الإنسان في مسيرة حياته تواجهه العديد من المشكلات وهنالك من يواجه هذه المشكلات ويحلها أو يحاول حلها بنفسه أو بالاستعانة بمن حوله إذا تعسر عليه حلها، لكن هنالك بالمقابل العديدون ممَّن يتهربون من مشكلاتهم ويدفنون رؤسهم في الرمال مثل النعامة، ولا يستطيعون مواجهتها ولا يحاولون مجرد محاولة إيجاد حل لها، حول مواجهة المشكلات استطلعنا عدة آراء وكانت إفاداتهم على النحو التالي. أسلوب المواجهة تقول مها حسن «موظفة»: قديمًا عندما كنت في فترة المراهقة كنت ألوذ بالفرار من المشكلات التي تواجهني خاصة إذا كان الأمر يتعلق بشخص ما فأتحاشى النظر إليه وأتجنَّب الجلوس في الأماكن التي يوجد بها ولكن بحمد الله وبعد ما قويت مناعتي ضد المشكلات ومواجهتها أصبحت ألجأ دائماً في حل مشكلاتي إلى أسلوب المواجهة.. وفي خاطري مقولة أعجبتني كثيراً وهي «أن الجروح إذا تمت خياطتها دون نظافة دائماً ما تتعبنا نسبة لوجود رواسب وفايروسات» وكذلك مشكلاتي مع الغير فأسلوب الهروب يتبعه الشخص العاجز. هروب ويرى عبد الحميد علي «موظف»: أحياناً يكون الهروب من المشكلة حلاً لها في عدة حالات ولكن في الغالب تبقى المواجهة أمام المشكلة وإيجاد حل لها هو الأسلم فبعض المشكلات إذا تم الابتعاد عنها فترة من الوقت والعودة إليها مجدداً قد تجد حلاً بعد ذلك ولكن بالمقابل هناك مشكلات لا تتحمل الابتعاد بل المواجهة الضرورية وكيفية حسمها، وبالنسبة لي شاهدت عددًا من المشكلات لأشخاص أعرفهم كان الابتعاد والهروب يمثل حلاً لها وفي نفس الوقت هنالك مشكلات الهروب منها يساهم في تفاقمها وزيادة تعقيدها وعموماً مواجهة المشكلة هو الحل الأنسب بدلاً من الهروب منها. يقول محمد إدريس: دائماً ما أواجه مشكلاتي بمعرفة الأسباب الحقيقية وراء حدوثها، وبالتالي يسهل عليَّ إيجاد الحلول لها، ودائمًا أتقبل هذه الحلول حتى ولو كانت قاسية عليَّ فالهروب من المشكلات لا يحلها وإنما يعقدها. أما مروان عبد الله فله رأي مختلف إذ يرى أنه غالباً ما يهرب من مواجهة مشكلاته وفي بعض الأحيان يحلها وفلسفته في ذلك أن هنالك بعض المشكلات يكمن حلها في تجاهلها لأن الخوض في حلها يؤدي إلى تأزم الموقف لذلك يتجاهلها. كيف تحل مشكلاتك` توضح د. إنتصار حسين النور/ أستاذة علم النفس بكلية الآداب بجامعة أمدرمان الإسلامية: أن المشكلة تتكون من ثلاث جوانب «أسبابها والمشكلة كموضوع وآثار المشكلة»، وهنالك أساليب تقليدية وأساليب علمية لحل المشكلات عموماً، فالأساليب التقليدية ثلاثة أنواع وهي أسلوب التقليد في حل المشكلة وتكون المشكلة قد مرَّت بأحد ما وحلها بطريقة معينة فاتبع طريقته في حلها، وهذا خطأ، والأسلوب الثاني وهي تتوكل وتحاول حلها بالتوكل المحض وهذه نسبة نجاحها «50%» نجاح و«50%» فشل، والأسلوب الثالث الهروب، وهذه الأساليب الثلاثة لا تؤدي إلى حل المشكلة لكن هنالك أسلوبًا علميًا مدروسًا لحل المشكلات وهو يتم في ثلاث خطوات وهي تحديد المشكلة ومحاولة حصرها وتحديد العلة الأساسية ووضع عدد من الفروض والاحتمالات لحلها وتقييم هذه الفروض والاحتمالات كل على حدة لمعرفة سلبياته وإيجابياته والاحتمالية الأكبر لحل المشكلة وبعد التقييم للحلول المبدئية والحل الذي اعتقده أنه الأقرب والأكثر احتمالية لحل المشكلة اتخاذ القرار بواحد من هذه الخيارات الأكثر احتمالية لحلها والتقييم ومتابعة الحل وهل هو القرار السليم أم لا. وتضيف د. إنتصار: أما من يتهربون عن حل مشكلاتهم غالباً هم أناس عزيمتهم ضعيفة وليس لديهم الدافع أو مقومات شخصية لحل هذه المشكلات وعدم قوة في التحمل والحياة مليئة بالمشكلات فالمصلحة تحتم عليهم أن يتعلموا كيف يحلون مشكلاتهم أو أن يطلبوا المساعدة من الغير أو يلجأوا للمختصين.