يدخل اضراب اطباء السودان ليومه الخامس والحكومة تتخندق وتقود معركتها غير المتكافئة واللااخلاقية لأجهاض اضراب الاطباء القانونى و المشروع بألأساليب والسياسات غير الناضجة واللا اخلاقية واللا مسئولة احيانا ! وبالة اعلامية ضخمة موجهة سعت لأجهاض الاضراب وكيل الاتهامات وصولا للممارسة ارهاب الدولة بدءا بأعتداءات الشرطة على ميز الاطباء والاعتداء على الاطباء بشارع الحوادث!!... !!!و حيث قامت الاجهزة الامنية بحملة اعتقالات جائرة للأطباء دعونا نذهب الى الوراء قليلا الى بدايات المشكلة وكيف ان المعالجة بتلك الاساليب فاقمت المشكلة وباعدت الجميع عن الحل فى البداية اقرت وزارة الصحة ان هنالك اشكاليات حقيقية وان لللأطباء مطالب عادلة وان الوزارة تعالج تلك الاشكاليات وفق خطة موضوعة سلفا..نعم هكذا تحدثوا ولكن للأسف لم يكن هنالك جهد حقيقى مبذول لحل تلك الاشكاليات والقضايا حلا جذريا فقط تقدموا بحلول جزئية لبعض المطالب ولكن جوهر القضية لم يجرؤ احد بفتح ملفاته المثقلة بالكثير من الجراح !! فالتصرف السليم والبدهى..و بعد اقرار الوزارة بتلك المطالب العادلة ان تشرع فى الحل فالحكمة ضالة المؤمن اخذ بها من أى وعاء خرج!!ولكن المؤسف والمؤلم هو السقوط المخجل للوزيره والوكيل واصحاب المواقع فبدلا ان ينحازهؤلاء لمهنيتهم وضميرهم وتلك المطالب العادلة التى ذكروها بدءا..لللأسف انحازوا لمصالحهم الخاصة ومواقعهم ..وعندما اقول مصالحهم الخاصة اعنى ما اقول حيث يدير هؤلاءاعمالا كبيره فى عالم البزنس والمال ويستثمرون مواقعهم لدعم اعمالهم تلك..البعض يعمل صراحة والبعض الاخر بأسم اخرين وتحت واجهات ومسميات تبعدهم عن دائرة الضوء !!!..( ماعلينا ) نعم هؤلاء كان ولاءهم لمصالحهم ومواقعم اكثر من مهنيتهم لذا تحدثوا عندما دخل الاضراب دائرة الضوء تحدث هؤلاء كأبواق للسلطة وذهبوا لشخصنة القضايا واتهام الناس بأسمائهم امام اجهزة الاعلام والصحف !!كما ذهب السيد الوكيل الذى جاء الينا من بلاد الديمقراطية وحقوق المواطن دون ان يأخذ من تلك البلاد شيئا من تلك المعانى وينسى ويتناسى موقفه الاول بأن المطالب عادلة !!نعم كان لسانه مع الناس ولكن سيوفه كانت علينا بأمتياز!! والسؤال الذى يطرح نفسة الم يكن يعرف السيد الوكيل وزارة الصحة ان الاطباءوالكوادر الصحية يتقاضون تلك المرتبات الهزيلة والمذلة ؟ الم يعرف البيئة السيئة التى يعمل بها هؤلاء الشرفاء ؟؟ فماذا فعل لحل تلك الاشكاليات ؟؟ وايضا الاسئلة كثيرة والحيرة اكبر !! فى اعتقادى المتواضع ان المطالب التى تقدم بها الاطباء هى من صميم مسئوليات الوكيل ووزارة الصحة نعم هذه المطالب والاقتراحات من المفترض ان تتقدم بها الوزارة للحكومة لتنفيذها منذ زمن ..نعم الوزارة للأسف لم يكن لها رؤية لللأرتقاء بعامليها او لأنصافهم بل تعاملت بعقلية (انا مالى) !!هذا هو الخطأ ان المسئول عندما يصل الى الموقع يدع مهنيته واحيانا عقله وقرارة وينقاد للساسة ويعشق الصمت ويكون شعاره لا تسألوا عن اشياء قد تذهب مصالحكم !! وجزى الله المصائب خيرا اماطت اللثام عن مواقف الكثيرين الذين كنا نحسبهم من اصحاب المواقف والولاء للحق..ولكن خاب الظن فيهم وانقطع الرجاء !! وبعد تلك الملاحظات والحقائق المؤلمة نتساءل هل تجاهل القضايا والهروب منها والعمل على وأدها يحل تلك المشاكل ام يعقدها اكثر ؟؟الاجابة بالتأكيد ان هذا المنحى يعقد الاشكاليات ويعمق الجراحات...نعم يمكن اخفاء مظاهر المشكلة والتشكيك فى لجنة الاطباء او حتى اعتقالهم ..ولكن كل هذه الاجراءات غير المشروعة لن تحل المشكلة!! وهذا هوبيت القصيد ومربط الفرس لأن القضية سوف تتفاقم وننعقد اكثر ويصعب حلها ويكون الوطن قد خسر كثيرا والمواطن عانى اكثر ودفع الثمن الغالى لخطأ الساسة والمسئولين فى تقدير الموقف وعدم تقديمهم لحلول علمية مدروسة والزج بالقضية وتصويرها وكأنها معركة صراع!! لا شك ان هذا الاسلوب فى التفكير والتعاطى مع القضايا اسلوب خاطىء حيث اورد الوطن موارد الهلاك فى مواضع وقضايا كثيرة ...لذا لا حل حقيقى للقضايا والاشكاليات الا بحلها وفق معطيات العقل والمنطق والحقائق وفق منهج علمى وعملى وعلى قاعدة رد الحقوق وانصاف الناس وتقدير جهد العلماء واصحاب العطاء... التحية لكل علماء بلادى فى كل القطاعات الذين صبروا كثيرا واعطوا كثيرا واخذوا القليل جدا ! وطالهم التجاهل والتغييب وعدم التقدير.. والتحية لأطباء بلادى وهم يسطرون اروع ملامح التضامن والصمود حول قضاياهم العادلة والتى هى فى الاساس قضايا وهموم المواطن السودانى البسيط..ويقدمون اغلى التضحيات من اجل واقع يقدر الانسان ويقدر العلم والعلماء وينهض بالوطن و يرتقى بانسانه د.محمد الشيخ __ طبيب سودانى