«الليله واااامغصة امك يازينوبة قالوا ابوكي عرس في الصعيد»!! سافر عبيد قبل ثلاثة شهور لشراء بضاعة من الدمازين من صديق له هناك اعتاد ان يمكث عنده كلما سافر الى هناك ولكن هذه المرة لم يرجع كعادته محملاً بالبضائع بل جاءت مكالمة هاتفية من شقيقه تخبرهم ان عبيد تزوج ابنة صديقه وسافر لقضاء شهر العسل خارج السودان! زوجته ارتعدت وهددت وهدرت وصرخت تنادي زينوبة التي تزوج ابوها فتاة تكبرها بعامين فقط! عبيد رجل خمسيني وسيم فارع الطول مهيب الطلة سافر لزيارة عمه في صعيد مصر وهو يدخل عقده الثاني بعام يتيم عندما شاهد بثينة.. كانت مصرية الأم سودانية الاب تركية الجد لاول مرة يشاهد شعرًا ذهبيًا وعيونًا ملونة.. عاد بها زوجة لامه التي صرخت وندبت قبل ان يكتشف ان بثينة اطول لسانًا من امه تتمرد على القراصة والمفروك وتجبرهم على اكل الطواجن والمحاشي حتى اصاب والده حرقان مزمن ويومًا بعد فاصل ردح طويل طلقها ولم تنس ان تكسر غله وهي تغادر منزلهم! بعد طلاقه انزوى وترك امه تختار له اي زوجة تريدها ووجدت نفسها في حضرة الضابط ام زينوبة سمراء نحيفة عادية لاشيء يجبرك على النظر اليها من جديد ولكنها عمرت عنده واصبحت ام اولاده وبدخول ابنائها المدرسة غيرت تسريحتها من المشاط الى الايشارب الأسود مع جلباب المنزل تجلس لتلقي اليه بالأوامر وهو ينظر بعيون عميقة الى نقطة لم تتعرف عليها يومًا! عندما سافر الى الدمازين لاول مرة احس شيئًا تجاه خدوج التي اشترى خروف سمايتها بنفسه شابة بهية لها غمازة غائرة وطول فارع وادب مفزع تتحدث بهدوء وهي تدير المنزل نيابة عن امها تشرف على الضيوف.. تطعم عابري السبيل.. تتنازل عن سريرها وتفترش الارض تخفي شعرها بغطاء سميك يعجز عن اخفاء خصلات نافرة! يومًا راقب انهماكها في توزيع العصيدة على طلاب الخلوة وعيونها تدمع على لهفتهم على الطعام فتحرك شيئًا مات داخله منذ سنوات فسألها دون ان يشعر وهي تضع الشاي «خدوج تتزوجيني»!! ادهشه ردها الفوري «انا كت قلتا ما حيجي يوم تقول»! تزوجها فورًا وهو يسترجع عمرًا ضاع تحت رحمة الضابط ام زينوبة وايشاربها القصير وكلماتها السريعة العالية تأمره بشرب الشاي والخروج لان صديقاتها قادمات وووووووو امسك يد خدوج وهو يقول «ايًا كان لا تفكي يدي ولا انا بفك اركزي الراجينا ما شوية».