«السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الاخرين».. مقولة غالبًا ما نغفل عنها بل وننظر الى ما لدى الآخرين على اساس ان بلوغ ما عندهم هو منتهى السعادة وتختفي نقطة الارتكاز في اذهانهم بان مطلب السعادة الابدي لا يتم الا بوضع اهداف عليا ومفيدة يحققها وينشغل بالسعي اليها لتحقيقها وان لم تكن بصورة كاملة بدلاً ان يعيش مع الامور والاشياء الصغيرة ويجعلها اهدافاً كبيرة.. المنظومة الاساسية لطبيعة النفس البشرية لا تخلو من بعض الخلل الذي خُلق به الانسان لتحقيق اهداف بعينها حددها المولى عز وجل، ولذلك فإصلاح عيوب النفس يعد من اولى خطوات السعي الحثيث نحو السعادة المرجوة.. والاغتراب بحثاً عن الاستقرار والامان المستقبلي لا يعني تجاهل قيمة المحصلة النهائية ووضع الف حساب لها ضمن قائمة الاشياء التي تريد تحقيقها، ولذلك الرؤية الذهنية المتكاملة لهكذا احتياجات وعلى الرغم من انها من اساسيات قواعد الحياة تجد كثيرًا من العقبات والتوتر في سبيل تحقيقها على ارض الواقع مما يجعل الإنسان يشعر وكأنه في اغتراب داخلي قسري لا يقوى على تجاوزه.. فمكنونات النفوس تظهر في كيفية الاستحواذ على الأشياء الجميلة وتربيتها في ذوات النشء الجديد دون تكلف واصطناع، فغرس صفة الاجتهاد والمثابرة المستمرة والاملاء الدائم بقيمة الحياة لمن يسعى ليسعد ويهنأ بها بالنجاح المتواصل والبحث الدائم عن ايجاد الحلول الناجعة لكل المشكلات بتروٍّ وتعمق.. اذن تبقى الصورة الاساسية لتحقيق الاهداف هي العزيمة القوية والمثابرة المستميتة للوصول اليها دون كلل او ملل، فلا طعم للحياة دون هدف وامل مرجو نود ان يتم وان يصبح واقعًا ملموسًا.. دائمًا ما نصبو الى واقع افضل، هكذا تبدو الاشياء في مظهرها، فهل بحثت عن الافضل اخي المغترب واختي المغتربة في دواخلكم وانتم بعيدون عن ارض الوطن الذي رغم ما يكتنفه من محن الا انه سيظل شامخًا ابياً في الدواخل ومتغلغلاً في الوجدان دون مداراة او ذبول؟ العديد من الاسئلة التي تجتاح دواخلكم عن ماهية الغربة والهدف من ورائها غير ما نحسه من اشياء ملموسة تصبح ذكرى وماضيًا ان افتقدنا عزيزًا في لحظة جلل دون ان نلتقيه، فالسعادة عندما تكون وسط من تودهم وتستفتح يومك الشاق بكلمة طيبة اصلها ثابت وفرعها يصل الى اعلى السموات «ربنا يعدلا عليك ويوفقك ويديك الفي المرادك»