يتسلل بيننا بنعومة دون صوت، ودون ان يبِين له اثر يرتدي ثوبنا!! الجلباب السوداني دون عمامة، تتلفح نساؤه الثوب السوداني لكنه فوق الساقين ودون النحر.. يطل علينا عبر الشاشات.. فتيات يافعات يتصايحين ويتمايلن كأن ما اصابهم مس من الجن «يقولون» انهم شموس الغد!! وقناة اخرى تدخل جحر الضب و«ضنبها» مقطوع يتلوى تجمع من كنّ يوماً فاتنات المدينة وهن يضعن الحُلى وان رفعت احداهن يدها ظنّت انه ابريق من الشاي مصنوع من الذهب واذا قامت احداهن من مقعدها لتشدو كشفت عن رأسها وهي تظن اننا لا نعرف انها تقصد ذلك!! والشيب المطلي يطل وتجاعيد الزمان تطل لكن: الحياء يغيب!! نبحث عن قناة اخرى قالوا انها رياضية وتطل علينا فتاة تمسك وجه فتاة وهي تدعي انها تحولها لفتاة جميلة والمصور «الفحل» البارع يبين لك العينين وجمالهما واتذكر اجمل بيت شعر عربي.. عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري.. وشتان بين «العينين» ويدور الفحل بعدسته وهو يجلب لك الفم وتطل الشفاه، وآلاف العيون تشاهد !! ومذيعة نسأل عنها في براءة هل هي اخت لتلك المذيعة التي تشبهها لكنها سمراء ويضج الحضور بالضحك!! انها هي نفسها!! وكيف تغير لونها؟؟ يجيبني الجميع عائز تبدل لون بشرتك.. ونفارق مقعدنا نتوجه نحو الشارع عسى ان يلملم افكارنا ويعيد لروحنا بعض الهدوء، وتمر سيارات وهل تطلق ابواقها بها كثير من النساء وهن «يزغردن» وعلى سيارة نص نقل «بوكس» خروف وقد وضعت عليه الزينة و«افرك» عيني هل صاحبة القناة الرياضية لها يد في تجميل هذا الخروف؟ لكن تلك الفتاة «مودرن» وهذا الخروف «مجرتق» ونسأل عن الحاصل؟ ويجيبنا صاحب جلباب وعمامة كبيرة وشاربه ممتد وهو يبشر هذا فطور عريس فلان وتزغرد ابنته التي ترتدي مايستر نصف جسمها.. وفي مكان آخر في نفس اليوم، يتجمع اصحابنا.. يقيمون مؤتمرهم.. ونظن ان ذلك سيعيد لبلادنا سيرتها الاولى ويتشاكس القوم من مع من، ومن ضد من، ويتحزبون ويتفاخرون، وتطل عيون الجاهلية الاولى، تطل على مؤتمر حركتهم.. ويُبعد من كنا نظن انه سيعيد فينا الامل وان كان في الآخر خير لكن شيخنا المُبعد اقواهم حجة، وابعدهم بصيرة، واتفاقياتهم تشهد له بذلك وينفض السامر ويذهب الجميع وتسيل دموع تحرق بعض الذكريات.. وتمضي الايام والعدو يتسلل بيننا.. والعملاء مازالوا بيننا.. فتاة مسلمة تتنصر والنفس تمتلئ براكين من الغضب والعقل يدور ويدور نبحث عن من يجيب عن سؤالنا ما هذا؟ ايتها الحكومة الاسلامية ماهذا؟؟ايتها الأحزاب الاسلامية ما هذا؟؟ هل هي لله!! جزاكم الله خيرًا: نذهب لشيخ في الحي وهو يضع رايات ترفرف على عتبات المنزل نسأله اين الحل يجيبنا تعال الينا ايها الحبيب فانت «مجذوب» ونجلس هنالك وتمر الايام ونحن نقوم الليل نذكر الله وعند اطراف المساء نتحلق نذكر الله ومن ثم يقوم الشيخ ويهرع الجميع اليه يقبلون يده، وحين يحين دوري امتنع عن فعل ذلك ويحس الشيخ بذلك ويبتسم لي في ادب، ونلحلق به قبل ان يدخل غرفته، ابوي الشيخ اها..المجتمع البره دى نغيرو كيف؟ يا ولدي دع الخلق للخالق.. واتسلل خارج المسجد.. ونجد شخصًا يكاد الجميع يفتكون به ونخلصه من بين ايديهم وهم يصيحون لكنه ياشيخنا يسيء لابينا ويقول : انو نحنا ظالمين.. ونذهب به بعيداً وبعد ان يستعيد عافيته يسألني انت معهم ام معنا اجيبه انا مسلم.. وانت مسلم.. وهم مسلمون.. وبالتالي نحن جميعنا لنا اله واحد ودين واحد.. ويجيب صاحبنا وهو ينفض عن لحيته الغبار، نعم ولكن عقيدتهم فاسدة، وماهي العقيدة الصحيحة؟ هي اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم والعمل بالكتاب والسنة واتباع الخلفاء الراشدين، واسأل صاحبنا ما رأيك في المجتمع اليوم؟ انه مجتمع فاسد!! ماذا فعلتم انتم لاصلاحه؟ نحن ندعو ونقيم الندوات والمحاضرات، والدروس قاطعته قائلاً نعم لا ينكر احد فضلكم في تصحيح وتغيير كثير من المفاهيم والقيم الدينية الصحيحة، لكن هويتنا ما زالت تتغير كل يوم والعدو يتسلل بيننا واسلحته كل يوم تتطور فماذا تملكون انتم من اسلحة لمجابهته، وكان هنالك شاب يستمع الى حوارنا اقترب منا وهو يتلفت وجلس بالقرب مني وقال لي ياعم، انا ادرس بالجامعة والفتيات كاسيات عاريات هل الجامعة حلال ام حرام وقبل ان اجيبه، سألني يا عم التلفزيون الفتيات متبرجات، وكله برنامج غناء وعداء للدين حلال ام حرام، يا عم منظمات الاممالمتحدة تفسد نساءنا والخواجات حائمين في بلدنا يوزعو في الانجيل وينصرو في فتياتنا!! وبعض «الشيوخ» يجوزون الزنا والصلاة خلف المرأة وامامة المرأة.. يا عم الأجانب الحبش يرتدون الصليب ولباسهم الأسود وفتياننا يتعلمون بمدارسم وقاموا بفتح كنائس كثيرة حلال ام حرام!! يا عم الحكومة لا تحكمنا بدستو اسلامي.. والله يقول «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» طيب يا عم الحكومة البتسمح بي دى حكومة اسلامية؟؟ بمن نثق ومن هو العدو؟؟ وقبل ان اجيبه نهض مسرعاً، ونبهني صاحبنا لشيء يحمله الشاب تحت جلبابه!! طرف ماسورة لها فتحات!! ونظر لي صاحبنا وهو فاغر فمه وتظهر عليه علامات الذعر وسألني.. انت.. إرهابي!!