ذكرت دراسة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي أن نسبة الفقر في إفريقيا مرتفعة جدًا ونسبة التعليم والصحة متدنية، وحتى إن لم تذكر المنظمة الأممية نسب الفقر والتعليم والصحة في إفريقيا فمن المعروف أن الفقر ينتشر في الدول الأقل تعليمًا والأكثر إهمالاً للصحة، والأخيرة هذه لها ارتباط وثيق مع الفقر وكثيرة هي المؤتمرات التي عُقدت من أجل الصحة والفقر ولكن معظمها إن لم تكن جلها لم تقدم حلولاً على أرض الواقع وإنما فقط خرجت بتوصيات ومقررات لم تشهدها الساحة.. أن الفقر مثل السرطان إن لم تجتثه من جذوره فإنه ينتشر في البلاد ويعم جميع أرجائها ولذا فإن محاربة الفقر تبدأ من صحة الإنسان فإن المرض يُقعد الإنسان عن العمل وبالتالي يقل مستوى دخله مما يجعله يصنَّف تحت خط الفقر الذي انتشر في جميع الدول الإفريقية والعربية والسودان واحد منها حيث شهد معدل الفقر تزايدًا في الفترة الأخيرة ودون إحصائيات فإنك إذا نظرت إلى الشارع العام تجد الكثير من المتسولين الذين يختلفون في أساليبهم وأشكالهم وهذا مؤشر إلى تزايد نسبة الفقر في السودان ولم نرَ دراسة أو حلولاً من الوزارات المختصة الاتحادية منها والولائية.. وتحديدًا وزارة الرعاية الاجتماعية التي ينبغي أن تضع كل إمكاناتها الممكنة في إيجاد حلول لهذه القضية التي أصبحت هاجسًا يؤرق الكثيرين، وبالطبع ليس كل فقير متسول وقد يكون بعض المتسولين فقراء، ولذا من المنطق أن تشرك الوزارة قيادات اللجان الشعبية في الأحياء لوضع تقارير عن الأسر الفقيرة حتى تجد الدعم المعقول إن كان عبر المشاريع الصغيرة أو الوسائل الأخرى لدعم هذه الشرائح، ونرجو كذلك أن تجد هذه الشريحة الدعم المقدر من ديوان الزكاة وليس انتظار الشهر الفضيل لكي تدعم هذه الأسر عبر «كراتين» إفطار الصائم. إن السودان وما يمتلكه من مقومات اقتصادية كبيرة خاصة بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته الساحة السياسية يجب أن يحارب الفقر بمختلف الوسائل الجادة والسريعة حتى يرتفع السكان من هذا الخط الفقري الذي أقسم سيدنا علي كرم الله وجه على قتله لو كان رجلاً وفي هذا دلاله على ما يمكن أن يفعله الفقر بحياة الإنسان.