بعد أسبوع من إغلاق ليبيا لحدودها الجنوبية، وإعلانها منطقة عسكرية، ونية السودان أيضا إغلاق حدوده مع تشاد وإفريقيا الوسطى، كشف وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان الثلاثاء الماضي عن إجراء بإغلاق الحدود تعتزم الخرطوم اتخاذه مع تشاد وإفريقيا الوسطى، موضحاً أن الغرض من الإجراء هو تأمين الحدود وحمايتها من تسلل العناصر «المتفلتة»، حتى زادت بالأمس وتيرة العنف على الحدود، عندما تحدى تحالف متمردي جمهورية إفريقيا الوسطى الملقب ب«سيليكا» نداءات زعماء المنطقة بوقف تقدمهم وقبول مفاوضات سلام، حيث قام المتمردون بالاستيلاء على مدينتين آخريين في وسط البلاد أثناء تقدمهم صوب العاصمة «بانغي»، وكشف أريك نيريس ماسي المتحدث باسم تحالف متمردي «سيليكا» أنه قمنا بالرد عليهم واضطررنا للسيطرة على مدينة «أيبي» بوسط البلاد ونحن الآن متمركزون في «نداسيم» التي استولينا عليها مساء السبت، ويتهم المتمردون، رئيس الدولة فرنسوا بوزيزي بحشد رتل من قواته على مقربة من مدينة بريا الغنية بمناجم الألماس لشن هجوم عليهم. وكانت قمة رئاسية انعقدت يوم الجمعة الماضية بإفريقيا الوسطى برئاسة بوزيزي وروساء تشاد إدريس ديبي والغابون علي بونغو والكونغو دينيس ساسو نغيسو، ودول المجموعة التى تضم «أنغولا وبوروندي والكاميرون والكونغو برازافيل وغينيا الإستوائية»، لكن تلك القمة لم تخرج بجديد ينزع فتيل التوتر الجاري بالدولة المجاورة للسودان، في وقت تقوم فيه قوات أمريكية بمساعدة دول بالمنطقة ضمنها قوات دولة جنوب السودان بتأمين الجنوب المتصل بإفريقيا الوسطى مع يوغندا باسم محاربة جيش الرب، لكن مواقع تلك القوات تبعد أميالاً عن العاصمة بانغي، لكن قوات فرنسية وتشادية تسهم في حماية مؤسسات الدولة في العاصمة بانغي بموجب اتفاقيات تعاون عسكري فيما بين تلك البلدان. في خضم ذلك انتشرت جماعة مسلحة جديدة فى شمال غرب إفريقيا الوسطى فى اتجاه الحدود الكاميرونية منذ شهر يونيو الماضى، وبحسب المصادر فأن هذه الجماعة قدمت من حدود إفريقيا الوسطى مع تشاد، حيث أكدت مصادر عبور «60» مسلحاً من هذه المنطقة المتاخمة ل«تشاد» فى 15 يونيو الماضي من مدينة كابو فى الشمال. الخطورة التى تقع على السودان أن عدداً من لاجئي إقليم دارفور يقع قرب مسارح تلك العمليات العسكرية، منها معسكر«سام أونغا» الواقع داخل إفريقيا الوسطى، يضاف لوجود عمليات عسكرية جارية في تلك المنطقة بواسطة قوات سودانية لدحر متمردي دارفور، وفلول الجيش الشعبي «قطاع الشمال»، بجانب أن كل مجريات الأحداث مجاورة لمنطقة «سماحة» التى كان قد احتلها المتمردون وتم تحريرها. أخيراً، لم يكن من قبيل المصادفة أن ينجح متمردو إفريقيا الوسطى بأن يكونوا على مرمى حجر من العاصمة بانغي، في وقت تشتعل فيه الحدود السودانية والليبية والتشادية معاً، وأسباب مختلفة، ووسط ذلك، تقوم دولة جنوب السودان مع الولاياتالمتحدة بعمليات عسكرية لمطاردة جيش الرب، كما تقوم يوغندا بدعم متمردي الكونغو، لذا فإن المطلوب من السودان دور واعٍ لهذه المخاطر المتزامنة التى يمكن تمددها بسهولة لداخل البلاد، ولعله الخطر القادم.