منذ بداية القرن الحادي والعشرين استشرت حوادث العنف والخطف والقتل والجرائم بكل أشكاله وألوانه في السودان.. في المساجد.. الفنادق.. الأسواق.. دار الفنانين.. في كل مكان. ولكي نخرج من هذا المأزق على الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد ومنابر الجوامع والمساجد والجامعات والمدارس والأندية الثقافية والرياضية توعية الناس بسماحة الإسلام وغرس السلوك والخلق القويم على الناشئة وإدارة المحاضرات والندوات وإسداء النصح خاصة من المثقفين ورجال الدين.. وان المساجد بيوت الله من احتمى بها فهو آمن.. حيازة الأسلحة يجب أن تقنن بطريقة أكثر دقة، فلا يُعقل أن تباع وتشترى كالخبز والملح والسكر في بعض الأوكار لتعرضنا لمزيد من الأخطار.. وهذه أيضاً مسؤولية الجميع، المواطن العادي قبل رجل الأمن، وألا يتعامل مع هذه التجارة الرائجة والمربحة مادياً في اعتقادهم الخاطئ وتقويمهم القاصر للعواقب وضرورة أخذ الحيطة والحذر خاصة من العائدين من مناطق العمليات والذين انسلخوا من بعض المليشيات والحركات المتمردة حتى بعض الأحزاب المعارضة تمتلك كل أنواع الأسلحة خفيفة كانت أم متوسطة وربما ثقيلة والذين تضررت منهم الأحياء المتطرفة من العاصمة كالحاج يوسف والكلاكلات والسلمة والتي تشهد من وقت لآخر اشتباكات مسلحة.. وعلى الحكومة ملاحقتهم وتجريدهم من السلاح فوراً.. الكثير من الجرائم تدون وتحفظ ضد مجهول.. والمتلبس بالجريمة أيضاً تحوم حوله الشكوك في كنهه.. وعلى الجهات الأمنية عدم التسرع في الإعلان حتى تتأكد لها شخصية المجرم ودوافعه.. وفي إحدى الجرائم التي قتلت فيها فتاة بريئة قيل بأن القاتل ضابط شرطة سابق.. وهناك قول ثان يؤكد امتهانه القيادة.. وثالث يؤكد ورابع ينفي.. حيرتونا. المساجد لم تسلم من هذه الجرائم بل على العكس نالت نصيبها ب «الجملة».. وحادثة فندق السوق العربي التي ارتكبها المعتوه القادم من أرض الحبايب.. من رمز المحنة كسلا.. والصحافة لم تسلم من الجرة والغدر بيد أن المجرم هذه المرة لم يكن فرداً بل كانوا رهطاً من الكلاب الضالة، والضحية هذه المرة الأستاذ محمد طه رئيس تحرير جريدة الوفاق الذي اقتيد في جنح الظلام من منزله ومُثِّل بجسده في أبشع صورة.. والفنان المبدع الشاب خوجلي عثمان أشهر ضحايا العنف والبلطجة.. أتمنى أن أرى السودان الحبيب عاجلاً غير آجل خالياً تماماً من الجرائم.. وذلك بالعزم والحزم والردع .