أذكر فى الحِقب الماضية حيث كنا كثيرى الترحال فى بلاد الله الواسعة شرقًا وغربًا ولا كثير عناء فى الحصول على تأشيرة من هذه الدولة أوتلك إلا ما تعرّب منها، وأذكر موقف السفارة التونسية إبان مؤتمر تبقى له أيام وعند تقديم جوازى مع أخ سعودى وكان القبول اللا مشروط لما تقدم به مرافقى وبعض الهمهمات تجاه جوازى، وعند استفسارى بينوا لى أن هذا الجواز يتطلب موافقة السلطات التونسية لدخولى أراضيها، وما هومطلوب منى أن أسلمهم صورة الجواز مع طلب الحصول على التأشيرة وأنتظر أسبوعين حتى تأتى الموافقة أوالرفض!!، وبما أن الحِقبة كانت سني الإنقاذ الترابي لم أجد كثير عناء فى معرفة السبب، وعقب ذلك وخلال رحلة قطِار ليلية شديدة البرودة من فاس لكازابلانكا، والتى تحسبت لها وحجزت غرفة لنفسى، وماهى إلا لحظات وجدت من يقتحم عليّ الوحدة دون وجه حق ويجلس ملكًا فى غير مِلِكه، ويبادرنى بتعريف جنسيته وأنه جزائرى ركب من وجده، أمسكت نفسى عن الحديث حتى بادر بالسؤال عن جنسيتى وأفدته بأنى سودانى وربما ما كان يتوقع ذلك اويروق له، حيث ردد: بلد الترابي؟ وخرج ولم يعد. توقعت مرارًا بعض المساءلات فى المطارات ولكن خاب ظنى فى بروكسل حيث الرقي، ولا أدري هل تبدل الحال هذه الأيام، حيث ضابط الجواز ختم الجواز للدخول من المطار دون أن يرفع بصره ليرى من الذى أمامه .. أسوق كل هذه المقدمة وماثلٌ أمامى معاناة أعايشها مع ذويها، حيث أخٌ أعرفه يعانى من مرض يتطلب زراعة الخلايا الجذعية، وبالبحث تمكن من الحصول على المطلوب فى أكرانيا وبعد المراسلات للجهة الطبية جاءت الموافقة بعلاج الحالة وتعثر الحصول على التأشيرة من السفارة الأكرانية رغم المحاولات العديدة، وما كنا نعتقده أنها دولة صديقة بما يرد فى الأخبار من رحلات وعلاقات وتبادل تجارى ووزير مشى ووزير جاء وما إلى ذلك، وفى رفضهم أن الجواز سوداني فى شنو يا كرتي، قالعين ليهم ضرس؟