اشتهرت عائلة جاكسون الأمريكية بالغناء والموسيقا. فقد كوّن جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة من أبنائه. وكانت فرقة «جاكسون فايف» في بادئ الأمر من أنجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذاع صيتها في السبعينيات وحصلت على شهرة عالمية واسعة. وسارت هذه الفرقة الغنائية الموسيقية من نجاح إلى نجاح وتربعت على قمة الغناء الموسيقي الشعبي في أمريكا. في وسط هذا الجو الغنائي الموسيقي نشأ جيرمين جاكسون شقيق المغني الأمريكي المعروف مايكل جاكسون. فجيرمين ينتمي لأسرة فنية لا يجهل أحد شهرتها وأثرها في خارطة الأغنية الشعبية الأمريكية. وكانت تنشئته وتربيته في هذه الأجواء الفنية التي تركت أثرًا واضحاً في مسار حياته إلى يومنا هذا. لقد بدأ جيرمين جاكسون رحلته الإيمانية التي قادته إلى اعتناق الإسلام من رحلة فنية إلى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، حيث كان مرافقاً لأخته الكبرى. فهناك عرف حقيقة الإسلام من أفواه الأطفال. ويروي جيرمين قصة إسلامه وتفاصيلها في حوار أجرته معه مجلة «المجلة» في العدد «966» قائلاً: إنني بعد عودتي من البحرين والحديث مع أولئك الأطفال عن الإسلام تيقنت من أنني سأصبح مسلماً. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابني منذ فترة وأفصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد عن الإسلام. وسافرت معه إلى المملكة العربية السعودية لأتعرف على الإسلام أكثر فأكثر، وهناك أعلنتُ إسلامي. ولما كان جيرمين جاكسون محباً لأسرته وعاشقاً للغناء والموسيقا منذ نعومة أظفاره، رأى أنه لن يتخلى عن الغناء والموسيقا، بل أصبحت له رسالة من نوع جديد، فبدلاً من أن يعتزل الفن، بدأ يشعر من خلال إسلامه بدفعة جديدة لتقديم المزيد ضمن مشواره الفني راغباً في الاستفادة من الأضواء وآلاف المشجعين المحبين له، وذلك بتقديم رسالة من نوع جديد. ويواصل جيرمين جاكسون الحديث عن بداية مشواره في رحلته الإيمانية التي قادته إلى اعتناق الإسلام، حيث يقول: سافرت مع صديقي علي قنبر إلى مدينة الرياض لمعرفة المزيد عن الدين الإسلامي، ومن هناك سافرت إلى جدة واصطحبتني أسرة سعودية كريمة بعد اعتناقي للإسلام إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة. ويصف جاكسون أنه بعد إسلامه شعر بأنه ولد من جديد بحق وحقيقة. ويقول: كانت لديّ العديد من الأسئلة الحائرة التي أبحث لها عن إجابات، خاصة الأسئلة المتعلقة بالمسيحية وعيسى عليه السلام، فوجدت إجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه الأسئلة لحظة اعتناقي الإسلام. وقد كنت في حَيرة من أمري كمسيحي نشأ في أسرة متدينة، إذ كان يحيرني دائما أن الإنجيل مكتوب على أيدي أشخاص عاديين. وكان دائماً يخطر ببالي أن هؤلاء بشر، فكل واحد منهم سيراعي نفسه ومجموعته في ما يكتب، بينما القرآن كتاب الله حفظه الله على مر السنين والأجيال «إنا نزلنا الذكر وأنا له لحافظون». وفي السعودية وجدت أشرطة جميلة جدًا للمغني البريطاني السابق والداعية الإسلامي يوسف إسلام، وفيها مناظرة حول الإسلام والمسيحية ومنها تعلمت الشيء الكثير. وقال جاكسون: لقد قدم لي الإسلام حلاً لكل مشكلاتي، فأصبحت إنساناً بلا أي مشكلات. وكنت من داخلي أتغيّر بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماماً وغيرها من الأشياء المحرمة امتثالاً لأوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري على بقية أفراد أسرة جاكسون وإقناعهم باعتناق الإسلام، نُظِّمت ضدي حملة واتهموني بأني عدو للسامية، وأنه بحكم إسلامي لا يمكن لي التعايش مع الآخرين، وهذا هراء، فإن الدين الإسلامي دين تعايش في سلام وأمان مع الآخرين.