نظم الاتحاد العام للصحفيين العرب زيارة تضامنية في نقابة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة شارك فيها نقباء الاتحادات والنقابات والجمعيات الصحفية في العالم العربي، امتدت ليوم واحد زرنا فيه أسر شهداء الصحافة في غزة وهم: محمود الكومي، حسام سلامة، محمد أبو عيشة، ويمتد مدخل رفح على الجانب الفلسطيني تم حفل استقبال وكان على رأس المستقبلين عدد من القيادات الإعلامية والصحفية برئاسة السيد عادل الزعنون.. والرحلة كانت مسافة طويلة استغرقنا فيها أكثر من ثماني ساعات بالبص السريع مررنا بصحراء سيناء وشاهدنا بقايا خط بارليف ومدينة العريش.. وطوال المسافة من قناة السويس فرص معبر رفح كان المشهد مليئاً برمال الصحراء ومحاولات الناس في مقاومة التصحر وزراعة أشجار النخيل وبعض المنتجات الزراعية مما يؤكد أن شيئًا يمكن أن يكون عونًا لمصر إذا ما تم إعمارها وإقامة مشروعات زراعية على أراضيها الحقيقية.. وفي الحقيقة فإن زيارتنا لأهلنا في غزة رفعت معنوياتنا بعد أن شاهدنا درجات الصمود البطولي لأهالي غزة أمام العدوان الغاشم الإسرائيلى والاعتداءات الآثمة على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وأسر الشهداء في معنويات عالية وكذلك شباب الإعلاميين شاهدو جرائم العدو وأبرزها ذلك البرج الذي يضم عشرات المكاتب من اثني عشر طابقاً وما أحدثه القصف من خسائر فادحة وإصابات للذين كانوا في تلك المكاتب يؤدون واجباتهم.. العدوان الإسرائيلى استهدف سراي الحكم القاتم منذ العهد العثماني في القرن الثامن عشر أو يزيد عن ذلك وكان يستخدم مكافأة لإدارة شأن القطاع ومسح المباني تلك مع الأراضي.. وهذه جريمة كبرى حيث يعتبر هذا السراي من الآثار المهمة جدًا حيث أُنشئ قبل أكثر من قرنين كاملين.. وإذا كانت هيئة اليونسكو معنية بمثل هذه الآثار الهامة فيجب عليها أن تقاضي هذه البربرية الإسرائيلية التي لا تراعي أي قيمة لا للإنسان ولا للتاريخ ولا تضع أي اعتبارات للتراث الإنساني والقيم الحضارية لمثل هذه المنشآت. زرنا السيد إسماعيل هنية بمنزله حيث إن مكتبه قد تم مسحه بالأرض كما استقبل من قبل رئيس الوزراء المصري ووزراء الخارجية العرب وكل من قام بزيارة غزة من المسؤولين العرب إبان الغزو وبعده وكان استقباله لنا كبيراً ومشهوداً بواسطة المسؤولين في حكومته حيث خاطب الاجتماع الأستاذ مكرم محمد أحمد الذي حيّا الصمود الفلسطيني وأكد وقوف اتحاد الصحفيين العرب بجانب الشعب في غزة ومطالبًا بضرورة وحدة الصف الفلسطيني حتى على مستوى الإعلام والنقابة لأن هناك نقابتين في الضفة وغزة.. وقد رحَّب هنية بالزيارة وأكد صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة في وجه العدو المحتل وأكد هو كذلك تصميمهم على الوحدة، وحدة الشعب ووحدة النقابة.. وقام بتقديم دروع تكريمية لأعضاء الوفد، ثم غادرنا عائدين إلى القاهرة فى نفس اليوم لنصل عند الثانية من صباح اليوم التالى.. فالزيارة رغم أنها كانت يومًا واحدًا إلا أنها كانت مشحونة ومزدحمة وكنا نسابق الوقت لنعود إلى المعبر قبل موعد إغلاقه عند الخامسة والنصف مساء. وبرغم ذلك وجدنا المعبر قد أُغلق وهام عليه الظلام وقضينا ساعات حرية بانتظار أن تفلح اتصالات إخوتنا المصريين وبالفعل أفلحوا في إحضار المسؤولين عن المعبر من مسافات بعيدة عن العريش وهي تبعد كثيراً عن معبر رفح وجاءوا وفتحوا لنا المعبر.. فكانت لحظات أدخلت في أنفسنا السرور بعد أن أيقنا أننا سوف نقضي ليلتنا على كراسي البص الذي كنا فيه.. وعدنا إلى القاهرة عند الفجر.. وبالرغم من بُعد المسافة والإرهاق والتعب إلا أن مضمون الرحلة كان عظيماً ومخرجاتها كانت أعظم..