شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    خريجي الطبلية من الأوائل    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشكلة الفقر في السودان .. بقلم: علي إبراهيم محمد عبد الله
نشر في سودانيل يوم 18 - 10 - 2012


 المقدمة
 مفهوم الفقر.
 تطور مفهوم الفقر .
 أسباب الفقر – الاسباب الداخلية – الأسباب الخارجية.
 أهم صور الفقر في السودان .
 إستراتيجيات مكافحة الفقر .
 الخاتمة
مشكلة الفقر في السودان
مفهوم الفقر
المقدمة
تعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أهم المعضلات التي واجهتها المجتمعات الإنسانية والحكومات والنظريات الاجتماعية منذ أقدم العصور وفي القديم أرتبطت ظاهرة الفقر بفقدان الموارد والحروب التي تؤدي إلي الاستعباد والقهر لذا فإن الأديان السماوية جميعها قد أولت ظاهرة الفقر اهتماما خاصاً بالذات من حيث إرتبطها بالتسلط والهيمنة . ويعتبر الفقر المدقع انتهاكا لحقوق الإنسان وسلباً لإنسانيته وكرامته في العيش الكريم .
بالإضافة للآيات القرآنية التي وردت في ذم الفقر فقد وردت عدة مقولات منها قول سيدنا علي كرم الله وجهه ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) وفي التراث الفلسفي نجد مقولة أرسطو ( أن الفقر هو مولد الثورات والجريمة )
ويري الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا في قمة كوبنهاجن ( أن الفقر هو الوجه الحديث للعبودية . وأن التفرقة العنصرية زالت وحلت محلها التفرقة الاقتصادية التي أفرزتها حرية السوق والعولمة .
ويري خبير ببرنامج الامم المتحدة في بنغلاديش ( أن الفقر هو الحرمان من كل الحقوق الإنسانية و أنها لاتخلق بواسطة الفقراء وإنما تخلق بواسطة النظام الذي أوجدناه من حولنا .
لذا فالفقر هو ظاهرة إجتماعية متعددة الجوانب والأبعاد وله مفاهيم متعددة ويشتمل علي العديد من الأشكال والصور التي نشاهدها اليوم في واقعنا المعاصر , وواقعياً ليس هناك تعريف موحد للفقر في كل الثقافات ويختلف أيضاً باختلاف المجتمعات والأزمان فما نعتبره فقيراً في مجتمع ما يعتبر من الأغنياء في مجتمعات أخري وكذلك ما نعتبره غنياً في زمن معين يعتبراً فقيراً في زمن أخر وهكذا .
الاشتقاقات اللغوية لمعاني الفقر
هناك عدة معاني للفقر ولكن هناك معنيين هما :-
1- الفقير هو المكسور الفقار والمفقور وهو الذي نزعت فقرة من ظهره فأنقطع صلبه
ويقال فقرته الفاقرة أي كسرت فقار ظهره .
2- والفقر الناتج من فقار الظهر هو المعني الشائع عند العرب ويقصد به الفاقة الناتجة عن عجز طبيعي أو شيخوخة أو مرض مزمن وكلها أسباب تمنع الإنسان من التقلب في الأرض لتحصيل المعاش .
معني الفقر في اللغة
المعاني التي يدل عليها الفقر لغة تتلخص في النقص والحاجة فالفقير إلي الشئ لايكون فقيراً إليه الا إذا كان في حاجة اليه والمعني السائد الذي يتبادر الي الذهن هو نقص المال الذي يمٌكن من تحقيق الحاجات من مأكل وملبس ومشرب ومسكن والتي تعرف بالضروريات .
وكذلك الفقر يعني التفاوت فالشئ الأقل يعد فقيراً بالنسبة للأكثر في مختلف المجالات . وهنا لايسع الإسلام الا الاعتراف به . إذ يعكس التفاوت ذاته وهو سنة كونية . وقد وردت أيات كثيرة في ذلك وكذلك السنة المطهرة وقد وجه الاسلام الي معالجة ذلك بشتي السبل المادية والمعنوية .
وقد ميز بعض الفقهاء قديماً بين الفقير الذي لايملك قوت عامه والمسكين الذي لايملك قوت يومه .وهي علاقة لها مقابلة بواجب الزكاة . وقد يكون هناك مايبررها قديماً ولكنها لم تعد اليوم مناسبة لان جميع الأجراء الذين لا دخل لهم غير أجورهم مهما علت , يعدون عند ذلك فقراء وهو لا يستقيم بالمقاييس الاقتصادية والاجتماعية الحديثة .
ولعل نسبية الفقر هي التي تبرر وصف الفقر بالمدقع في اللغة العربية وبالشديد في الألسن الاخري .
مفهوم الفقر
الفقر من المفاهيم المجردة النسبية فهو مفهوم يحاول وصف ظاهرة إجتماعية اقتصادية بالغة التعقيد والتشابك من جهة وهو مفهوم يختلف باختلاف المجتمعات والفترات التاريخية وأدوات القياس والخلفية الفكرية والأخلاقية للمتصدي لدراسة الظاهرة من جهة ثانية . ولكن الجانب المشترك للعديد من التعريفات يدور حول مفهوم الحرمان النسبي لفئة معينة من فئات المجتمع أي الحرمان من الضروريات أو تعرف بالحاجات الأساسية عند بعض المجتمعات .
ويعرف البنك الدولي الفقر علي أنه ( هو عدم القدرة علي تحقيق الحد الادني من مستوي المعيشة ) فهذا المفهوم يعتمد بدرجة كبيرة علي مفهوم الحد الادني ومستوي المعيشة ) كما يعتمد علي المجتمع الذي تتم فيه حالة التوظيف فالفقر في الريف الهندي يختلف عن الفقر في الريف الانجليزي أو السوداني أو الكيني .
ويعرف الدكتور محمد حسين باقر الفقر بأنه (حالة من الحرمان المادي الذي تتجلي أهم مظاهرها في انخفاض الاستهلاك للغذاء كماً ونوعاً وتدني الحالة الصحية والمستوي المادي والوضع السكني والحرمان من تملك السلع المعمرة والأصول المادية الاخري وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات .
مما يعني أن التعريف إشتمل علي جوانب لم تشملها التعريفات السابقة .
أدبيات الأمم المتحدة
يعرف تقرير الأمم المتحدة الفقر عام 2000م الفقر كالاتي :-
فقر الدخل : ويسمي كذلك الفقر المطلق وهو فقدان الدخل الضروري لتلبية الحاجة الأساسية للغذاء وجرت العادة علي تعريفه بالحد الادني من السعرات الحرارية (UNDP,2000)
ثم هناك الفقر الشامل (over all ) وهو فقدان ( lack ) الدخل الضروري لتلبية الاحتياجات غير الغذائية مثل اللبس والطاقة والمأوي بجانب الاحتياجات الغذائية .
أما الفقر البشري :- فهو فقدان المقدرات الإنسانية الأساسية
(lack of basic human capabilities ) ويتمثل في الأمية , وسوء التغذية , والعمر القصير ,وصحة الأمومة المتدنية , والتعرض لامراض يمكن تفاديها ,والمقياس علي ذلك عدم القدرة علي الحصول علي السلع والخدمات الضرورية والبنيات الأساسية مثل الطاقة وتجهيزات الإصحاح ( sanitation )والتعليم والتواصل والماء الصالح للشرب وذلك للمحافظة علي إستدامة القدرات البشرية الأساسية .
ويري أمارتيا سن أن الحرمان من حيث الدخل يمكن أن يفضي الي حرمان مطلق من حيث القدرات .
الفقر كفشل للمقدرات الإنسانية:
رفض بعض الكتاب التفريق بين الفقر النسبي والمطلق، وعدوا هذا خطأً منهجيا. وقد عرَف "سن" الفقر على أنه نقص في المقدرات الإنسانية. وتعتبر المقدرة الإنسانية توليفة من الحالات والأفعال، وتعرف على أنها فرص الحياة المتاحة أمام شخص ما، والتي يمكن أن يختار من بينها بحرية. مثلاً هل يستطيع الإنسان أن يعمر طويلا؟ هل يستطيع القراءة والكتابة ومواكبة التطورات العلمية؟ هل يستطيع التمتع بمستوى تغذية جيد؟ هل يستطيع تجنب الأمراض القاتلة والفتاكة؟ هل يستطيع الحصول على عمل مثمر؟ هل يستطيع أن يحيى حياة كريمة ويكون عنصراً فعالاً في المجتمع ويكسب احترام الجميع؟
بهذا الفهم إذا كان هدف التنمية هو مكافحة الفقر، فيجب أن يكون هدفها الأول هو التنمية البشرية، أي تعزيز القدرات الإنسانية من خلال زيادة الاستثمار في رأس المال البشري، مثل الصحة والتعليم والعمل المنتج ، وهذه تعتبر من أهم عناصر القدرة الإنسانية.
وقد اعتبر "سن" إن القدرات الإنسانية لا تقبل النسبية، بينما الحاجة إلى السلع والخدمات تعتبر نسبية. لذلك يجب أن لا يعرف الفقر من خلال استهلاك السلع والخدمات فقط ، وإنما من خلال المستوى الاجتماعي ،و الذي يكون فيه الإنسان نتيجة لاستهلاك السلع والخدمات.
ويعرف الدكتور محمود محمد عبد الحي الفقر المطلق والنسبي أنه حالة وأولئك الذين لا يقدرون علي تأمين حاجات مستوي الكفاف ( الفقر المطلق أو الفقر المدقع ) سواء كانوا مما يعملون أم لا .
أولئك الذين لا يكفي مايكسبونه من دخل ليوفر لهم مستوي المعيشة اللائق اجتماعيا ( الفقر النسبي ) .
أو أولئك الذين يعانون من الإذلال لسبب أو لاخر ( الجماعات غير المحظوظة وذات الأوضاع الهشة لسبب أو لأخر المهمشين )
أو أولئك الذين يعانون من هموم المديونية الثقيلة علي أن لا تكون الاستدانة غير مشروعة دينياً أو إجتماعياً ( الغارمين )
أيضاً الذين تشتد بهم الحاجة في حين تنقطع عنهم وسائل مواجهتها مؤقتاً بسبب السفر بعيداً عن الاهل والممتلكات (إبن السبيل )
ويري الدكتور محمود عبد الحي : الي أن الفقر (مطلقاً أو نسبياً ليس قدراً محتوماً في الإسلام .
كما هناك الفقر الاختياري ويتمثل في أولئك الذين رفضوا الزخرف والمظهر وانطلقوا يسبحون في ملكوت الله المتصوفة ولئن كان المفهوم الاقتصادي والاجتماعي الطاغي فإن الفقر كثيراً ما يضاف حقيقة أو مجازاً الي أشياء أخري لدلالة علي الكل أو العكس , مثل فقر الدم , والفقر المائي , والفقر الذهني , والفقر العاطفي .
تطور مفهوم الفقر
بدأ مفهوم الفقر تقليدياً حيث كان يشير الي إنعدام قوت اليوم أو الحصول اليه بصعوبة ولكن مع بروز علم التنمية وأدبياتها أصبح يشير مفهوم الفقر الي عدم تحقيق مستوي معين من المعيشة ومن ثم أصبح يستهدف كفاءة الحياة والرفاهية .
ويري بعض الباحثين أن هناك ثلاثة أبعاد لمفهوم الفقر
البعد الاول :- هو الماديات وهي تلك الاشياء التي تعتبر نقصها فقراً وهذا النقص أو الحرمان أو الفقدان له طابعان إما وجودي غير مادي أو وجودي مادي .
- تنتمي الي الفقر الوجودي غير المادي عناصر مثل : الاخفاق في العمل أو إنعدام الثقة في النفس أو نقص الحب .
- بينما يشمل الفقر المادي :- التفرقة وعدم المساواة والتحيز والجهل وتعذر الحصول علي الحد الادني من الضروريات المطلوبة للحياة كما تحددها ثقافة المرء والجوع وسوء التغذية والتشرد وضعف الصحة --- إلخ
البعد الثاني : هو إدراك المرء لحالته فالمرء يعد فقيراً فقط عندما يحس بالنقص في إحدي تلك الماديات أو كلها ( المأكل والملبس والمشرب والمركب وهذه هي الضروريات التي حدد أبن حزم )و إن تلك الماديات لا تكتسب قيمها كبعد معرفي في المفهوم الا مع إدراك الطابع النسبي والذاتي لمفهوم الفقر , عادة يدفع هذا البعد الفقير الي تخطي فقره , وتغيير موازين القوي التي أدت اليه وقد ينزع الي عقد روابط تبعية مع جماعات أو أفراد أو عقائد أقوي تعطيه إحساساً زائفاً بالامان وأحياناً يصل وهم القوة كالجماعات العقائدية التي تريد حرباً كونية بالأيدي والسيوف .
البعد الثالث : كيف يري الاخرون الفقير حيث يختلف إحساس الفقير لحاله مع رؤية الاخرين ويترتب علي هذا الإدراك رد فعل الاخر تجاه الفقير , ثمة نوعان من أنواع رد الفعل تجاه الفقير, التدخل المباشر أو غير المباشر من خلال الصدقة أو المساعدة أو التربية . وتتأثر تلك الأبعاد بالمكان والزمان والبيئة الاجتماعية والثقافية المتواجدة فيها .
ومن التطورات الحديثة لمفهوم الفقر صار الفقر ظاهرة مطلقة حيث أعتبرت بلاد وأمم بأسرها فقيرة علي أساس أن دخلها الاجمالي أقل بالمقارنة مع الدخل السائد في تلك الدول التي تسيطر علي الاقتصاد العالمي .
وبذلك إنتقل الفقر من ظاهرة إجتماعية في المجتمع الواحد الي ظاهرة عالمية وهكذا توسع الاهتمام بظاهرة الفقر من المجال الاقتصادي والاجتماعي في مجتمع من المجتمعات الي مجال العلاقات الدولية حيث أمتد ليشمل حقوق الإنسان بالمفهوم الحديث .حيث أصبح الفقر يمثل شكل من أشكال الإقصاء والتهميش ومس كرامة الإنسان ومن ثم إنتهاك لحق جوهري من حقوق الإنسان يتبعه إنتهاك للعديد من الحقوق المتفرعة ومنها الحق في الشغل والدخل المناسب والعيش الكريم والضمان الاجتماعي والصحة والمشاركة السياسية وحق التعبير وحرية ممارسة الشعائر الخ وهي حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية . وهو يعرف بالفقر الإنساني وهو الحرمان من مستوي المعيشة اللائق وحياة قصيرة أو معتلة والأمية وهي عدم معرفة للقراءة والكتابة والاطلاع علي ثقافات الآخرين وآراءهم والتمتع بها . والمنع المشاركة السياسية ( القهر والاستبداد )أي الشعور بعدم الأمان الشخصي .وعدم توفر الحماية القانونية للفرد أو الجماعة السياسية أو الإثنية .
- وقد أكد تقرير التنمية الإنسانية أن الفقر هو الحرمان من الخيارات الإنسانية وفرص هذه الخيارات .
- أسباب الفقر
هناك عدة أسباب للفقر خاصة في البلدان النامية ومنها السودان ولكن يمكن التفرقة بين نوعين من الأسباب داخلية وخارجية .
الأسباب الداخلية
النظام السياسي والاقتصادي السائد
o فالنظام السياسي الجائر والمستبد لايشعر فيه المواطن بالأمن والاطمئنان الي عدالة تحميه من الظلم والعسف . ويستفحل الامر إذا تضاعف العامل السياسي بعامل اقتصادي يتمثل في إنفراد الحكم وشيعته بالثروة بالطرق غير المشروعة نتيجة إستشراء الفساد والمحسوبية فيتعاضد الاستبداد السياسي بالاستبداد الاقتصادي والاجتماعي وهي من الحالات التي تساعد علي إتساع رقعة الفقر حتي عندما يكون البلد زاخراً بالثروات الطبيعية كما هو حادث في العديد من الدول الافريقية الكنغو – نيجريا الخ ونلاحظ في السودان الصراعات السياسية والحرب التي دارت في عدد من أقاليم السودان قد اسهمت بصورة كبيرة في زيادة معدلات الفقر خاصة في ظل ضعف الارادة السياسية والرؤي العلمية لمحاربته . ومن أسباب الفقر الريفي يتمظهر في الانحياز المستمر للحضر في إستراتيجيات التنمية التي تم وضعها منذ الاستقلال . وذلك يظهر في إهمال القطاع الزراعي التقليدي الذي يعتمد عليه غالبية السكان في السودان . و الإهتمام الشديد بالقطاع المروي بالرغم من ضعف مساهمته في الناتج القومي ، هذا الوضع أدي الي هجرة السكان من الريف الي المدينة خاصة العاصمة القومية ولم يصاحب ذلك أي تنمية حضرية كافية تؤدي الي خلق فرص عمل في المدن . مما أسهم في ظهور فقراء المدن الأمر الذي أدي الي ظهور كثير من الظواهر السالبة في منها التسول والأطفال المتشردين والانحرافات الأخلاقية والانحلال والجريمة المنظمة .
برامج التكيف الهيكلي التي طبقت في السودان أي بما عرفت بسياسة التحرير الاقتصادي وتعني الاعتماد علي السوق أو أليات السوق في إدارة الموارد والانشطة الاقتصادية وهذا يعني تحجيم دور الدولة في الاقتصاد وان القطاع الخاص ليس من واجبه محاربة الفقر وإنما من أهدافه الاساسية هي تعظيم الربح وقد إتفقت أغلب الدراسات علي أن برامج التحرير الاقتصادي إضافة الي أنها فاقمت الفقر الموجود أدت الي زوال الطبقة الوسطي ومن السياسات القاسية التي طبقت تخفيض الانفاق علي التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الاخري ودعم السلع الاساسية وتحويل ملكية المشروعات العامةالي الملكية الخاصة وتوقف عدد كبير من المصانع منها مصانع الغزل والنسيج والمشروعات الزراعية الكبيرة مشروع الجزيرة والمناقل وغيرها أدي ذلك الي إنتشار ظاهرة البطالة وزيادة نسبة الفقراء .
عدم المساواة في فرص الحصول على الأرض والتمويل:
o يعد من أهم أسباب الفقر في السودان أن الفقراء في الريف "غالبية الفقراء" إما أنهم لا يملكون أرضاً، أو يزرعون في أراضٍ مهمشة، لأن الأراضي التي كانت ملكاً مشاعاً تم توزيعها لكبار التجار والأغنياء من المزارعين، الذين يؤثرون على اتخاذ القرار. وقد أدى هذا إلى تكريس التباين في الدخل وتعميق الاستغلال وزيادة الفقر، حيث صار أصحاب الأرض يعملون بأجور زهيدة في المشاريع الكبيرة وذهب ريع أرضهم للمدن.
السياسات المالية التي طبقت في السودان لم تراعي الشرائح والطبقات الضعيفة وركزت علي إتجاهين الاتجاه الاول التوجه الايرادي للدولة وهي تحديد ربط للحصول علي أكبر قدر من المال العام دون تقديم خدمات عامة كافية ومجانية ومراعاة أحوال وظروف المواطنين حيث أغلقت العديد من المحال التجارية والصناعية نتيجة الجبايات المختلفة الاتجاه الثاني أولويات وأسبقيات الانفاق الحكومي لم تهتم بالتنمية والخدمات وإنما إهتمت بمظهر الدولة من مباني وأبراج وسيارات فارهة وحشود ومؤتمرات دولية ومحلية ضخامة مالية الحكم المحلي وتوسع في هيكل الحكم الاتحادي حيث وصلت الي 17 ولاية قابلة للزيادة .ذي يقوم علي تميز الأفراد بعضهم علي بعض من خلال خلق طبقة تستأثر بالمال والسلطة والنفوذ في المقابل تكون هناك مجموعات عاجزة عن توفير أسا
سوء توزيع الدخل وضعف الأجور النظام الإقتصادي والإجتماعي السائد السياتها من المأكل والمشرب والملبس والسكن .
النزاعات والحروب الاهلية الداخلية وإضطرابات وإنعدام الامن بالاضافة للكوراث والطبيعية كالجفاف والتصحر والفيضانات والاوبئة وهذه الامور يمكن التحكم فيها إذا وضعت سياسات رشيدة لاستزراع الاراضي الجافة ومحاربة الزحف الصحراوي وأيجاد مراكز لرصد الكوارث .لقد كان مردود الحرب في السودان عكسياً على الفقر، فقد تفاقمت مشكلة الفقر، كما حدّت من مقدرة الدولة على مكافحته. وكذلك نتج عنها وضع اقتصادي واجتماعي متدهور لكل السكان.
o وقد تزامنت الحرب مع المجاعة في عام 1983م، مما أدى إلى زيادة مشكلة النزوح والضغط على المدن التي تنوء أصلاً بمشاكل اقتصادية مما فاقم الفقر أيضاً.
الثقافة السائدة في العديد من المجتمعات السودانية و الإثنيات المتمثلة في الاقتصاد الكفائي وعدم وجود طموحات لتكوين ثروات كبيرة المثل السوداني (كان جريت جري الوحوش غير رزقك ماتحوش) .
ضعف التنمية البشرية ليس هناك أي إهتمام بالتنمية البشرية فضعف القدرات المهارات لا يساعد في إيجاد عمل وبالتالي محاربة الفقر لذا لابد الاهتمام بالتنمية البشرية وتوزيعها توزيعاً عادلاً
الاسباب الخارجية
الاسباب الخارجية متعددة وهي أعقد وأخفي أحياناً منها
 الاحتلال الأجنبي من أهم أهداف الاحتلال نهب ثروات البلد كما حدث في العراق والذي تسبب في إفقار الشعب بأكمله رغم الثروة النفطية الهائلة التي يتمتع بها .
 الفساد المالي والاداري ومدي تفشبه في الدولة المعينة يؤدي الي إختلال في توزيع الثروة القومية وتدمير لموارد البلد .
 نقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها في بلدان العالم الثالث والتي يسود فيها الفساد في الحكم .
 إختلال شروط التبادل التجاري بين الدول الغنية والدول النامية وخاصة الدول التي يعتمد إقتصادها علي محصول زراعي واحد أو إثنين وبعض الصناعات التحويلية والحماية الجمركية التي تمارسها الدول الغنية في وجه صادرات البلدان النامية فضلاً عن عرقلة الدول الغنية للتبادل الافقي والبيني بين دول النامية (الجنوب جنوب ).
 التلاعب بأسعار المواد الاولية التي لا تستطيع البلدان النامية التحكم فيها وإنما تضطر الي الرضوخ لإرادة الاقوي .
 العولمة (إتفاقية التجارة الدولية )وتداعياتها المتمثلة في حرية حركة راس المال والأيدي العاملة ونقل التكنولوجيا فبالرغم من أنها ساعدت بعض الدول في تحقيق نمواً إقتصادياً وزيادة في الثروة ولكنها زادت في فقر بلدان أخري .كما زادت في بعض البلدان المستفيدة من فقر شرائح من المجتمع لم تشملها ثمار النمو ولم تتحول الي تنمية بشرية .
أهم صور الفقر في السودان
 تزايد معدلات الهجرة والنزوح من الريف الي المدينة حيث إرتفع عدد سكان ولاية الخرطوم من 250ألف نسمة عام 1956م الي مايقارب ستة ملايين نسمة عام 2008م وهذه لها أسبابها الاقتصادية والإجتماعية والسياسية . مثلت هذ الهجرة ضغطاً علي الموارد المحدودة في المناطق التي لم تتوفر فيها البنية التحتية الضرورية لإستيعاب هذه الهجرة وربما تشترك كل مدن السودان في ذلك بدرجات متفاوتة خاصة مدينة الأبيض التي تعاني هجرة دائمة من ولايات جنوب وغرب كردفان وجنوب السودان والتي تعاني من عدم الإستقرار . بالإضافة لمدن وقري شمال كردفان التي تعاني من الجفاف والتصحر .
 تفشي ظاهرة التشرد (أطفال الشوارع )والتسول بين مجموعات مختلفة من السكان أطفال ونساء أصحاب عاهات وإعاقة .
 التمرد علي النظام السياسي وتزايد النزاعات والحروب الأهلية والنهب المسلح .
 تفشي ظاهرة الفساد المالي ( إختلاس – سرقة – تزوير – تزييف – خيانة الأمانة – الغش ألخ ) والأخلاقي ( زنا – تزايد اللقطاء ومجهولي الأبوين ) وإنتشار الجريمة بأنواعها المختلفة .
 إنتشار ظاهرة الدجل والشعوذة والاحتيال والنصب بإسم الدين .
 تفكك الأسر وإنتشار حالات الطلاق ، وزيادة نسبة العنوسة من الجنسين والعزوف من الزواج .
 تفشي الأمراض المزمنة والأوبئة والعجز عن توفير الدواء .
 إنتشار ظاهرة التسرب من الدراسة ومايترب عليه من تفشي الأمية والجهل .
إستراتيجيات مكافحة الفقر في السودان
صورة الفقر في السودان تعتبر من الصور القاتمة وبالرغم من جهود الدولة في ذلك والدور الرائد الذي يقوم به ديوان الزكاة ومؤسسات التكاقل والبرامج المختلفة التي تقوم بها المنظمات العاملة في مجال مكافحة الفقر منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والتمويل الأصغر في البنوك المختلفة الا أنه لاتزال مشكلة الفقر تزداد حدة مع السياسات الإقتصادية الاخيرة ورفع الدعم عن المحروقات وتخفيض سعر الجنيه السوداني وزيادة حدة التضخم ولكي تصبح أمل مكافحة الفقر واقعاً لابد من إرادة سياسية تعترف بالفقر كمشكلة حقيقية بل يجب الإعتراف به كتحدي قومي تعبأ له كل الموارد والإمكانات وتصبح إزالته مسئولية الدولة والمجتمع وتأكيداً لصدق النوايا والعزم لابد من إيقاف الحروب والنزاعات الدائرة في أطراف هذا الوطن بصورة عاجلة وإشاعة السلام لتوجيه الموارد نحو التنمية وإعادة التعمير .
 من أهم الجهود لإحتواء ظاهرة الفقر الإعتماد علي التخطيط من خلال الخطط الإقتصادية لكي نحارب الفقر لابد من إعتماد التنمية الإقتصادية التي تؤدي بدورها الي مرحلة النمو الإقتصادي ومن أهم الجوانب التي يجب الإعتماد عليها :-
 لابد من قيام قطاع صناعي كبير يعتمد بصورة أساسية علي موارد السودان الطبيعية ويغطي الجزء الأكبر من حاجات البلاد الفعلية بما يمكن من تقليل الواردات وزيادة الصادرات وهذا لا يتأتي الا بتطوير القطاع الزراعي وجعله القطاع الرائد للإقتصاد السوداني حيث يجري إستغلال كل الإمكانات المتوفرة في هذا المجال والربط بينه وبين القطاع الصناعي بما يخلق حالات الترابط الأمامي والخلفي ويخلق الوفورات الإقتصادية .
 تنمية وتطوير القوي البشرية علي جميع المستويات الفنية والتقنية والثقافية بطريقة تخضع لإحتياجات التنمية ( تعليم جيد – صحة جيدة – إستغلال أمثل للموارد البشرية .
 إبتداع نوع من الضمان الإجتماعي أسوة بكثير من الدول ، والبدء بالشرئح الضعيفة أي الأكثر فقراً.
 توفير فرص العمل ومحاربة البطالة بكل أشكالها .
 توسيع مظلة التأمين الصحي .
 توزيع التنمية بصورة عادلة ومتوازنة بين الولايات المختلفة لتقليل الهجرة من الريف الي المدن الكبري .
 تحسين الخبرة وزيادة الإنتاجية،و المحافظة على التنوع البيئي الحيوي (المحيط المناسب للحياة).
 ترقية وتنشيط البحث العلمي في الميادين ذات العلاقة بالتقدم الاجتماعي عن طريق تسهيل ظروف تكوين المرأة، تطوير نمط الحياة، العمل على تحقيق فرص الوصول إلى أماكن العمل "الأسواق، المعلومات"، توفير كل شروط الرعاية والوقاية من المخاطر والتهديدات والانحرافات، توفير الأمان وتجنب مخاطر العنف، الطرد من العمل .
 الشروع في استراتيجيات التخلص من العوامل التي تدعم الفقر كالصناعات الكمالية والتفاخرية ،النزاعات، الحروب، ودراسة الخبرات والتجارب الناجحة في مجال مكافحة الفقر .
 أسليب محاربة الفقر من المنظور الإسلامي
 التكافل بجميع صوره وأشكاله
 الزكاة والصدقات الإختيارية
 الوقف
 الميراث والهبة والقروض الحسنة .
الخاتمة
الفقر له مفاهيم عديدة يختلف بإختلاف المجتمعات والازمان والفكر السائد . وقد تطور مفهوم الفقر و صار يشتمل علي العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية والعقائدية .
وقد حدث تنامي الوعي بالفقر حتي أدرج من ضمن حقوق الانسان وعقدت له المؤتمرات والندوات والورش لمكافحة الفقر ووضعت له الاستراتيجيات والخطط لتخفيف من حدته .
وهناك عدة أسباب الفقر منها ماهو داخلي يتعلق بالدولة من سياسات إقتصادية وإجتماعية وثقافية وصراعات ونزاعات ومنها ماهو خارجي يتعلق بسياسات الاستعمار والدول الغنية وشروط التبادل التجاري غير المتكافئة بين دول الجنوب والشمال .
وله صور ومظاهر الهجرة والنزوح من الريف الي المدن وحالات التسول والتشرد والتسرب من المدارس والتفكك الأسري وإزدياد حالات الطلاق والعزوف عن الزواج والبطالة وغيرها
من إستراتيجيات مكافحة الفقر إعتماد التخطيط في الخطط الإقتصادية لدولة كالية لمكافحة الفقر حيث تتضمن الإستغلال الأمثل للموارد والتوزيع الأمثل للثروة والدخل .وتفعيل برامج مكافحة الفقر عبر المؤسسات العاملة في مجال إزالة الفقر .
المراجع والمصادر
1-ب علي أحمد سليمان . مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان ,ط 1 شركة مطابع العملة المحدودة . الخرطوم 2007م ص 43
2 - د عبد الرحيم احمد بلال : القضية الاجتماعية والمجتمع المدني في السودان (الخرطوم ) دار عزة للنشر والتوزيع 2004م ط 1
3- د التجاني عبد القادر : مشكلة الفقر مقدمات في أصول الاقتصاد السياسي في الاسلام ( الخرطوم , 1994م ط1 ص 13
4- د عبد الرازق فارس : الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي (بيروت , مركز دراسات الوحدة العربية ,2001م ط1 ص 87
5- د إسماعيل سراج الدين وأخرون الفقر والازمة الاقتصادية ( القاهرة , دار الامين للنشر والتوزيع ,1997م ) ط1 ص 89
6- د شوقي أحمد دنيا : الاسلام والتنمية الاقتصادية (القاهرة , الدار المصرية للكتب , 1998م ) ط1 ص 67
الانترنت
Islam on line. net *
Aljazeera .net
Arab on line .com
Meddle east on line


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.