عم أحمد رجل بسيط في كل شيء ولكنه موسوعة من العلم والمعرفة على الرغم من تعليمه المحدود، قال لي وهو يعود بذاكرته الخصبة رغم تباعد السنين إنهم يعيشون في منطقتهم هذه منذ سنوات عديدة في ترابط وانسجام «تامين» لم يعكر صفوهم طيلة هذه السنوات شيء، صغيراً كان أو كبيرًا ولكنهم الآن أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الاختلاف مع بعضهم البعض بسبب «المنطقة الصناعية»، فقلت له إن المنطقة الصناعية بعيدة عن مساكنكم، فكان رده حاضراً بأن المنطقة الصناعية تحولت الآن إلى القوز خاصة قبالة شارع الغابة، وقبل العم أحمد كانت هناك الكثير من شكاوى أهل القوز حول الورش الصناعية التي شيدت في المنازل التي تقع على شارع الغابة وقال لي رئيس الرابطة الشبابية بالقوز إبراهيم الحاج (أبو خليل) إن هذه الورش سببت لهم الكثير من الإزعاج مما جعلهم يقدمون شكوى للوحدة الإدارية بالخرطوم غرب وتمت معاينة هذه الورش من قبل مهندس من المحلية ولكن الحال كما هو عليه، وتساءل أبو خليل عن الجهة التي تصدق مثل هذه الورش وكيف يتم التصديق لورشة صناعية في حي سكني؟ والكثير من الأسئلة تدور في ذهن أبو خليل وكذلك عم أحمد الذي قال إن ترابطهم في القوز ربما يضيع بسبب هذه الورش وقال إن عددًا من أصحاب المنازل يسعون للخروج من الضائقة الاقتصادية التي يمر بها جميع أهل السودان بإيجار منازلهم لأصحاب هذه الورش ولكن ينسون أن هذا حي سكني وهذه الورش تسبب الكثير من الإزعاج والمضايقات لأسرهم، وبين حديث أبو خليل وعم أحمد يظل أهل القوز في حيرة من أمر محلية الخرطوم التي تسعى إلى تطوير أحياء المحلية ووضع كل في مكانه الصحيح ولكنها تتجاهل ورش القوز الصناعية، كما أنها تتجاهل محرقة النفايات في جنوب المنطقة التي تشكل خطرًا كبيرًا للمواطنين الذين يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي وغيرهم من الأصحاء باعتبار أن هذه النفايات ربما تسبب بشكل أو بآخر البعبع المخيف (السرطان). عمومًا نحن على ثقة بأن معتمد الخرطوم الأخ عمر نمر يولي كل قضايا المحلية اهتمامًا كبيرًا ونرجو أن يجد أهلنا في القوز حلاً لقضاياهم هذه التي تنصب ضمن برنامج الولاية والمحلية في تطوير الخرطوم إن كان على مستوى الورش الصناعية في الأحياء أو محرقة النفايات جنوب مقابر الرميلة.