كنت أحدث نفسي بصوت مسموع وأنا أتهيأ للخروج في الصبح الباكر وأقول:«لن أستطيع اليوم الذهاب لجمعية صنوان الأدبية، لأنني سأستلم الشيك من شركة التوزيع». وسمعت صوت زوجتي تناديني من على البعد: - مبروك يا شنطار.. خلاص؟ قلت لها وهي تقترب مني - شنو الخلاص؟ - سمعتك صرفت الشيك من جمعية صنوان! - جمعية صنوان هذه يا عزيزتي جمعية وليدة، أتعاون معها بالمجان.. مؤسسوها تلامذتي، ويعدون لبرنامج أدبي وشعري.. كل ذلك مني بالمجان. - مجاااان. - نعم مجان - والشيك؟ - الشيك وعدتني به شركة التوزيع لروايتي الأخيرة: «الظرف المحرج» اليوم أو غداً. - طيب كيف نغطي مصاريف البيت اليوم؟ - دبري حالك واتصرفي - دبرتها أمبارح وأول أمبارح واتمليت ديون؟ - معليش ادعو لينا الله يفرجا. - وخرجت من المنزل بعد أن تركت زوجتي محتارة. وفي الطريق.. ذهبت لجمعية صنوان للاستئذان - أرجوكم يا أبنائي.. أنا مضطر اليوم للغياب عنكم ليومين لأنني داخل في «ظرف محرج»!! - معذرة يا استاذنا.. لا نوافق لك.. لأن ظرفنا أحرج من ظرفك.. نحن ننتظرك كما ترى بفارغ الصبر.. واليوم مسؤول كبير سيفتتح المهرجان والحضور سيكون مشرفًا.. وجودك أكيد صمام أمان للنجاح!! هذا هو البرنامج.. هل لك أن تراجعه؟ - لا بأس يمكن أن أمر عليه مروراً سريعاً وأضع عليه ملاحظات.. ثم أعود لكم حال انتهائي من مهمتي التي تؤرقني.. هل توافقون؟ - نعم يا أستاذنا العزيز.. ولكن قبل أن تذهب نرجو أن تتقبل منا هذه الهدية.. هذا الظرف مساهمة بسيطة.. ونرجو أن نكون عند حسن ظنك يا أستاذ!! «بسرعة فتحت الظرف» - ما هذا ظرف ثمين.. عجييب.. به مبلغ من المال!! ليه التعب ده كله يا أولاد؟ لا بأس.. ظرفكم مقبول يا أبنائي .. بالرغم من أنه محرج.. ولكن ..آآآآآ.. المهم.. آآآآ.. أنا عاوز أقول شنو؟ الموضوع طار لي من رأسي.. على أي حال الوقت ضايق وظرفكم محرج فعلاً.. ما فيش مانع .. بعد كده نتابع البرنامج معاكم للنهاية أنا ظرفي ساهل.. ممكن بكره أتابع إجراءات رواتبي الجديدة «الظرف المحرج» هيااااا نبدأ يا أولاد. شنطار