طوت الولاية الشمالية صفحة أحزانها عقب رحيل واليها فتحي خليل وتحمُّل المهندس إبراهيم الخضر الحسن التكليف وبالقطع بدأ الكثيرون يشفقون على الحكومة الجديدة التي اعتبرت الموسم الزراعي الشتوي واحدًا من الملفات التي تم إيلاؤها أهمية قصوى، وكان الرئيس البشير في خطابه أمام البرلمان أشار إلى اتجاه الحكومة لزراعة كميات وافرة من القمح هذا العام في الشمالية لمناخها المناسب خاصة لزراعة القمح، وقد استهدفت الولاية هذا العام زراعة 20 ألف فدان قمح و«54» ألف فدان فول بزيادة عن الموسم السابق إضافة إلى المحاصيل الشتوية الأخرى .«البطاطس والشمار والطماطم والخضروات» وإضافة إلى الترتيبات والخطط المساحية التي قامت قيادة حكومة الولاية بالوقوف عليها من خلال عقد ورش ولقاءات مع اتحاد المزارعين وورشة مع المجلس التشريعي. «الإنتباهة» حاولت التعرُّف على استعدادات الولاية على الموسم الشتوي والتقت والي الولاية إبراهيم الخضر الذي أكد حصر احتياجات الموسم الشتوي بمدخلات الإنتاج المتمثلة في التقاوى والجازولين والأسمدة والمبيدات والمعدات الخفيفة وقمنا بالاتصال مع الجهات ذات الصلة وأشار إلى توفيرهم بواسطة البنك الزراعي والجهات الأخرى مايقارب ال «25%» من التقاوى حتى لا يحصل عجز في ذلك الجانب. بجانب توفير الوقود باتصال مع شركات البترول.. الوالي أشار إلى حصولهم على دعم للموسم من المالية الاتحادية سيخصص في اتجاهين: الأول إدخال بعض المشروعات في الكهرباء«كهربة المشروعات» والثاني لتوفير الآليات ومعدات الري. وامتدح تعاون وزارتي الزراعة الاتحادية والكهرباء والسدود لكهربة المشروعات الزراعية بمبلغ معتبر جدًا. واحدة من عوامل نجاح الموسم تتمثل في كهربة المشروعات الزراعية وهو الأمر الذي لم يحسم بشكل قاطع من خلال متابعات الصحيفة حتى الآن إلا أن الخضر جزم بتوفير الكهرباء لعدد كبير من المشروعات ما يزيد عن «40» مشروعاً كبيراً و«1373» مشروعاً صغيراً ومتوسطاً. الوالي عاد وأكد أن تحدياً يجابه الموسم ممثلاً في اتجاه المزارعين إلى مناطق التعدين، بينما رصدت الصحيفة تحدياً آخر ممثلاً في مديونيات لبعض المزارعين لدى البنك الزراعي وهي أقل بكثير مقارنة بالولايات الأخرى إلا أن حكومة الولاية سارعت بوضع خطة لاحتوائها. كما أن جانب مساعدات المالية الاتحادية كانت دعومات من النهضة الزراعية وقال الوالي إبراهيم إنها «ما بطالة». وقال: «أنا شخصياً أجريت اتصالات بالمصنفات الزراعية وقدموا مساعدة كبيرة جدًا في تشغيل مشروع الحامداب ووعدونا بتقديم دعم اضافي. حتى رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر سألني عن حجم دعومات النهضة الزراعية». وزير الزراعة بالولاية المهندس عادل جعفر أكد ل«الإنتباهة» تفقده لكل المشاريع الزراعية بمحليات الولاية، وقال وقفنا على استعدادات المحليات للموسم الشتوي من حيث المساحات المزروعة والمدخلات ومديونية البنك الزراعي وتوفير التقاوى وتمويل التحضير ومنح كل محلية حصتها من الآليات الزراعية. ومهما يكن من أمر فإن التحضير للموسم يبدو زاهي الصورة لكن العبرة بالخواتيم خاصة وأن الزراعة تحدٍ حقيقي يجابه الولاية المستقرة سياسياً والتي في طريقها للتوافق سياسياً حول منصب الوالي الذي يرجح أن يكمل إبراهيم الخضر الفترة المتبقية إلى حين إجراء الانتخابات العامة.