أجمع عدد من المراقبين السياسيين على أن جوبا لا تلتزم بالوعود التي تقطعها خصوصاً مع دولة السودان، في إشارة منهم إلى وجود أجندة دولية خفية تؤثر على الإرادة السياسية لجوبا، فبعد جولات عديدة من التفاوض والمراوغة من جانب حكومة الجنوب تجاه ملف فك الارتباط بين قوات الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان وقوات الجيش الشعبي «الفرقتين التاسعة والعاشرة» في النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ انفصال الجنوب، ما تزال النتيجة صفراً كبيراً، إذ كان ينبغي أن تكون علاقة الدولة الجديدة مع الخرطوم على ما يرام نظراً إلى الرابط الاقتصادي، لكن بعد الانفصال وقع فك الارتباط الاقتصادي الضروري بين الدولتين واستمر الارتباط العسكري بين حكومة جوبا ومتمردي قطاع الشمال، وعندما فشلت السكرتارية العسكرية المشتركة بين الدولتين إدراجه على طاولة قمة المفاوضات الماضية في أديس أبابا إلا أن إصرار الخرطوم على إدراج هذا الملف ضمن المفاوضات كشرط لإنفاذ اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين المبرمة بين البلدين جعل من جوبا تتراجع وتعيد النظر في الملف حيث إثارت تعهدات سلفا كير أمام الاجتماعات بينه وبين البشير في القمة بالتعهد كتابة بفك الارتباط بين جوبا والحركة الشعبية قطاع الشمال شكوكاً كثيراً من المراقبين فيها، حيث استنكر العميد «م» حسن بيومي الخبير الأمني هذا التصريح وتساءل عن ما إذا كانت اتفاقية نيفاشا من قبل كتابة الاتفاق، وقال هذا لا يضيف ولا يغيِّر في الواقع شيئاً، مؤكدًا أن جوبا درجت على قطع وعود لا تلتزم بها، وأردف قائلاً: على سلفا كير النزول إلى أرض الواقع وليس مجرد بذل الوعود والالتزامات، فهذه الوعود ليست حلاً للقضية إنها مجرد مسكن ألم فقط. ويرى أن الحل الأمثل للقضية هو أن يتم الاتفاق مع الأطراف المعنية وليس بين الحكومة وجوبا لأن الطرف الأهم في المشكلة هم حاملو السلاح، مؤكداً أنها مجرد ورقة مثلها مثل غيرها ولا يجب الاعتماد عليها، فالر جل سياسياً فقد مصداقيته وعلى الدولة توخي الحذر، وفي ذات الصعيد انتقد البروف حسن الساعوري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين تعهدات سلفا كير واصفاً إياها بأنها غير ذات جدوى، وقال متسائلاً: لماذا نعتبر هذا التعهدات الكتابية اتفاقاً ولا نرى أن اتفاقية نفاشا اتفاقا؟ هذه التعهدات ليست إلا حبرًا على ورق والدليل على ذلك أن سلفا كير لم يحدد موعدًا زمنياً لفك الارتباط كما أنه هذه التعهدات نذير لجولات ومفاوضات جديدة والرجل ينفذ الأجندة الخارجية المعروفة والتي مفادها أن النظام والدولة في السودان يبدو ضعيفاً خصوصاً بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة والهدف هو الضغط على الخرطوم أكثر لأخذ أكبر كمية من المكاسب.