كتب إسحاق فضل الله في جريدة «الإنتباهة» العدد «1990» بتاريخ 18/9/2011م يقول الآتي: «السودان قام بإخراج مواطنيه من القرن السادس والعيش مثل الفئران وسط الأحجار إلى العيش في المدن والكهرباء والطرقات والمطار والجامعات والمزارع...» و«المواطنين» هنا الذين يعنيهم هم المتضررون من قيام سد مروي «المناصير وغيرهم». أولاً نسأل لماذا يصف القرن السادس بالتخلف ويعيش أهله مثل الفئران وهو قرن بعثة المصطفى «صلى الله عليه وسلم» نبي آخر الزمان وفيه أخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ ثانياً: لماذا يوصف المواطن والإنسان الذي كرمه الله بأنه مثل الفئران وسط الأحجار «يعيش في قرن التخلف القرن السادس» والمعروف أن الاستهزاء بخلق الله «المكرمين من الله» سمة المستكبرين موجودة من قديم الزمان وليست بدعة في هذا الزمان فقد سمعناها قريباً جداً من مستكبر يصف مواطنيه بالجرذان وها هو إسحاق فضل الله بلسان مستكبر يصف مواطنين بالفئران وقد قالها قبله مستكبر سيأتيكم الطوفان وستخرجون من بيوتكم مثل الفئران لكن بقي المواطن على أرضه صامداً وانحسر الطوفان ولم يكونوا كالفئران فهددهم المستكبر أن سيخرجهم من أرضهم طوعاً وكرهاً فأرسل جنده مدججين بالسلاح لخوض معركة الإخلاء. قابلهم المواطن مسلحاً بقول الحق والتاريخ والأرض فتراجع الجند مؤمنين بحق المواطن في أرضه فصاح فيهم آمنتم قبل أن آذن لكم وفتح سجنه فضاق السجن والسجان وانطلق المواطن حراً وسجن هو في غيه حتى الآن، هيهات هيهات أن يتغير الزمان والمكان والتاريخ والأرض لم تقم الحكومة بإخراج المواطن من القرن السادس والعيش مثل الفئران وسط الأحجار إلى العيش في المدن والكهرباء والطرقات والمطار والجامعات والمزارع بل العكس أهلكت الزرع والضرع والمساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد وكل المرافق الخدمية.. أين الطرق المعبدة في المناصير والسودان مربوط بطريق مبعد «مسفلت» من حلفا إلى الرنك جنوباً عدا منطقة «أبوحمد كريمة» يقف الطريق في أبو حمد المناصير ثم يستأنف من كريمة، أين الكهرباء التي بسببها دمرت المنطقة تمتد خطوط الكهرباء إلى حلفا شمالاً والرنك جنوباً إلا منطقة المناصير أين المطار والجامعات والمزارع.. كيف توثق الكذب كتابة ألا تستحي مما تكتب؟ وإن كنت لسان كثير من المسؤولين في الحكومة أو النظام فكيف هم إذاً سماتهم هل هي الكذب أيضاً، وفاؤهم للعهود نقضها: يفرحون بفعلهم القبيح ويحبون أين يُحمدوا بما لم يفعلوا. أين ميثاق الشرف الصحفي مما كتبت ألم يؤخذ عليكم وكيف تحاول طمس الحقيقة ومناصرة الباطل «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ». «لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». أخيراً الأستاذ إسحاق هل سألت نفسك لماذا يلجأ مواطن سوداني لمقاضاة شركة لا ماير الألمانية في بلادها؟ ولماذا لا يقوم بشكوى ضد سد مروي داخل السودان؟ حتى تعلم الإجابة ونحن على يقين أنك تعلمها عليك إعادة مراجعة القرار الجمهوري رقم «217» الذي أعطى وحدة السدود حصانة من المساءلة القانونية واستثناها من قوانين الخدمة المدنية وكثير من القوانين.. هذه هي حكومة السودان المسلمة تمنع شعبها مقاضاة من ارتكب جرماً في حقها وتصدر قرارات تمنح بموجبها إدارة السدود صاحبة الجرم قرارات تحميها من المحاسبة والمراجعة وتطلق يدها لتؤذي خلق الله دون محاسبة أو مسائلة وحكومة ألمانيا الكافرة هي من تستجوب شركاتها خارج أرضها عن حقائق ما حدث وما جرى للمتأثرين فأين هي العدالة؟ «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى».