نشرت صحيفة (كرستيان سينس مونيتر) بتاريخ 12/10/2012م أن المرشح الرئاسي (ميت رومني) عند زيارته ولاية (نورث كارولينا) التقى المبشّر البروتستانتي (بيلي جراهام) وتحدثا عن العقيدة، حيث أشار (جراهام) إلى تنامي نشاطه التبشيري في السودان (إلى جانب الصين وكوريا الشمالية). القسيس (بيلي جراهام) صديق حميم للرئيسين جورج بوش الأب والإبن. وقد كان (جراهام) من أوائل القادة الكنسيين ممَّن أرسل قساوسته التبشيريين إلى دارفور. حيث تعدّ مؤسسة(فرانكلين جراهام) التي تسمَّى (ساماريتانس بيرس) من أوسع المنظمات التنصيرية نشاطاً وإمكانيات في العالم، خاصة بمستشفياتها المتنقلة. تجدر الإشارة إلى أن خلال العمليات العسكرية الاخيرة التي شنها الجيش الشعبي في جنوب كردفان، كان القسيس (بيلي جراهام) يزور (كاودا) بمعدل مرتين في الأسبوع الواحد، قادماً على متن طائرته الخاصة من الجنوب. يشار إلى أن منظمة (ساماريتانس بيرس) أي (محفظة السَّامري) تنشط حالياً في معسكر (ييدا) للنازحين من (النوبة) في ولاية الوحدة وذلك بعد أن شرَّدتهم العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الشعبي في جنوب كردفان. تجدر الإشارة كذلك إلى أن منظمة (ساماريتانس بيرس) كان لديها نشاط سابق في دارفور وفي شرق السودان بخلاوي همشكوريب. ذلك يكشف بوضوح الدور الذي لعبته وتلعبه وستلعبه دولة جنوب السودان في تنصير جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وشرق السودان. أي في تنصير السودان حيث أن الدعم العسكري الذي تقدَّمه دولة الجنوب الإنفصالية للفرقتين التاسعة والعاشرة التي تحتل جنوب كردفان والنيل الأزرق لفتح جبهات قتال عسكرية ضد الشمال كما حدث بالفعل، وأيضاً دعم دولة الجنوب العسكري للمجموعات المتمردة الأخرى بالشمال والتي تقوم بعملياتها العدائية عبر الحدود، ينجم عنه بالضرورة فرار اللاجئين والنازحين من تلك المناطق، حيث تصطادهم المنظمات الأمريكية (الدوليَّة) لتقدِّم لهم الغذاء والتنصير. وذلك ما حدث بالفعل، عندما بادر الجيش الشعبي إلى إشعال نار الحرب في ولاية النيل الأزرق، حيث هرب المواطنون من الولاية إلى (المابان) في ولاية الوحدة في جنوب السودان. حيث تمّ إرسال الغذاء إليهم بواسطة إسقاط جوي من قمبيلا (أثيوبيا). حيث تمّ اسقاط ألف طن. كما نشط التنصير في أوساط معسكرات اللاجئين الذين هربوا من نيران الجيش الشعبي في جنوب كردفان إلى جنوب السودان. تقديم الغذاء عبر الإسقاط الجوي وغيره إلى اللاجئين الهاربين من حرب النيل الأزرق وجنوب كردفان التي أشعالها الجيش الشعبي، هي المرحلة الأولى من عملية شريان الحياة (2)، التي تركِّز أمريكا على تنفيذها في النيل الأزرق وجنوب كردفان(المنطقتين). تنفيذ عملية شريان الحياة (2) تلك في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب تنفيذ خارطة أمبيكي، تشكِّل حجر الزاوية في التحركات الأمريكية الجارية في السودان. حيث في تنفيذ خارطة أمبيكي ينشط المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان (برنستون ليمان) حيث يعمل بتركيز على تأسيس المنطقة العازلة بعرض (20) كيلو متر على جانبي حدود البلدين وإرسال قوات دولية للفصل بين دولتي السودان، وذلك كأساس لحل المشاكل بين الشمال والجنوب. (الجبهة الثورية) التي تمثِّل الإمتداد الغربي للجيش الشعبي و(قطاع الشمال) الذي يمثِّل ذراع الجيش الشعبي في الشمال، وبعد استخدام الفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي في احتلال مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، شرعتا تقتفيان سيناريو الحركة الشعبية في حرب الجنوب، باستقطاب الدعم السياسي واللوجستي والعسكري تحت غطاء النشاط الإنساني. في ذلك السياق التقى في (كمبالا) المبعوث الأمريكي لدارفور(دان سميث) بممثلي المتمردين من (الجبهة الثورية) حيث أعربت أجنحتها الأربعة عن تأييد خيار الحرب ورفض السلام الذي جاءت به اتفاقية الدوحة. (دان سميث) عُرف بنشاطه (المكوكي) بين دارفور وكمبالا. في إطار دوران مخطط تقسيم السودان إلى دويلات التقى القائم بالإعمال الأمريكي بقيادات من شرق السودان وأعلن عن رغبة بلاده في لعب دور فاعل في تنمية شرق السودان بصفة خاصة. يشار إلى أن تحركات القائم بالأعمال الأمريكي تشير إلى أن استراتيجية أمريكا في السودان، هي التعامل سياسياً وديبلوماسياً مع السودان عبر (5) كيانات هي الشمال والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجنوب كردفان ودارفور والشرق. كما يتمّ التعامل (الأمريكي) العسكري مع تلك المناطق السودانية الخمس إنطلاقاً دولة الجنوب. ذلك هو مخطط التقسيم الخماسي للسودان، أي تقسيم السودان إلى (5) دويلات وتنصير عدد من تلك الدويلات الجديدة. من الحكمة بلورةاستراتيجية لإطاحة حكم الحركة الشعبية في الجنوب. ذلك صمام الأمان للسَّلام والتنمية في كلّ من الشمال والجنوب. ذلك مفتاح إزدهار الشعبين.