيرة) وطريق ود السائح والعديد من الطرق الداخلية داخل مشروع الجزيرة. فجاءت مشاركة الولاية في المنتدى التجاري الاستثماري الماليزي السوداني كأحد الرعاة لهذه الفعاليات، وهي تبحث عن التمويل للعديد من المشروعات في شتى المجالات الزراعية والصناعية، وفي مجال الطرق والكباري وإقامة المصانع لامتصاص هذه الأعداد الكبيرة من الكوادر المدربة وغير المستوعبة في العملية الاقتصادية. لتوجه الدعوة إلى رجال الأعمال الماليزيين ضمن فعاليات الملتقى لزيارة ولاية الجزيرة والوقوف على فرص الاستثمار، لتتوج بتوقيع العديد من الاتفاقيات بحضور وزير النقل الماليزي /أحمد كاميزي، حيث وقعت مع شركة (MALISONAIRPORT) اتفاقية لإنشاء مطار ود المهيدي لنقل الصادر واستقبال الطائرات ومهبط لطائرات رش المحاصيل الزراعية. وأوضح الأستاذ/ بدر الدين عوض حمزة مدير الاستثمار بالولاية، أن التكلفة الكلية لهذا المطار تبلغ «700» مليون دولار يتم تمويله بنظام البوت على أن تبدأ المرحلة الأولى بتكلفة «60» مليون دولار إلى جانب توقيع اتفاق مع شركة (AIROSCANCOMPONY) للمسح الجوي والاستشعار عن بعد، لمعرفة المعادن والبترول ومصادر المياه الجوفية والأراضي الزراعية، مما يسهل على الكثير من المستثمرين من خلال إعداد الدراسات للمشاريع ذات العائد الاستثماري، وأضاف أنه تم التوقيع مع مجموعة حلال الماليزية لقيام مسلخين للحوم بمحليتي الكاملين وأم القرى. الأستاذ/ صديق الطيب علي وزير المالية بولاية الجزيرة أشاد بدولة ماليزيا، وما حققته من تطور في جميع المجالات الأمر الذي جعلها مثالاً يحتذى للعديد من الدول، مشيداً بالعلاقات السودانية الماليزية ودورها في استخراج النفط السوداني. معلناً عن جاهزية الولاية للتعاون في كل المجالات وتقديم التسهيلات والمزايا التشجيعية للشركات الماليزية للاستثمار في ولاية الجزيرة. فيما أوضح البروفيسور/الزبير بشير طه أن ولاية الجزيرة تضم 75% من الأراضي المروية على مستوى السودان، وأن إنسانها يمثل الثروة الحقيقية بما له من تراكم خبرات وتجارب تسهل للعديد من المستثمرين سهولة توظيف هذه الخبرات في نجاح العديد من المشروعات، مؤكداً أن هذه الاتفاقيات ستكون إضافة حقيقية لاقتصاد الولاية، مشيداً بالعلاقات الأزلية والمتطورة بين السودان وماليزيا في جميع المجالات.