الخرطوم: عبد الرؤوف عوض - حامد محمد حامد وقّع السودان وماليزيا خلال فاتحة المنتدى التجاري الاستثماري السوداني الماليزي مساء أمس، على (11) اتفاقية مشتركة في مجال صادر اللحوم والمنتجات الحلال وفي مجال التعليم العالي والصمغ العربي، بجانب اتفاقية لإنشاء مطارات بولاية الجزيرة وأبان البلدان عن تطابق وجهات النظر والرؤية المستقبلية لإيجاد تعاون مشترك لأنموذج خاص لفائدة البلدين، في وقتٍ أكّد فيه الرئيس عمر البشير أنّ زيارة د. مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، الخبير الاقتصادي الإسلامي إلى السودان مهمة وتصب في تعزيز العلاقات بين البلدين وهي مفيدة لدفع العلاقات في مجالاتها المختلفة. وقال البشير عقب استقباله مهاتير ببيت الضيافة أمس، إنَّ العلاقات السودانية الماليزية في عهد د. مهاتير شهدت تطوراً كبيراً، وكان من أبرزها وجود شركة (بتروناس) الماليزية في السودان والتي كان لها دور كبير جداً في تطوير الصناعة البترولية وتدريب الشباب السودانيين والطلاب، وأضاف: نحن سعداءٌ جداً أن نستقبل رئيس وزراء ماليزيا السابق وتربطنا به علاقات ومَحبّة. ومن جانبه، أعرب د. مهاتير عن سعادته بزيارة السودان، وقال حسب (سونا): إنني سعيدٌ بأن أكون هنا للقاء صديق قديم هو الرئيس البشير، وأضاف: أجرينا مُحادثات جيدة حول العلاقات بين بلدينا والحاجة لتعزيز هذه العلاقات، وتابع بأن المحادثات تناولت المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي والربيع العربي والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك، وأردف: تَوصّلنا إلى تفاهم في جميع هذه القضايا، وأن بلدينا سيبقيان صديقين حميمين. وفي السياق، أعلن الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية لدى مُخاطبته فاتحة المنتدى التجاري الاستثماري السوداني الماليزي أمس، اكتمال الإجراءات التشريعية والسياسات وآليات المراقبة لقانون الاستثمار لجذب مزيد من المدخرات العالمية وفي مقدمتها الاستثمارات الماليزية، وأكد حرص الدولة على تقديم التسهيلات لخلق شراكة إستراتيجية نافعة ومتقدمة لمصلحة شعبي البلدين. وقال طه إن الفترة المقبلة ستشهد استثمارات مشتركة يسهم فيها السودان بموارده وماليزيا بتقنياتها لتشكل شراكة تكون أنموذجاً في العالم الإسلامي، وأبان أن تدشين الملتقى يمثل نقلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية وله ما بعده في تطور العمل التجاري والصناعي. من جانبه، قال د. مهاتير، إنّ ماليزيا تعمل على تحسين حجم التجارة بين البلدين بدخول عَدَدٍ من الشركاء من رجال المال والأعمال إلى السودان ليتمكنوا من تطوير العلاقات بين البلدين، وأضاف: إذا تعاونا سنتمكن من إنجاز مزيد من العمل المتفرد، وأكد أن التجارة بين البلدين مازالت دون الطموح، ونوه لرغبة ماليزيا في زراعة نخيل الزيت والاستثمار في نقل نتائج بحوث نخيل الزيت لتسهم في الاقتصادين الماليزي والسوداني بصورة أكبر. من جهته، رحّب علي كرتي وزير الخارجية بالمشاركين في المؤتمر، ودعا المستثمرين الماليزيين للدخول في استثمارات بالبلاد. ومن ناحيته، قال فضل عبد الله فضل وزير الدولة بالتجارة الخارجية، إنّ حجم التبادل التجاري خلال 2011م بلغ (186) مليون دولار وصفها بأنها لا ترقى لمستوى الإرادة السياسية، وأبدى أمله في تذليل العقبات لانسياب التبادل التجاري وترتيبات تجارية جديدة تمهد للنهوض بينهما. والتقى طه بالدكتور مهاتير بالقصر الجمهوري ظهر أمس، ونوّه لتميز علاقات البلدين في المجالات كافة، وقال إن السودان ينظر لهذه الشراكة لمستقبل جديد، فيما أكد مهاتير حرصه على دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب. ووقعت حكومة ولاية الجزيرة (3) من الاتفاقيات مع الوفد الماليزي الزائر، وتختص الاتفاقية الأولى بإنشاء مطار الجزيرة الدولي الذي سيقام بمنطقة ود المهيدي شرق الجزيرة وهو خاص بالصادر، والثانية تعنى بإجراء مسح على المعالم والمواقع المختلفة بأرض الجزيرة وتختص بمصادر المياه وستنفذ المشروع شركة أرو إكتار الماليزية، فيما تتصل الاتفاقية الثالثة بصادر اللحوم الحمراء السودانية، وسيصل الوفد الماليزي إلى الجزيرة لقضاء يومي السبت والأحد ويستهل زيارته بتفقد تجربة صناعة السكر بمشروع الجنيد وستجرى جلسة مشتركة بين الوفد وحكومة الجزيرة بحضور الفنيين من الجانبين يتم فيها استعراض المشروعات الهندسية والزراعية بالجزيرة، وسيختتم الوفد زيارته للجزيرة بمدينة جياد الصناعية.