في عاداتنا السودانية بالنسبة للزواج في السابق كانت الأسرة هي التي تختار للشاب شريكة حياته الزوجية من بنات العم ، ولكن في السنوات الاخيرة تبدلت المفاهيم التقليدية الى مفاهيم عصرية أي بمعنى ان الزواج هو خاصية فردية وقد يستخدم منا فردياته الخاصة وغرامياته الخاصة الى الزواج وخاصة الذين درسوا خارج السودان وتأثروا بالمفاهيم الغربية، ان الزواج هو تفاهم بين الشريكين الكل يحترم الآخر. وائل العمدة: من شباب العزوزاب والده عمدة مشهور له مكانته الخاصة في المجتمع، تخرج وائل في احدى الجامعات وسافر الى الخارج لتحضير الدراسات العليا في تخصصه، سافر الى أوكرانيا وهو منذ نشأته شاب حاد الطبع في أوكرانيا تعرف على احدى البنات (أوكرانية الجنسية) وعاش معها حياة غرامية انتهت بالزواج، مكث هناك عشر سنوات أنجب خلالها طفلا أسماه يوسف. في يوم من الأيام طلب من زوجته أن يسافروا للسودان موطن اهله فوافقت الأوكرانية وجاءوا الى السودان ونزل بمنزل والده بالعزوزاب وحضر الجيران والاهل والأحباب يباركون الحضور، فلاحظ وائل ان والده العمدة متغير شويةرغم انه يلاطف حفيده كل يوم ولكن لزم الصمت. عمك العمدة عندما خرج الى أصحابه الذين يجلسون في دكان الحي (مثل دكان ود البصير) فقد شن اصحاب العمدة عليه هجوما عنيفا (كيف ترضى يا عمدة ان ولدك يخلي بنات الحسب والنسب ويمشي يتزوج خواجية كافرة) عمك غلبوا القعاد فرجع الى ولده وقال ليه: (شوف يا ولدي الخواجية دي لو ما طلقتها انا ما عافي منك) وائل قال ليه: (حاضر يا ابوي خليني ارتب اموري وانا عندي عربية في بورتسودان عايز أسافر بورتسودان اجيبها اطلقها واخليها تسافر لأني داير استقر في السودان مع ولدي يوسف)، وبعد يومين سافر وائل بورتسودان وأوصى زوجته الاوكرانية على والده، فالخواجية عملت روتين خاص لعمك العمدة (الشاي بزمن، الفطور بزمن، النوم بزمن والمروق من البيت بزمن والعشاء بروتين معين)، عمك العمدة انبسط بسط ما عادي حتى عندما يخرج من البيت كعمدة كيف يتعامل مع الناس بأوتوكيت وبروتوكول معين)، فعمك العمدة انبسط من الخواجية غاية الانبساط ولما رجع وائل من بورتسودان سأل والده كيف حال الخواجية الكافرة؟ قال ليهو العمدة: (اسمع يا ولدي دي ما كافرة، الكافرة أمك).