آثار تعامل القوات المسلحة مع قوة عسكرية – تبين فما بعد – تبعيتها لحركة التحرير والعدالة يوم الأسبوع الماضي ،ردود أفعال عديدة خاصة وأن القوة التي تعامل معها الجيش السوداني كانت تتمركز في نقطة ظلت منصة إطلاق لصواريخ الكاتوشا على مدينة الفاشر خلال الشهور السابقة ، كان آخره يوم الأحد الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي ،ووقتها قال متمردون في دارفور أنهم قصفوا مدينة الفاشر بصواريخ كاتيوشا، وذلك في هجوم يندر وقوع مثله على معقل الحكومة الذي تتمركز فيه أيضا قوات حفظ السلام الدولية. وقال المتحدث باسم المتمردين جبريل آدم بلال - وقتها - إنهم أطلقوا صواريخ كاتيوشا ونيران أسلحة ثقيلة أخرى على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وأضاف أن هدفهم كان هو تدمير قاعدة الفاشر. وتفاصيل ما حدث الأسبوع الماضي لخصه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان الخميس حين قال :(القوات المسلحة قامت فجر يوم الأربعاء 5-12-2012م بنصب كمين لقوة من الحركات المسلحة بناءً على ما ورد من معلومات أكيدة أبلغ بها مواطنو القرى التي تقع شمال غرب الفاشر والذين شهدوا قصف أطراف مدينة الفاشر من قبل لأكثر من مرتين من نفس اتجاه الموقع عن وجود قوة مسلحة بالمنطقة وقد قامت القوات المسلحة بمهاجمة تلك القوة المسلحة واستولت على راجمة وعربة قتالية حسبما أوردنا من قبل . ويضيف الصوارمي أنه وبعد نجاح مهمة القوات المسلحة أعلنت حركة التحرير والعدالة الموقعة على اتفاقية الدوحة تبعية هذه القوة لها علماً بأن الموقع الذي نصب فيه الكمين ما كانت تتواجد فيه حركة التحرير والعدالة من قبل حسب تحقق لجنة وقف إطلاق النار برئاسة اليوناميد .كما أن الاتفاقية تنص على أن التحركات الإدارية للحركة لا تتم إلا بإخطار مسبق ، ولعل أخطر ما أشار إليه الصوارمي في بيانه التوضيحي هذا هو أن الراجمة المشار إليها والتي استولت القوات المسلحة عليها وجدت معبأة ومجهزة تجهيزا كاملا لإطلاق صواريخها . وأكد الصوارمي أن ما حدث هو أمر يمكن معالجته من خلال روح الاتفاقية والترتيبات الأمنية ولجنة وقف إطلاق النار والثقة المتبادلة بين جميع أطراف الاتفاقية . كما نؤكد أن هذا الحدث لن يؤثر على اتفاقية الدوحة ولن يزعزع المقاصد والأهداف في تحقيق السلام في دارفور . قبل الإشارة إلى توجيه وزير الدفاع بتشكيل لجنة تحقيق فوري لاستجلاء الحقائق حيث ما زال التحقيق مستمراً بمشاركة كل أطراف اتفاقية الدوحة , كما تم استدعاء مفوض الترتيبات الأمنية من نيالا إلى الفاشر لمتابعة التحقيق . وفي المقابل شن رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التجاني السيسي هجوماً عنيفاً على الحكومة ووصفها بالكارثة، مشيراً إلى أنها اعتدت على قواته بالقرب من مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور، مبنياً أن الهجوم أسفر عن مقتل (2) من أفراده حامد أبكر ضحية وحسن عبدالكريم، لافتاً النظر إلى أن قوات الحكومة أسرت (3) آخرين من بينهم نائب رئيس الترتيبات الأمنية بالحركة عبدالله بندة.وكشف السيسي خلال حديثه في مؤتمر صحفي عقده الخميس بمقر السلطة الإقليمية بالخرطوم عن تفاصيل الحادثة وقال إن الحكومة كذبت عندما ذكرت أنها ضربت قوات تتبع للجبهة الثورية، موضحاً أن قواته لديها دوشكا معطلة وتحتاج للتصليح وأنه تم حملها في عربة من أجل إصلاحها، منوهاً إلى أنها أكملت 9 أيام أمام بوابة الفاشر ولم يتم السماح لها بالدخول على الرغم من معرفة تبعيتها لحركة التحرير والعدالة، منوهاً إلى أن القوات الحكومية تعاملت معها بردود الفعل باعتبار أنها تتبع للجبهة الثورية وليس لحركة التحرير والعدالة. ومن جانبه اتهم الأمين العام للحركة بحر إدريس أبو قردة أيادٍ خفية بالوقوف وراء مساعي إجهاض اتفاق الدوحة، مشيراً إلى أن كل الخيارات مفتوحة في حالة عدم استجابة الحكومة والوساطة القطرية لطلب الحركة تشكيل لجنة تحقيقات من قبل اليوناميد للتحقيق في ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة. لكن والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر جدد تأكيده على أن القوات التي تمت مهاجمتها كانت تعد لقصف حاضرة الولاية مدينة الفاشر ، وقال كبر خلال مخاطبته اللجان المجتمعية بالفاشر أن تلك القوات هي ذاتها التي كانت تقصف أطراف المدينة في أوقات سابقة ، وأشاد بما أسماه الموقف البطولي للجيش السوداني وهو يحبط قصفاً محتملاً للمواطنين الآمنين، مؤكداً ثقته ودعمه لها في سبيل القيام بواجباتها. واتهم جهات لم يسمها بأنها تسعى لاستغلال الأوضاع وتثير المشاكل لتوحي بأن الأمن غير مستقر. وأشار كبر إلي أن الوضع أكثر استقراراً من السنين الماضية ، داعياً الأجهزة الأمنية والمواطنين للحذر واليقظة لتفويت الفرصة على الذين لايريدون استقراراً وتقدماً للولاية. عموماً، فإن ما حدث عن طريق الخلط حين تعاملت القوات المسلحة مع تلك القوة التي تتبع لحركة التحرير والعدالة ينبغي الا يؤثر على اتفاقية الدوحة ولن يزعزع المقاصد والأهداف في تحقيق السلام في دارفور.