على الرغم من أن السودان يعد بلداً منتجاً للمواد الغذائية، إلا أن استيراد هذه المواد يحتل المرتبة الثانية في قائمة الورادات السودانية، حسبما كشفت تقارير رسمية تحصلت عليها «الإنتباهة» حول تجارة السودان الخارجية خلال عامي «2010 2011»، وكشف التقرير حجم واردات السودان فى عام 2011 التي بلغت قيمتها «864،235،9»مليار دولار، بما يقل بنسبة 8% مقارنة بقيمة الواردات فى عام 2010 البالغة حوالى «077و044و10» ويُعزى ذلك إلى انخفاض فاتورة استيراد الآلات والمعدات ووسائل النقل والمصنوعات والمنسوجات والمواد الغذائية والمشروبات، باستثناء فاتورة استيراد المواد الخام والمواد الكيماوية، وذلك نتيجة للسياسة التقشفية التى أعلنتها الدولة لضبط وتحجيم العملات الحرة، بالرغم من كبر الاستثمارات الداعمة للتنمية، خاصة فى مجال البترول والمعادن. وقد احتلت الآلات والمعدات، قائمة أهم الواردات من حيث القيمة، حيث بلغت حوالى 323,374 ،2 مليار دولار وبلغ نصيب مساهمتها 25% من إجمالي الواردات خلال عام 2011 مقارنة بما تم استيراده فى عام 2010 بقيمة 706 ,348 2 مليار دولار. وبلغ نصيب مساهمتها 23 % فى عام 2010، وتركزت الواردات فى سلع الآلات والمعدات الكهربائية وقطع غيار الآلات والأجهزة الكهربائية، كما احتلت المواد الغذائية المرتبة الثانية من حيث القيمة حيث انخفضت من 778 ,365 2 مليار دولارفى عام 2010 إلى 875 ,887 1 مليار دولار فى عام 2011 حوالى 20 % من إجمالي الواردات مقارنة بنسبة مساهمة بلغت 24 % من إجمالي الواردات في عام 2010 وتركزت الواردات فى سلع القمح والدقيق والسكر والشاى والبن واللحوم ومستحضراتها والخضروات ومستحضراتها والحلويات والبسكويت والعدس والأرز. وتتصدر الهند قائمة أهم الدول المصدرة، تليها البرازيل ثم مصر ثم تايلاند. كما احتلت السلع المصنعة المرتبة الثالثة من السلع الواردة، حيث بلغت فاتورة وارد المصنوعات حوالى 208 789 1 مليار دولار وبنسبة مساهمة 19 % من إجمالي الواردات خلال عام 2011، مقارنة بما تم استيراده فى عام 2010 بقيمة990 036 2 مليار دولاربنسبة مساهمة 20 % من إجمالي الواردات فى عام 2010، وتعتبر سلع الحديد والصلب ومصنوعات المعادن ومصنوعات البلاستيك والأجهزة العلمية والأسمنت ومواسير الإسبستوس أهم الواردات المصنعة، وأهم الدول المصدرة الصين تليها مصر ثم الإمارات العربية والسعودية والهند. أما فى مجال وسائل النقل فقد بلغت نسبة المساهمة فى وارد وسائل النقل 10 % من إجمالي الواردات فى عام 2011 ، مقارنة بنسبة مساهمة 13 % من إجمالي الواردات فى عام 2010 ، حيث بلغت القيمة 477، 889 مليون دولار فى عام 2010 بما يقل بنسبة 27 % ، وسجلت كل من الشاحنات واللواري وقطع غيار العربات والعربات الصوالين أهم بنود وسائل النقل، وأهم الدول المصدرة هى الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند والإمارات العربية. كما انخفضت قيمة وارد المنسوجات من 952 381 مليون دولار فى عام 2010 إلى 809 276 مليون دولار فى عام 2011 بما يقل بنسبة 28 % بنسبة مساهمة 3 % من إجمالي الواردات فى 2010، وأهم الدول المصدرة هى الصين تليها إيران ثم الهند والسعودية والإمارات العربية وباكستان. أما فى مجال التوزيع الجغرافي للواردات فى عام 2011 بلغت نسبة مشتريات السودان من دول آسيا حوالى 40 % من إجمالي الواردات فى عام 2011، مقارنة بنسبة مساهمة 38 % من مشتريات السودان من دول آسيا فى عام 2010، وذلك بالرغم من انخفاض مشتريات السودان من دول آسيا من 059 789 3 مليار دولار فى عام 2010 إلى 064 ,710 3 مليار دولار في عام 2011 بنسبة انخفاض طفيف بلغ حوالى 2 % ، وأهم السلع تتمثل فى استيراد الآلات والمعدات والمصنوعات ووسائل النقل، خاصة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند، وبلغت نسبة مساهمة الواردات من الدول العربية 21 % من إجمالي الواردات فى عام 2011، وهي تماثل النسبة من إجمالي الواردات فى عام 2010، وأهم ما تم استيراده من الدول العربية تتمثل فى الآلات والمعدات والسلع المصنعة ووسائل النقل والكيماويات والمنتجات البترولية، ومن أهم الدول المصدرة هى الإمارات العربية والسعودية واليمن والأردن وسوريا وعمان. بجانب ذلك بلغت نسبة مساهمة الواردات من دول غرب أوربا 17 % ، من إجمالي الواردات فى عام 2011 ، وهي تماثل النسبة من إجمالي الواردات فى عام 2010، وذلك بالرغم من انخفاض قيمة استيراد الواردات من دول غرب أوربا من 268 ,763 1 مليار دولار فى عام 2010 إلى 241 ,528 1 مليار دولار فى عام 2011 ، بما يقل بنسبة 13 % وتتمثل السلع المستوردة فى الآلات والمعدات من إيطاليا والمملكة المتحدة وألمانيا، ووسائل النقل من النمسا وألمانيا وفرنسا، والمصنوعات من إيطاليا وألمانيا والسويد. أما فى مجال الميزان التجاري، فالمحصلة النهائية لتجارة السودان الخارجية فى تحسن، وارتفاع الصادرات البترولية وغير البترولية وتحسن الميزان التجاري، بحيث أصبح لصالح السودان في الفترة من يناير / وديسمبر 2011، حيث بلغ الفائض حوالى 289 458 مليون دولار مقارنة بفائض قدره 821 ,397 1 مليار دولار خلال الفترة من يناير وديسمبر 2010 ويُعزى ذلك لارتفاع فاتورة الصادرات. الخبير الاقتصادي بروفيسور عصام الدين عبد الوهاب بوب أكد من خلال حديثه ل«الإنتباهة» أن السودان يستورد من الخارج نتيجة لتزايد فى معدلات الاستيراد من الخارج لسلع مختلفة خاصة الصناعية والزراعية، وهذا يعود إلى ضعف الأداء فى القطاعين الصناعي والزراعي في السودان، بسبب السياسات الاقتصادية المتخبطة التى أدت إلى انهيار الصناعة فى السودان، والتى أصبحت فى طريقها للقضاء على القطاع الزراعي السوداني، وهذا من خلال المنظومة الضريبية على هذه القطاعات، وأدت إلى ضعف قدرته الإنتاجية، مع ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج ومعدلات التضخم كبيرة، وقتل الجنيه السوداني كوسيط للتبادل الاقتصادي، فى الوقت الذي يحتاج السودان إلى العديد من السلع، فلم يبق إلا التركيز على الاستيراد من الخارج، وهذا يقتل بقية القطاعات الإنتاجية بصورة تدريجية.