تحت رعاية وزارتي الخارجية في السودان والمغرب، وبإشراف السفارة السودانية في الرباط وسفير السودان لدى المغرب السيد/ الطيب علي أحمد والقنصل السوداني لدى المغرب الدكتور أحمد المبارك، نظّم مركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالخرطوم ومعهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس المغربية المنتدى الأول حول العلاقات السودانية المغربية. وذلك في الفترة من 21-22/ ديسمبر 2012م. مكان انعقاد المنتدى الأول كان بمقر معهد الدراسات الافريقية مدينة العرفان، بجامعة محمد الخامس السويسي. حفل (المنتدى الأول) بتقديم العديد من أوراق البحث من الجانبين، حيث شملت العلاقات السودانية المغربية في أبعادها الإقتصادية والثقافية والدينية. قدَّم الجانب المغربي (16) ورقة بحث. كما قدَّم الجانب السوداني عشر ورقات بحث. شارك من الجانب المغربي إلى جانب الباحثين، عدد من سفراء المغرب السابقين لدى السودان مثل السفير عبداللطيف ملين والسفير محمد بلعيش، وذلك إلى جانب السفير مهدي ميمون رئيس النادي الديبلوماسي المغربي. إلى جانب الباحثين، شارك السودان بثمانية صحفيين إضافة إلى مدير عام اتحاد أصحاب العمل. أبرزت أوراق البحث من الجانبين أن هناك العديد من الروابط العميقة بين السودان والمغرب. وقد ازدادت تلك الروابط العميقة ثراءً ب (6) آلاف خريج سوداني من الجامعات المغربية. يشار إلى أن السودانيون والمغاربة يشتركون في المذهب المالكي والطرق الصوفية والعقيدة الأشعريَّة والتقاليد الإجتماعيَّة وتلاوة القران الكريم برواية ورش (في شمال السودان وغرب السودان)، ذلك إلى هجرات مغاربية قديمة ضخمة استوطنت السودان. وقد اشتهر في السودان عدد كبير من العلماء الصالحين والقيادات الدينية السياسية مِمَّن أصولهم مغربية. يشار إلى أن تلاوة القرآن برواية أبي عمرو الدوري جاءت إلى السودان عن طريق الشناقيط من المغرب العربي، وذلك حسب إفادة العلامة عبدالله الطيب. نظمت السفارة السوداني بالرباط (القسم القنصلي والدكتور أحمد المبارك ) لقاء بين الصحفيين السودانيين ووزير الإتصالات المغربي ( وزير الإعلام) السيد مصطفى الخلفي (38 عاماً). كما تمَّ تنظيم لقاء مماثل بين الصحفيين السودانيين ونقيب الصحفيين المغاربة السيد/ يونس مجاهد (يتحدث العربية والفرنسية والأسبانية)، كما تمَّ ترتيب لقاء ثالث بين الصحفيين السودانيين وفريق من عشرة من الصحفيين المغاربة . المغرب دولة جديرة بالإهتمام للقواسم المشتركة مع السودان، وللقابلية الكبيرة لديها لتطوير المصالح المشتركة مع السودان . تعتبر المغرب رقم (6) في الدول الإسلامية، من حيث استخدام الإنترنت و(الفيس بوك) . المغرب تعتبِر (الثقة الرقمية) من جواذب الإستثمار. تساهم السياحة ب (8%) منَ الدخل القومي في المغرب. دخل السياحة المغربية هذا العام (9) مليار دولار، وهناك طموح لمضاعفتها. رغم عدم وجود برامج تبادل ثقافية وإذاعية وتلفزيونية بين السودان والمغرب، إلا أن المعطيات الواقعية توفِّر المطلوبات لتأسيس شراكة زراعية سودانية - مغربية. وذلك حتى يصبح محور (الخرطومطنجة) الزراعي رقماً اقتصادياً اقليمياً مهمَّاً. المغرب دولة زراعية تصدِّر منتجات زراعية ( خضروات وفاكهة) بقيمة (2) مليار دولار. كما تصدر المغرب منتجات بحرية بقيمة (2) مليار دولار. تلك المنتجات الزراعية مثل الساردين والتونة والجمبري، وغيرها. أيضاً ينتج المغرب (80) مليون قنطار من الحبوب، وذلك إلى جانب (الفوسفات) وتحويلات المغتربين. إستثمر المغرب (15) مليار دولار في الزراعة، وذلك جزء من مخطط نهضته الزراعية . المسافة من الرباط إلى طنجة كل سنتمتر تمّ استغلاله في الزراعة. تلك المسافة تغطي مدن القنيطرة وسيدي علال التازي ومولاي بوسلهام والعرائش وطنجة حيث يقترن البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي. على بعد (14) ميل من طنجة توجد في المغرب سبتة ومليلية أو مستعمرة (جبل طارق)، حسب التوصيف البريطاني. هل ترجع (سبتة ومليلية) إلى السيادة المغربية مثلما عادت هونج كونج إلى السيادة الصينية؟أم ستصبح مثل جزر الفوكلاند. المغرب اختار الطريق الديبلوماسي لتحرير أراضيه في سبتة ومليلية. المغرب كذلك يرفع شعار(تازة قبل غزة). (تازة) مدينة في شرق المغرب تقع في منتصف الفريق بين الرباط العاصمة ومدينة (وجدة) على الحدود الجزائرية. عائلة التازي عائلة سودانية شهيرة من أصول مغربية. أيضاً الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، لم تزل مغلقة منذ منتصف التسعينات. توتُّر العلاقات بين المغرب والجزائر سببه دعم الجزائر لمتمردي (بوليساريو) الذين يهدِّدون وحدة التراب المغربي. وعندما اتخذ الإتحاد الأفريقي (منظمة الوحدة الأفريقية) قراراً لا يراعي حُرمة وحدة التراب المغربي، انسحب المغرب من الإتحاد الأفريقي (منظمة الوحدة الافريقية سابقاً). أليس أحرى بالسودان التفكير في أن ينسحب من الإتحاد الإفريقي، بعد أن ظهرت ارهاصات تحوُّله إلى مطيّة لتمرير القرارات والإستراتيجيات الغربية التي تستهدف وحدة السودان وتستهدف تغيير خريطته وتهدد أمنه الوطني.