المراقب لجولات التفاوض بين الحكومة السودانية وحكومة الجنوب لايجد اى تقارب او بارقة امل فى الوصول الى حلول توافقية تساعد على حل القضايا العالقة بين البلدين وذلك مرده الى الوصاية التى يمارسها الغرب على حكومة الجنوب وخاصة امريكا واسرائيل فى عدم التوصل الى حل مع حكومة الشمال، وستظل جولات التفاوض مستمرة من وقت الى آخر وفى ذات الوقت تطبخ المؤامرات على نار هادئة لضرب الشمال، وقد وردت فى صحافة الخرطوم التي فى ظل محاولاتها المتكررة والموجهة الى السودان شرعت حكومة الجنوب والحركة الشعبية التى تحكمها فى الترتيب لاعداد ما اطلقت عليه «لواء الخرطوم» وذلك فى محاولة لتوجيه المتمردين من حركات دارفور وابناء جبال النوبة الذين يقودهم المتمرد عبدالعزيز الحلو وقطاع الشمال فى عمل عدائى ضد بلدهم واهلهم ليقوموا بشن الحرب انطلاقًا من جنوب كردفان ومن ثم عدة محاور وصولاً الى الخرطوم وهو هدف استراتيجى صاغته جوبا وجعلته صراحة ضمن اهداف تحالف ياى وهو يؤكد مبدأ سوء النية من قبل حكومة الجنوب و هى تضمر الشر المستطير تجاه الشمال لذلك يجب على الحكومة العمل صراحة على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب وتخليص مواطنيه من الجحيم الذى ادخلتهم فيه الحركة، وقد صرح القيادى بالحركة الشعبية بيتر ادوك والذى كان يشغل منصب وزيرالتعليم العالى والبحث العلمى فى حكومة السودان والآن يشغل المنصب ذاته بحكومة الجنوب الى صحيفة «اليوم التالى» من خلال حوار اجري معه وقد تم سؤاله عن موقفهم من النظام فى الشمال فاجاب نريد نظامًا جديدًا لكى ندخل معه فى اتفاقيات ويحترمها. اذًا هذا هدف واضح وصريح من حكومة الجنوب لإزالة النظام القائم فى السودان. وبإزالة النظام فى جوبا يستطيع السودان الوصول الى حلول وتفهامات مع الحكومة الجديدة و يستطيع السودان ان يستفيد منها كثيرًا والعمل على مصلحة الشعبين فى ظل جوار آمن ومستقر وتوافق وانسجام تام بين الحكومتين عكس تصرفات الحركة الشعبية والتى اصبحت تعمل لأجندة خارجية لا تمت الى المواطن الجنوبى بشيء، بل اصبحت مخلب قط لاجندة مخابرات ودول تعمل على معاداة الشمال المسلم وخلق اضطرابات متتالية وفى عدة مناطق من السودان وتدفق للاجانب بكميات كبيرة وهذا مخطط ناعم يمضى نحو غاياته فى تغيير التركيبة الديمغرافية للسودان وطمس هويته فى اطار المخطط الذى يستهدف دول جنوب الصحراء وخلق انظمة مسيحية تدين بالولاء المطلق للغرب كما يجب على الحكومة الانتباه للمبادرات الافريقية المفخخة والملغومة والتى يكون فى ظاهرها رحمة وفى باطنها عذاب عظيم ولان معظم الافارقة يرتهنون للغرب ارتهانًا مطلقًا. لذلك يجب ان يكون اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب هدفًا استراتيجيًا نعض عليه بالنواجذ لنتخلص من صداع مزمن ظل ملازمًا لنا لفترات طويلة وتخليص المواطن الجنوبى من كابوس مرعب وبهذا يكون الحل للمواطن الجنوبى وللسودان.