في برنامج (المحطة الوسطى) بقناة الشروق تحدث الدكتور عبد الملك البرير معتمد محلية الخرطوم عن إمكانات شركة نظافة الخرطوم المهولة وأسطولها الضخم من الآلات.. والملايين من الجنيهات التي يجنيها متحصلو رسوم النفايات ثم انتقدها بأن بها خلل إداري ولعله يقصد أن الشوارع ما زالت تعجّ بالأوساخ والنفايات وأن العمل فيها لا يسير كما المطلوب ونبّه أيضًا إلى أن هنالك تلاعبًا في فواتير تحصيل رسوم النفايات وعدم معرفة المواطنين لحقوقهم والقوانين مما يسهل عمليات التلاعب بالفواتير.. وفي اللقاء أقرّ د. البرير معتمد محلية الخرطوم بظواهر دخيلة وجرائم غير مألوفة لدينا واستدل على تطور أشكال الجريمة بظاهرة فتيات في كامل زينتهن وأناقتهن يحترفن النشل في مراكز التسوّق الراقية وألمح في حديثه إلى وجود شبكة منظمة مشيراً إلى أن (مائة فتاة) مرصودات لديهم يمارسن عمليات الاوتوستوب كما طمأن بائعات الشاي في محليته بأنهن في أمان من العاملين في محليته. وددت هنا أن أقول للدكتور البرير بتحركاتك ونشاطك وحيويتك واهتمامك بمحليتك وأحوالها نظافتها وظواهرها والعاملين فيها فقد أتعبت إخوانك المعتمدين في محليات الولاية الأخرى.. ليس فحسب.. بل أظهرت عدم اهتمامهم بشؤون محلياتهم وشوارعها واحتجاجات أهلها على القصور والوقوف معهم في شؤونهم العامة والخاصة.. وبحكم عملنا ووجودنا بمحلية أم درمان وأم بدة وكرري نتحسّر والله على رجال كانوا في هذه المناصب نراهم بيننا ليل نهار في كل المناسبات والأحوال.. وحتى في المقابر أمثال سعادة اللواء صادق محمد سالم.. والدكتور الجميعابي كانوا يشاركون حتى في نظافة الشوارع بأنفسهم ويقفون مع الناس في كل كبيرة وصغيرة يشاركونهم الأفراح والأتراح.. والمنتديات الثقافية والأدبية ويُعقِّبون على كل ما يكتب عنهم بالصحف مدحاً أو قدحاً ولكن معتمدي اليوم لا نكاد نراهم ولا نسمع لهم صوتًا ولا مشاركة.. ولا مجرد اهتمام بما يدور في حياة مواطني محلياتهم فقد عادت هذه المحليات راكدة في كل شيء الأوساخ الظلام.. الشوارع القذرة المتكسِّرة الأطراف والجرائم المختلفة ونوم عميق للجان الشعبية واكتفاء تام بتحصيل الرسوم والجبايات.. فقط هنا يكمُن النشاط والقوة والحرص.. لقد سبق أن أشرنا كثيرًا من خلال كتاباتنا لمواطن ضعفٍ وحالات ضيق.. ومواقع خطورة كنا نتوقعّ أن يسارع إليها هؤلاء الرجال الذين أوكلناهم على شؤوننا وفي رقابهم مسؤوليات الغلابى الذين لا تصل أصواتهم إلى المسؤولين وهم في سباتهم غارقون وكأن الحديث لا يهمهم في شيء.. وأود هنا أن أذكِّر الأعزاء (المعتمدون) في هذه المحليات بتعبيد الطرق والشوارع وإضاءتها ونظافتها ومراعاة مشكلات المواطنين في الأسواق والأحياء ومصارف المياه وكوارث الخريف.. وبمناسبة الخريف هذه لا شك أن المحليات تُرصد لها ميزانيات لمواجهة ودرء كوارث مياه الأمطار وتنظيف وصيانة المجاري وما إلى ذلك ولعل خريف هذا العام قد وفّر الكثير على المحليات من كوارثه التي كانت متوقّعة مثلما لم نرصد أي استعدادات متكاملة لهذه الأمور وحتى (المطرتين) اللتين صبّتا لم يظهر لهما تصريف بالمعنى الواضح وظلت الشوارع تحمل الطين والخمج والمياه الراكدة لعدة أيام.. وتظهر مشكلات الطرق والحواث بسبب الحفر وردميات إصلاح المياه التي تُترك على جوانب الطريق.. وكنا نتوقّع أن تتحوّل تلقائيًا ميزانية هذا الخريف وكوارثه التي عفانا عنها الله لتصبح خدمات للمواطن في إصلاح حال الطرق والإضاءة بالشوارع والنظافة التي صارت توسيخًا للشوارع بدلاً من تنظيفها حيث صارت عربات النفايات تحملها من شارع لتشتتها في شوارع أخرى ومن هنا ننادي المعتمدين للخروج من مكاتبهم بهذه المحليات وتأكيد وجودهم ووقوفهم مع الناس في محنهم وأرجو أن تكون لهم في رئيس الجمهورية أسوة حسنة بالدخول وسط الناس والوقوف بنفسه على حل مشكلاتهم فوراً.. ولنا عودة للمعتمدين على الله دون تقديم أي عمل أو جهد أو اهتمامٍ يُذكر بمسؤولياتهم وبتفاصيل أكثر دقة بإذن اللّه.