قد تقع عيناك في بعض الأحيان وأنت تشاهد في مسلسل تلفزيوني «ما» وبقربك عدد من أفراد الأسرة مثلاً على أحدهم أو اثنين منهم وقد سالت دموعهم بغزارة ويصل إلى مسامعك صوت نحيبهم وهم منفعلون بكل حواسهم إلى ذاك المشهد الحزين في المسلسل.. «الملف الاجتماعي» أجرى استطلاعاً حول هذا الموضوع وخرج بالحصيلة الآتية: كتبت: عائشة الزاكي تقول سلافة أحمد «موظفة» لا أُنكر أني أبكي مع كثير من المسلسلات التي أدمنت مشاهدتها، فكلما أرى مشهدًا عاطفيًا حزينًا في المسلسل أبكي بحرارة.. «معظم الأشخاص الذين يبكون هم «الجنس اللطيف»».. بهذا الحديث ابتدر تاج السر الفاتح «مهندس» قوله، وأضاف قائلاً: من النادر أن يبكي أحد الرجال مع المسلسل، فالمرأة عاطفية والرجل عاطفته أقل منها كثيراً. «هيام مبارك» طالبة جامعية تخالفه الرأي وترى البكاء في المسلسل يكون عدم موضوعية لأن الشخص المشاهد للمسلسل يدرك بعقله تماماً أن الحدث تمثيل في تمثيل، وكثير من الحالات قد تصل إلى المستشفى بحالة إغماء تام. وفي ذات الصدد تقول وصال حسن «طبيبة» ما يدهشني في بعض الأحيان أن النساء لا يذرفن الدموع في الأحداث الحزينة التي تحدث على أرض الواقع بالرغم من أنهن يسترسلن في البكاء في المشاهد الحزينة والعاطفية في المسلسلات مما يدعو إلى التساؤل والدهشة. تعتقد «سلمى» أن التأثُّر النفسي بالمشهد التمثيلي يعتمد على الموقف الذي يُعرض فيه ولا بد أن يفصل الشخص بين التمثيل والواقع.. وحالة البكاء تكون لحظة لقاء الشخص بوالده بعد سنوات غياب أو هنالك مشاهد تتمثل في طردهما إلى الشارع ويعيش الشخص الحالة بشكل حقيقي وينهمر في البكاء لفترات طويلة ولا يبكي في الواقع، ومن المفترض أن يفصل بين التمثيل والواقع، وكثير من الأشخاص يبكون وخاصة مع الدراما التركية والمكسيكية التي تُؤدّى بإتقان. ويرى أستاذ علم النفس «عادل محجوب» أن من أصعب المشاهد التي تتسبَّب في البكاء ويعيشها الإنسان مشاهد الحزن التي تشاهَد في أعمال الممثل ومشاهد لحظة الحزن ولها تأثير قوي، وقد تتسبَّب في مرض وحالة من الضغط النفسي ويتجاوز الإنسان قدرة التحمُّل ويدخل في صدمة قد تسبب خطورة على حياته، ومن أهم تأثيرات الصدمة من المشاهد التمثيلية أن يصرخ الشخص أحيانًا بلا سبب، وأضاف الأستاذ عادل أنه لا بد من التفريغ النفسي والانفعالي، وهذا يدل على أنه شخص حساس وصاحب قلب مرهف ويعبِّر بالبكاء، وقد تطول معه لمدة خمس ساعات ولا يعتدل مزاجه، وبعض الأشخاص لا يقبلون أي اتصال هاتفي من أحد خاصة إن كان المشهد حقيقيًا وحزينًا ومؤلمًا كحادثه استشهاد الأطفال الأخيرة في حادثة الاتوبيس في جنوبالقاهرة.