انشغل السودانيون كثيرًا الأيام الفائتة بما اصطلحت عليه الحكومة بالمحاولة التخريبية أو بالمحاولة الانقلابية كما هو مفهوم في أدب الخصوم أو المراقبين خارج حصون السلطة ولم يكن هذا الانشغال نتيجة أن هذه الحادثة الأولى من نوعها في تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان أوليس لأن الحكومة القائمة لا تحتاج لمن يقوم بضدها بالانقلاب أو أن الانقلابيين مارسوا عملاً خارج التقديرات السياسية فلا هذا ولا ذاك يمكن أن يكون تفسيرًا منطقيًا لحالة الانشغال هذه التي سرت مفعولاتها في أوصال الكيانات والقطاعات السودانية كافة بما فيها أهل الحكم أنفسهم بحيثيات وملابسات فيها المنطقي وغير المنطق، ولكن الحقيقة التي ربما لم تدرك الحكومة تأثيراتها على العقل السوداني بكل مكوناته أن التعامل بمنطق التجزيئة في تمليك الحقائق من شأنه فتح الأبواب وأشعة وتهيئة الأجواء لانتعاش سوق الإعلام الدعائي أو الإشاعات وهذه الإشاعات هي في الأساس حزمة من المعلومات المنتقصة أو المتداخلة أو المصنوعة ولو أن الحكومة كانت تعي مآلات أو تأويلات ما صنعته بروايتها غير المشبعة للآلة الإعلامية لما تعاملت بسقف أدنى في تعاطيها السياسي أو القانوني أو حتى الأمني مع المحاولة التخريبية أو ربما أنها قصدت من ذلك تخفيف حدة الفزع والهلع الذي يمكن أن يصيب المواطنين جراء هذه المحاولة أو التقليل من شأن الانقلاب أو الانقلابيين وظهرت هذه الحقيقة باينة بوضوح في جرعة البيانات والمعلومات أو التوضيحات التي ضختها الحكومة عبر خطابها الرسمي فلم تكن الجرعة كافية من منظور الإعلام المحلي أو حتى الأجنبي فالإعلام السوداني يعتقد أن الحكومة قدمت رواية متشككة أو غير مكتملة الجوانب في وقت يعتقد فيه الكثيرون أن ما قالته الحكومة في روايتها لا يمثل... إلا نسبة ضئيلة مما تلوكه المجالس العامة والخاصة خصوصًا أن معطيات المحاولة تبدو غريبة للمراقبين الأمر الذي دفع في اتجاه التشكيك وأن كل الذي جرى الأيام الفائتة هو حلقة من سيناريوهات مماثلة شهدتها الساحة السياسية السودانية طيلة سنوات الإنقاذ. ولأن الحديث عن انقلابات أو محاولات تخريبية يجب النظر إليه من خلال الحقائق المجردة والواقعية لأن كل السودانيين وخصوصًا الذين هم في المهجر تابعوا باهتمام كبير كل ما هو متاح في الخطاب الإعلامي الرسمي ولكنهم لم يجدوا ما يشفي غليلهم فاتجهوا يبحثون عما يشبعهم من معلومات أو حقائق إضافية من الإعلام الآخر الذي لا يبالي في الكشف عن كل ما يحصل عليه من حقائق.. تساءل هؤلاء المغتربون كثيرًا عن حقيقة هذه المحاولة.. هل هي «انقلاب» أم هي مجرد محاولة للتخريب لا ترقي لمستوى الانقلاب.. اتصلوا بنا وكانوا يسألون عن أصحاب هذا التحرك من العسكريين والمدنيين وتفاصيل المخطط بكل أدواته ووسائله ولا زالت التساؤلات حيرى تبحث عن أبعاد الحادثة وحقيقة ما يجري داخل المنظومة الحاكمة والحكومة وعدت عبر ناطقها الرسمي بأنها ستمد الرأي العام بكل ما تتوصل إليه من حقائق باعتبار أن التحقيقات لا زالت مستمرة مع المتهمين والمشتبه فيهم .. للتواصل (00249912647861)