هل صحيح أن حركة التحرير والعدالة ستنسحب من اتفاق الدوحة؟ وما هي التفاصيل الكاملة لأحداث الفاشر التي جرت الأسبوع الماضي؟ في هذا الحوار كشف رئيس القطاع السياسي بالحركة تاج الدين بشير نيام عن تأثير هذه الأحداث على مسيرة اتفاقية الدوحة معتبرًا أن ما حدث مؤامرة داخلية من قِبل أشخاص يسعون لإفشال الاتفاقية.. فما هي حقيقة ما جرى من أحداث أدت لاستشهاد اثنين من أفراد الحركة؟ وما هي التفاصيل الكاملة لهذه القضية.. في هذا الحوار يكشف تاج الدين نيام عن الكثير حول هذه الحادثة.. بداية ما هي حقيقة ما تزعمونه من اعتداء على قواتكم؟ حركة التحرير والعدالة منذ قدوم وفد المقدمة في سبتمبر الماضي والوفد الرئاسي في أكتوبر ظلت التزاماتها وسياساتها واضحة خاصة في الترتيبات الأمنية خاصة فيما يلي دمج القوات وفق الجداول الزمنية والشروط المتفق عليها مع القوات المسلحة وخلق قوة موحدة مع الجيش ولن تحيد حركة التحرير والعدالة عن هذه الالتزامات. إذًا ماذا حدث بالتفصيل؟ لظروف متعددة ومن وقت لآخر تأتي قوات الحركة لأسباب مختلفة لكل مدن ولايات دارفور كالفاشروالجنينة وزالنجي والضعين، وحصل ترتيب ما بين هذه الزيارات المتتالية وتم التنسيق مع أجهزة الاستخبارات في المنطقة والأجهزة الأمنية وبالتالي اعتادت هذه القوات أن تأتي وتخرج وتبلغ مالها من سلاح ومن عدة ذخائر وعربات من وقت لآخر.. وظللنا في علاقة جيدة مع الأجهزة الأمنية في الولايات خاصة في ولايات شمال وجنوب دارفور.. فما حدث يعتبر شاذًا وغير متوقع، كنا في نيالا صبيحة الحادث وبلغنا ونائب رئيس الحركة للشؤون العسكرية يس يوسف عبد الرحمن وتم إخطارنا بصفتي كبير المفاوضين ورئيس القطاع السياسي بالحركة بأنه تم اعتداء على قواتنا حوالى الساعة السابعة والربع صباحًا، فاتصلنا بعقيد حاج نور قائد الاستخبارات بمدينة الفاشر لكنه لم يرد في وقتها إلى أن وصلنا الفاشر في التاسعة صباحًا قادمين من نيالا وتوجهنا إلى مكاتبنا وطلبنا من العقيد أن يرتب لقاء حتى نستجلي الأمر ومعرفة ما حدث. وعندما التقينا العقيد حاج نور طلبنا منه توضيحًا كاملاً بما حدث من اعتداء على قوات الحركة، وقد ذكر العقيد أن هنالك عربة راجمات وأن عددًا من الأفراد بقيادة القائد «عبد الله بله» في طريقهم إلى الفاشر وأن القائد عبد الله لم يخبرهم بموعد مجيئهم. هل صحيح أن هناك تلويحًا من قِبلكم بالانسحاب من الاتفاقية؟ حقيقة ما حدث سيؤثر على الاتفاقية لكن لن يوقفها، فالأخطاء والتجاوزات قد تحدث لكن أهم من التجاوز هو تعاون الأطراف سواء من جانب الحكومة أو نحن في الحركة، يجب ألّا نتستر على الحقيقة، فهدفنا هو كشف الحقيقة لذلك طالبنا بالتحقيق فالمادة «64» الفقرة «384» من اتفاق الدوحة تنص على: «اللجنة تتلقى الشكاوى وتقوم بالتحقيق والتحليل والتسوية. إذا الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية في الولايات إذا لديهم القدرة على كشف الحقيقة وليس التستر على أفراد ايًا كان موقعهم فالحركة لديهم هذه الارادة لمعرفة وكشف الحقائق لكن اذا تستروا على الحقائق وقد يؤدي المراحل متقدمة ربما سيؤدى الى عواقب لا يحمد عقباها. بمجرد ان الحركة صرحت بأن هذه القوات تتبع لها كان يجب ان تنفى الحكومة ما اعلنته، وكان يجب ان يسحب هذا الخبر من القنوات والاعتذار للحركة، تكوين لجنة محلية للتحقيق لكن اصرارهم على المعلومة الخاطئة والاستمرار هذا يعتبر تحديًا للحركة ولرئيس السلطة. وماذا عن اللجنة التي كُوِّنت للتحقيق؟ نحن طالبنا بتكوين لجنة للتحقيق. وهذه اللجنة فيها اطراف من قبل الحكومة ومن الحركة.. ونحن لدينا الاستعداد اذا كانت هذه الراجمة هى التى ضربت قوات الجيش فسنعاقب افرادنا. لكن كل الدلائل تؤكد اننا ابلغناهم بتحرك افراد من الحركة، لكن الغريب بعد تبين كل هذه المعلومات وبعد اخطارهم بكل كان الاصرار والاحتفالات وتضليل للرأي العام. هل هنالك وقت معين لتحركات قواتكم خلال العام؟ قواتنا موجودة فى مواقع مختلفة وتأتي كاطواف ادارية لأغراض مختلفة منها لإصلاح العربات واخذ المؤن وللمشاورة مع قادة الحركة فى امور كثيرة ولايتم التحرك الا بامر مكتوب من القوات والاجهزة الأمنية، وهذا ما يحدث فى كل مدن الولايات الخمس سواء الجنينةونيالا او الفاشر وهذا مانقوم به خلال كل هذه الاشهر التسعة. السبب الاساسي لحضور هذه القوات للفاشر ان القائد عبد الله بله كان فى الجنينة وفى طريقه الى الفاشر مقر عمله اضافة الى قوات ادرية. فى العادة هل هناك اتصال بينكم وبين القوات المسلحة بالنسبة لتحركاتهم؟ نفس هذا السؤال وجهه يس يوسف الى العقيد وسأله لم لم تتصل بحركة التحرير والعدالة وكانت اجابته انهم فى القوات المسلحة لا يعلنون او يكشفون احيانًا عن تحركات القوات المسلحة. ماهي الخطوات القادمة التي ستتخذها الحركة؟ نحن الآن فى السلطة ونحن جزء من السلطة وفى الحكومة ويعنينا كثيرًا امر القوات المسلحة ودورها فى حماية البلاد لكن يجب ان توقف هذه الأشياء، وقال: سيتم تكوين لجنة تحقيق، لكن فى رأينا ريثما تصل لجنة التحقيق لنتيجة نهائية. هل هناك جهات تسعى لإفشال الاتفاقية؟ نعم هذا الخلاف والمؤامرة خلقها عدد من الناس بغرض احداث وقيعة بين الحركة والقوات المسلحة.. هذه جريمة ارتكبت فى حق الشعب السودانى وفى حق حركة التحرير والعدالة وفى حق اتفاقية الدوحة بغرض اعاقة الاتفاق ونحن لانتهم القوات المسلحة. بعد هذه التوترات الى اين يمضي مسار الاتفاقية؟ الاتفاق لا يزال فى مكانه والحركة لم تتخذ اى قرار ريثما تتضح الحقائق حتى الآن نعذر الحكومة والقوات المسلحة لأنهم ضحية معلومات مفبركة لأشخاص لهم مصلحة فى خلق هذا التوتر.. لكن الى الآن ملتزمون بالاتفاق، فالاتفاقية هى امل السودان ودارفور.. ونحن على يقين وفى اقتناع تام بانهم ضحايا مؤامرة مدبرة.. اما اذا لم يتم التعاون مع لجنة التحقيق واذا الحقيقة لم تكشف فسنرد عليها فى حينها. ما المطلوب من الحكومة الآن؟ المطلوب ان توقف هذه التصريحات الزائفة وان نتعاون نحن فى الحركة والحكومة مع لجنة التحقق للوصول الى الحقائق وان تعرض نتيجة التحقيق الى الرأي العام ان يتم معاقبة باقصى عقوبة للذين ارداوا توقيف اتفاق سلام دارفور.