تشابكت الأزمة القائمة في جمهورية إفريقيا الوسطى وزادت تعقيداً بعد أن واصل متمردو السيليكا المناهضون للحكومة تقدمهم العسكري نحو العاصمة بانغي، وتحمل الأيام المقبلة تطورات، إما أن تعيد للدولة الواقعة في أقصى منابع النيل سيناريو الفوضى في الجارتين رواندا وبوروندي عام 1993، أو تضع أسساً للسلام بين طرفي الصراع. الساعات الماضية حملت نبأ وصول توماس بوني يايي رئيس جمهورية بنين الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي إلى بانغي في لقاء الفرصة الأخيرة مع رئيس إفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، وعقب اللقاء وعد بوزيزي بعدم الترشح لولاية ثانية في 2016، وأنه مستعد لتقاسم السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع متمردي ائتلاف سيليكا. لكن الجديد للسودان تمكن من إجلاء رعاياه بالإضافة لمواطن مصري واحد وبعض رعايا الدول الأخرى، من إفريقيا الوسطى بعد تدهور الأوضاع الأمنية هناك، وبحسب الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريحات صحفية أنه تم إجلاء«43» سودانياً ومواطن مصري واحد و«4» يمنيين وتشاديَين اثنين ومواطنَين اثنين من إفريقيا الوسطى، مضيفا أن السودان يتابع مجريات الأحداث في إفريقيا الوسطى، وأضاف الصوارمي إنه وبتنسيق كامل بين وزارتي الدفاع والخارجية تم توفير طائرة خاصة لإجلاء أفراد الجالية السودانية من إفريقيا الوسطى بعد تفاقم الأوضاع الأمنية هناك واقتراب المتمردين من العاصمة بانغي، حيث وصل أفراد الجالية السودانية إلى القاعدة الجوية بالخرطوم، سياسياً دعت الخرطوم، الأطراف كافة في إفريقيا الوسطى إلى انتهاج الوسائل السلمية والحوار وسيلة لأجل معالجة الخلافات السياسية، والسعي لتجنيب بلدهم والمنطقة بأسرها ويلات الحرب والمواجهات الدموية التي عانت منها المنطقة كثيراً. وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنها تتابع باهتمام تطورات الأوضاع بالبلد الجار، وذلك بحكم علاقات الجوار المباشر والتداخل السكاني بين البلدين، وتأثر الأوضاع الأمنية في كل منهما بما يجري في الآخر. وجدد البيان حرص السودان حكومة وشعباً على أمن واستقرار جمهورية إفريقيا الوسطى، ودعا كافة الأطراف الآفرووسطية إلى انتهاج الوسائل السلمية والحوار وسيلة لمعالجة الخلافات السياسية، والسعي لتجنيب بلدهم والمنطقة بأسرها ويلات الحرب والمواجهات الدموية التي عانت منها المنطقة كثيراً. وأعرب عن تأييد السودان للجهود الإقليمية المبذولة للوصول لحل سلمي للأزمة السياسية، والتي يضطلع بها التجمع الإقتصادي لدول وسط إفريقيا «سياك» بدعم من الاتحاد الإفريقي. بالتالي فإن السودان عليه استدراك موقف الأزمة بتلك البلاد خاصة وأنها بوابة جديدة لازمة في قلب القارة الإفريقية وربما تواصل ردتها الاهتزازية إلى حدودنا السودانية، لذا فإن على الخرطوم عدم التشاؤم بشأن التوصل إلى اتفاق سلام بين طرفي الأزمة، وهو الأمر الذي يعنى أن تتحمل الدول الواقعة في وسط إفريقيا عبء توفير قوات إضافية لتعزيز جيش جمهورية إفريقيا الوسطى في مواجهة المتمردين وهي السودان وبورندي ورواندا والكونغو وتشاد.