أصابني الخجل والاكتئاب والإحساس بالدونية والتضاؤل، وأنا أتذكر الألقاب التي نغدقها على فرقنا مثل الزعيم وسيد البلد والفرسان والأولاد والرومان وسيد الأتيام والأنيق والسوكرتاه والإكسبريس والبحارة، إضافة لأسماء الحيوانات منها الفهود والنمور والذئاب والتماسيح، وربما قريباً نسمع بالقردة والأفاعي والضباع والثعالب والسحالي، نعم أصابتني الأحاسيس المؤلمة وأنا أتابع من داخل ملعب رادس بتونس أداء فريق القرن الأهلي المصري. نحن مصابون بالعديد من الأمراض الرياضية منها التعصب الأعمى والجهل الكروي ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.. ولكن من أكبر أمراضنا التهويل والمبالغة وإغداق الألقاب على الأندية واللاعبين، ولا نعلم أن طموحاتنا أقل بكثير من إمكانياتنا ومع هذا نمضي بكل هذه الأمراض ونحن نعلم أمراضنا ولكن في سبيل دغدغة مشاعر الجماهير المسكينة نمارس التعصب والجهل والتهويل والمبالغة. الأهلي المصري هو فريق القرن دون منازع، وحقق من البطولات المحلية والقارية ما لم تحققه معظم فرقنا العربية مجتمعة، ومع هذا لم نسمع من يلقبه بالزعيم أو سيد البلد وخلافه بنفس الصورة التي نستخدمها وحتى لقب الشياطين الحمر صدرت توجيهات من الأزهر بعدم استخدامه.. وحتى اللقب الذي ناله من الفيفا والكاف -فريق القرن - لم نسمعه كما نفعل نحن حين نذكر الزعيم ويسافر وسيد البلد يستعد.. ولو استخدم الأهلي لقب فريق القرن لما كان في الأمر عجب. نقطة .. نقطة * مدرب فريق القرن الكابتن حسام البدري تحدث بعد المباراة بأدب واحترام وشكر الله على نعمته، ولكنه عرج على قناة حينعل التونسية التي وصفته بالمدرب العادي الذي لا يقارن بالمدرب نبيل معلول وغيره، وقال ولكن بأدب.. محاولة القناة المذكورة كانت الدافع الأكبر لنا في المباراة وهذا ما عاهدني عليه اللاعبون. * كنت أجلس في المكان المخصص للإعلاميين وسط الأصدقاء التونسيين الذين جاملتهم قبل المباراة وحتى دقائقها الأولى، ولكن بعد ذلك تذكرت شاعرنا العظيم.. خليل فرح ومقولته«ده ود عمي وده ضريب دمي» ولكنني جاملتهم وغادرت الملعب بعد الهدف الثاني رغم رغبتي في الاستمرار والاستمتاع بأداء فريق القرن.. وغداً أواصل حول نفس الموضوع. * عبارات جاءتني مهنئة بفوز السودان لموقع رياضي إعلامي في الخارج، جعلت من مهمتي أصعب برد الدين لهذا الوطن العظيم، وهذا الشعب الأعظم، وحاولت استعراض بعض الأسماء ولكنني توقفت لأسباب عديدة منها الاتصالات التونسية التي تحجب معظم الأسماء وتكتفي بستة أرقام تونسية عشوائية. * أهنىء السيدين مهدي إبراهيم والزبير أحمد الحسن لانتخابهما في رئاسة الشورى والأمانة العامة للحركة الإسلامية.. ويستحقان ما وجداه من تقدير لأدائهما خلال الأربعين سنة الماضية، وبالمناسبة مهدي كان زميلاً لنا في التلفزيون عام 1969 م مذيعاً بقسم الأخبار، أما الزبير فهذا بلديات وزميل دراسة في عطبرة الثانوية.