كثيرٌ من الزيجات تنجح أو تفشل بسبب عنصر مهم له علاقة وطيدة بالزوجين وهي «النسيبة» والدة الزوج التي يمكن بقصد أوبغير قصد أن تسبِّب مشكلات جمَّة من خلال بعض التصرفات أو الأقوال تجاه زوجة ابنها فكثيرٌ من الزوجات يرتعبن من النسيبة خوفًا على علاقاتهن مع أزواجهنَّ، وهناك أزواج يتأثرون كثيراً بأمهاتهم بدلاً من محاولة اقنعاهنَّ بهدوء وحكمة، وغالباً ما يلجأ كثيرٌ منهم لاستشارة والدته في كل شاردة وواردة الأمر الذي يثير حفيظة الزوجات اللاتي يعتبرن الأمر تغييباً لدور الزوجة في إدارة شؤون بيتها، فهل تمثل أم الزوج ضرة أخرى إذا ما اعتبرنا أن النسيبة وزوجة الابن مشكلة ذات طرفين ثالثهما الابن! «الملف الاجتماعي» وضع هذه القضية على طاولة النقاش وخرج بالآتي: توالت المصائب! «الكثير من حالات الطلاق التي تكون بسبب تعلق الزوج بالأم والسماح لها بالتدخل في حياته وتسييرها كيفما تشاء من باب الطاعة العمياء وانصياعه لأوامرها من دون نقاش وتحكمها في سير حياته»، هكذا عبَّرت «أميمة» عن قصتها التراجيدية التي كانت نهايتها الطلاق، تقول: منذ دخولي على ام زوجي كانت هي الآمر والناهي في قراراتنا المصيرية، أول يوم في حياتي الزوجية اذاقتني المُر فدخلت عليها أحمل بداخلي كميات من الاحترام والتقدير وبمثابة الأم لي، ولكن سريعًا ماراحت إلى سراب فقد ردمت لي أرتالاً من الملابس القديمة والبالية وأمرتنى بغسلها ريثما يعود زوجي فقد أخرجته من المنزل بحجة لا أدري ماهي، هذا أول يوم في عش الزوجية، وبعدها توالت المصائب التي كتبت نهاية زواجي بمداد مليء بالكوابيس والمعاناة وذنبي أننى تزوجت ابنها الوحيد. سيهتم بزوجته أيضاً وترى عكس ذلك أسماء محمد أن الزوج «ود أمه» كما يُقال يحمل جانباً مشرقاً، فالزوج الذي يكنُّ لوالدته حباً عميقاً وارتباطاً قوياً لا شك أن ذلك يعود على الزوجة بالخير والحب، فهو لن يتوانى أن يعاملها كما يعامل أمه، فالرجل القريب من أمه يكون قريباً من شريكة حياته، وهذا ما أعتقده، وأن الرجل العاق لوالدته سيكون مسيئاً لزوجته ولا يقدرها أو يكنّ لها أي مشاعر، وتؤكد ضرورة معالجة الزوجة لهذا الأمر إن زاد عن حده وبدأ يقلقها أو يسبِّب لها مشكلات وغيرة زائدة أن تقوم بإشباع الزوج حباً وحناناً كي لا يهرب مجدداً إلى حضن أمه بحثاً عن الحب والحنان، وتراقب تصرفات أمه معه وتحاول تقليدها وتتعلم أصنافها المميَّزة التي يفضلها مشيرة إلى أن ذلك يُكسبها وده وحبه لها بدلاً من أن تتحول كل حياتها الزوجية إلى جحيم بسبب المشكلات التي لا تنتهي. لابد من التوازن ويوافقها في الرأي أحمد علي الذي يؤكد أن الأم أغلى شيء في حياة المرء وأن طاعتها واجبة، لكن على الزوج أن يفرِّق بين البر والطاعة والكف عن الالتصاق الدائم بها وتطبيق قراراتها في حياته الشخصية والأسرية، فيجب أن يعي الزوج أنه بعد الزواج يكون له حياته واستقلاليته ومن واجب الأم أن تسعى لمساعدة ابنها على الاستقلال بحياته وقراراته وألا يظل معتمدًا عليها في كل صغيرة وكبيرة وأنه أصبح رجلاً ولم يعد طفلها المدلل، ويشير إلى أنه عندما يكون الزوج ابن أمه أو متعلقًا بها فإن ذلك ينتج الكثير من المشكلات بما يهدد الحياة الأسرية للرجل لذلك لا بد من التوازن في هذه العلاقة مع الأم. دلال زائد ومن جانبها تقول هالة فضل «اختصاصية علم الاجتماع» إنه يجب ألّا نُلقي اللوم فقط على الزوج إنما للأم دور له أبعاده النفسية أيضًا في هذا الأمر، لأنها هي التي أفرزت هذه الشخصية اللصيقة بالأم منذ الصغر، حيث كانت تجسد لهم أن الأم هي الأساس والأهم وما يلي بعدها غير مهم، وذلك من خلال تدليلهم الزائد في الصغر وخلق هدف واحد لديهم هو خدمتها والتعلق بها لأبعد الحدود لافتة إلى أن الأم هي من تسلب الطفل شخصيته وتجعله لا قرار له ويعتمد عليها في اتخاذ قراراته واستسلامه للأم ويكون بذلك ضعيف الشخصية فلا رأي له ولا إرادة وبخاصة أن الأم لا تترك لأبنائها الحرية في تحديد شكل العلاقة أو اتخاذ القرارات الخاصة بما تمر به من مواقف رغم المعاناة التي قد تسببها هذه المشكلة للزوجة من ألم نفسي نظرًا لعدم قدرتها على إدارة حياتها وأسرتها بالشكل الذي تريد من دون استشارة زوجها لأمه، كما تنصح هالة الزوجة بأن تكون على قدر عال من الصبر على الزوج لإكمال مسيرة الحياة معه والحفاظ على الأسرة وتماسكها وأن تحاول خلق جو معتدل بمعاملة والدته بلطف والسعي لتقريب وجهات النظر بينها وبين نسيبتها، وعلى الزوج ألا يبين لزوجته أنه «ود أمه» ولا يزال متعلقاً بها ويخشى الانفصال عنها كأن يقوم بكثير من الأمور التي تبين مدى تعلقه بأمه كأن يفضل أن يقضي أوقاته بالقرب من والدته وبهذا لا يكون موفقاً في حياته الزوجية بسبب حبه الزائد لأمه وغيرة الزوجة من هذا الحب الذي سيخلق له مشكلات جمّة.