تميزت مصر منذ زمن بعيد بخاصية ميزتها عن بقية دول العالم وقد وصفها حكماء الإغريق باسم مصر هبة النيل، وقال الآخرون مصر أم الدنيا، ومصر بلد العجائب وهي التي كلم الله سبحانه وتعالى موسى في الوادي المقدس في سينا وفيها بعث الله موسى وهارون لفرعون عندما طغى ودارت في أرضها قصة يوسف وزوجة العزيز وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ماريا القبطية وذكر القرآن قصصًا كثيرة كان مسرحها مصر، وأفاض الله عليها الفيض الرباني وذكرها في القرآن في خمس آيات كان أولها سورة البقرة عندما ضرب موسى بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتي عشرة عيناً وعلمهم مشربهم ورزقهم من اله ولكنهم لم يكتفوا فطلبوا من موسى أن يخرج لهم ربهم مما تنبت الأرض من بصلها وعدسها وجاء في قوله تعالى: «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (61) سورة البقرة، وفي سورة يونس التي ذكر الله سبحانه وتعالى سحرة فرعون وعصا موسى فآمن القليل من قوم موسى على خوف من فرعون وزمرته وطلبوا من موسى أن ينجيهم من القوم الظالمين فجاء الفوز الرباني في قوله تعالى: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (87) سورة يونس، وذُكرت ثالثاً في سورة يوسف في قوله تعالى: «وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف وأيضاً في سورة يوسف جاء قوله تعالى: «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} (88) سورة يوسف، وذكرت مصر في سورة الزخرف ذلك عندما بعث الله موسى وأخاه هارون بآيات بينات لفرعون وقومه فكذبوا وقال له يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فتكبر فرعون وادعى أن كل شيء ملكه وكان يستخف قومه ويطاوعونه خوفاً منه وجاء ذلك في قوله تعالى: «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (51) سورة الزخرف هذه مكانة مصر التي خصها الله وذكر اسمها في خمس آيات في القرآن الكريم والتي يوجد بها مقابر كثير من الصحابة وجامع عمر بن العاص والجامع الأزهر منارة الإسلام وجامع الحسين وأول عاصمة إسلامية سيرها عمر بن العاص وسماها الفسطاط في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وهي التي حكمها كبار الخلفاء المسلمين ورجال الدين والتي غزاها الهكسوس والمماليك والأوربيون والأتراك بقيادة محمد علي باشا.