الأوضاع فى أفريقيا الوسطى باتت مرشحة لأكثر من تطور ميدانيا أو سياسيا، ففى الوقت الذى يطرق متمردو تحالف (سيليكا) أبواب العاصمة بانغي تتسارع الجهود الإقليمية والدولية للبحث عن حلول سلمية والدخول فى حوار بين حكومة بوزيزيه والمتمردين الذى فقدوا الثقة بعد اتفاقيات سلام العامين 2007 و2010، ومن جهة ثالثة تتوافد القوات الدولية لافريقيا الوسطى رغم اختلاف تبريرات الحضور بين حماية النظام او حماية المدنيين والمصالح الخاصة، وفى تطور اعتبره مراقبون استجابة لمظاهرات امام السفارة الفرنسية فى بانغى تطالبها بالتدخل وتدين موقفها المتفرج على تحرك تحالف سيليكا، اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان تعزيزات قوامها 150 عسكريا فرنسيا ارسلت الى بانغي عاصمة افريقيا الوسطى من قاعدة في العاصمة الغابونية ليبرفيل وانتشرت صباح الجمعة، مؤكدة بذلك معلومات نشرتها اذاعة فرنسا الدولية.وقال المصدر نفسه ان هذا التدبير «احترازي» ويرمي الى «حماية الرعايا الفرنسيين والاوروبيين»، موضحا ان فرقة من المشاة والمظليين يصل عددها الى 150 رجلا جاءت كتعزيزات للجنود الفرنسيين ال250 الموجودين على قاعدة مبوكو في مطار بانغي. وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت قد أكد موقف فرنسا حيال الاضطرابات في افريقيا الوسطى الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، ولن تتدخل إلا لحماية رعاياها. وأعلن وزراء خارجية المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، ان كتيبة اضافية من القوة المتعددة الجنسيات لوسط افريقيا ستنشر في جمهورية افريقيا الوسطى، وذلك خلال اجتماع لهم الجمعة في العاصمة الغابونية ليبرفيل تناول الأزمة في هذا البلد.وأعلن وزير الخارجية التشادي موسى فاكي محمد عقب القمة أن «560 رجلا باتوا موجودين على الأرض، وقد وافقنا على طلب الأمانة العامة للمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا لتعزيز هذا العدد والسماح له بانجاز مهمته كقوة فصل» في مواجهة تقدم حركة متمردي سيليكا التي باتت تهدد العاصمة بانغي. وأشار وزير خارجية الغابون ايمانويل ايسوزي نغونديت الى ان الهدف المعلن هو دفع القوة المتعددة الجنسيات الى التمركز كقوة فصل «كي لا يستهدف المتمردون بانغي وكل المدن التي لم يسيطر عليها (متمردو سيليكا) حتى اليوم. وكان رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي قد دعا، واشنطنوفرنسا القوة الاستعمارية السابقة الى مساعدته، وقال الرئيس بوزيزيه في خطاب القاه في وسط بانغي «نطلب من أولاد عمنا الفرنسيين ومن الولاياتالمتحدة الاميركية، الذين هم قوى عظمى، ان يقدموا لنا المساعدة لدحر المتمردين الى قواعدهم الأصلية بطريقة تتيح اجراء حوار في ليبرفيل لحل الأزمة الراهنة».وأضاف بوزيزيه «هذه مؤامرة ضد جمهورية افريقيا الوسطى، هذه مؤامرة ضد شعبها». وقال ان جميع رؤساء الدول في افريقيا الوسطى واجهوا هذا الامر: بوغندا اغتيل، وبوكاسا اعيد الى البلاد مكبل اليدين، وكولينغبا وباتاسيه واجها هذا الوضع، واليوم جاء دور بوزيزيه ليتعرض للتهديد. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده لن تدعم نظام الرئيس بوزيزيه. واضاف «اننا لسنا هناك لحماية نظام بل لحماية مواطنينا ومصالحنا وليس للتدخل بأي شكل من الاشكال في الشؤون الداخلية لأي بلد وليس افريقيا الوسطى تحديدا».وأضاف «لقد انتهت تلك الفترة» في إشارة الى عهد ما بعد الاستعمار حيث كانت فرنسا تنصب وتزيل انظمة مستعمراتها القديمة. من جانبها اعلنت كل من الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة سحب كل موظفيها غير الضروريين وعائلاتهم «مؤقتا» من جمهورية افريقيا الوسطى.كذلك اعلنت القوة المتعددة الجنسيات التي تنشر مئات الجنود في جمهورية افريقيا الوسطى، ان ارسال تعزيزات لضمان أمن بانغي. ويطالب ائتلاف سيليكا المتمرد (التحالف بلغة السانغو، اللغة الوطنية) الذي أشهر السلاح في وجه السلطات في العاشر من ديسمبر «باحترام» اتفاقات السلام المبرمة في 2007 و2011 التي قال إن السلطات لم تتقيد بها، وفي ظرف اسبوعين سيطر على عدة مدن استراتيجية، برياً (مدينة تنتج الالماس في وسط البلاد) وبمباري (مدينة تنتج الذهب في الوسط والجنوب) ثم كاغا بندورو (وسط وشمال) واقتربت بشكل خطير من بانغي من الشمال والشرق.ولم يبد الجيش النظامي في افريقيا الوسطى وهو يفتقر الى التجهيزات والتنظيم ومعنوياته محبطة، إلا قليلا من المقاومة ويبدو انه لا يستطيع وقف زحف حركة التمرد.ويبدو ان بلدان المنطقة غير مستعدة ايضا للتدخل من اجل دعم رئيس افريقيا الوسطى. حتى تشاد، الحليف التقليدي لبوزيزيه، رفضت صراحة دعم نظامه. وأرسلت نجامينا قوات الى افريقيا الوسطى لكنها اشارت الى أنها ستكتفي بالاضطلاع بدور قوة الفصل.