نحن اليوم بين يدي عام جديد، ندخله من باب نيلنا استقلالنا وحريتنا من المستعمر. تلك الحرية التى أرادها الرواد الأول مستلهمين تطلعات الخلف فى أرحام أمهاتهم أن تصبح أداة ووسيلة لبناء إنسان شامخ فى مجالات الحياة كلها، تديناً وانتماء حزبياً وتعبيراً فكرياً وإنتاجاًً ثقافياً. حرية تحقق تطلعاته فى العيش الكريم تعليماً وصحة وطعاماً وثقافة وفناً وتوظيفاً وترفيهاً ورفاهية. حرية تحطم حواجز الاصطفاف السالب الديني والعرقي والإثني والجهوي والقبلي. حرية تزيل الفوارق بين كل أبناء الوطن وتهدم أسوار الإقصاء والتعالي التي تتمترس فيها وتمارسها مجتمعاتنا كلها بدرجات متفاوتة. حرية تجعل بلدنا ليس مجرد مساحة جغرافية ذات حدود سياسية معينة، ولكنها حرية تجعل الانتماء لهذا الوطن وصيانة كيانه وقدسيته واجباً كما هو حق، شرفاً كما هو تشريف. وطن يسعى فيه كل فرد لأداء واجبه بغير تقاعس، وينال حقه دون تطفيف أو نقصان. حرية تجعل لنا وطناً نعزه ونعتز به. حرية تقوِّم سلوكنا وسلوكياتنا كلها وفق المعايير الدينية التى أرادها الله الذى استخلفنا لنكون قدوة للآخرين برشدنا وعدلنا وإنتاجنا وإنسانيتنا قبل سودانيتنا. بالتعامل الحضاري فيما بيننا وفق المنهج الرباني الذى أشار فيه أنه خلقنا بألواننا ولغاتنا واختلافاتنا، لا لنتفاخر أو نتناحر بها، أو يتعالى بعضنا على بعض ، ولكن لحكمة يعلمها هو الذى أرجع أصلنا كله لآدم وآدم من التراب الذى نطؤه بأقدامنا، ونتفل عليه ونلقي فيه أو على ظهره كل أنواع النفايات والقاذورات، ونعتبره من أبخس العناصر، حتى عندما نضرب الأمثال للشئ الرخيص نقول «إنه اشتراه أو باعه بتراب الفلوس» تبخيساً للسلعة، تلك السلعة هى التراب التى هى أصل ابن آدم أسود كان، أبيض كان، أحمر كان أم أصفر، ليعلم أصله فلا يتنكر له، ولا يتعالى أو يتجبر أو يتكبر على أخيه الإنسان أياً كان «لأنهم من أصل واحد هو التراب» ثم رفعه الله إلى قمة هرم المخلوقات كلها وشرفه بالعقل والحكمة واستخلفه فى الأرض وسخر له كل شئ. حكمة البارئ جلَّ وعلا التى أرادت أن يخلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف. أما التمايز الحق فليس بالوطن ولا الموطن ولا العرق ولا الجنس ولا غيره ولكن بالتقوى التى لا يعلمها إلا الله. ولذلك لا يحق لبشر أياً كان أن يمايز بين البشر إلا بقدر امتثاله لربه وعطائه للبشرية وإخلاصه لبني جلدته وتفانيه فى حب وطنه وسعيه لجلب الخير للناس أجمعين، بصدق وأمانة ونكران ذات. العام الذى انطوى دعونا فيه كثيراً من الدعوات وعبرنا عن كثير من الأمنيات. أُولي الأمر أسرفوا فى البشارات والوعود، ولكن انصرم العام وها قد حلَّ وهلَّ عام جديد، ولكننا اليوم أبعد ما نكون من تحقيق آمالنا وتمنياتنا تلك، وقادتنا وولاة أمرنا أبعد ما يكونون عن الوفاء بما وعدوا به أو جعل البشارات واقعاً معاشاً، وذلك لظروف كلنا يعلمها ويتفهمها. وبلدنا مع تمتعه بإمكانات مهولة ومقدرات بشرية عظيمة قادرة على جعله درة الأوطان فى المنطقة، ولكننا عاجزون عن ذلك، وهو العجز المذموم ألا وهو عجز القادرين على التمام، وعلى الرغم من أن الذي تحقق من طفرة فى عهد الإنقاذ وحدها يضاهي ما تحقق فى كل العهود التى سبقتها. وعلى الرغم من التضحيات العظام التى بُذلت لبلوغ ذلك، ولكن ما تحقق لا يزال دون الطموح. فقد فشلنا فى إدارة خلافاتنا وصراعاتنا وفى إدارة مواردنا، وذلك نتيجة للفشل السياسي الذى لازمنا منذ نيلنا الاستقلال. إن الهاجس الذى يجعلنا عاجزين حتى عن التفكير، هو تردي أحوالنا المعيشية وعلاقاتنا السياسية، وتهتك نسيجنا الاجتماعي، وأزماتنا الأمنية، وتوتر علاقاتنا الأممية. ولعل أبرز هذه المشاكل والقضايا الداخلية الماثلة الآن هى مشكلة دارفور وتداعياتها، وكذلك صراعاتنا ومكايداتنا السياسية. ومع عدم إمكانية فصل المشكلة الدافورية عن المشكل السوداني عامة، فسوف أحاول بجانب التعميم، أن أخص المشكلة الدارفورية بخطوات أكثر من سواها. لأنها أصبحت هى الحاضنة لجل أزمتنا الحاضرة، والمفرخة لاحتقان علاقات بلدنا بالبلدان الأخرى. ولذلك كله نحن اليوم نمر بمرحلة فى غاية الدقة والحساسية من عمر الوطن. ومهما كان موقفنا بالأمس، فاليوم نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بوقفة صادقة مع النفس، لانتشال الوطن عامة ودارفور خاصة من الكارثة التى تتدحرج نحوها بعجلة متسارعة. الكارثة التى نحن جميعاً شركاء فيها بدرجات متفاوتة، كان ذلك بعلمنا أو بعدم علمنا، بفعلنا أو بعدم فعلنا، بكلامنا أو بصمتنا. وأتفاءل وأقول إنه مازال الكثير من عناصر الأزمة وحلها بأيدينا. ولكي نستفيد من هذه الميزة ونوظفها لمصلحة الوطن، فلا بد لنا من أن نعترف بفداحة وتعقيد الأزمة، وأن نعترف أيضاً ببعض الأخطاء التى صاحبت معالجتنا لهذه القضية. لا لندين شخصاً أو نظاماً أو حقبة زمنية بعينها، ولكن لنقول كفى لتداعيات تلك الأخطاء، ولنبدأ من منطلق أن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوة جادة باتجاه التصحيح، وأن نتحرر من أجندتنا الشخصية ومكاسبنا الحزبية والفئوية، ومن عصبياتنا العرقية والجهوية والقبلية والحركية، لنعمل برشدٍ وعدلٍ وحسن تدبير، للخروج من المأزق الذى نحن فيه. كما يجب أن تكون لنا المقدرة على تحويل الثقة المتبادلة والفهم المشترك الذى ظل يسود وينمو منذ انعقاد ملتقى أهل السودان بكنانة أن نحول ذلك كله إلى مبادرة وطنية حقيقية تحتضن جميع مكونات الوطن وأبناءه، لنعزز وحدة بلدنا، ونصون كيانه وسيادته، ونحفظ أمن وكرامة إنسانه، ونتصدى بجدية وتجرد ونكران ذات لحلحلة مشاكله ومداواة جراحه وإقالة عثراته، ونواجه معاً صفاً واحداً كل الاستهداف وما يحاك ضد بلدنا. لذا لا بد من إحداث حراك وفق آليات محددة للمدارسة والخروج برؤية متوازنة تستجيب لمتطلبات الحل لمشكلة دارفور، وترقى لتطلعات وآمال أهل السودان جميعاً، بحيث تشتمل هذه الرؤية على حلول تتمتع بمقبولية عالية لدى كل الأطراف، تخاطب المخاوف لتبددها، وتتجاوز التحفظات لتنفذ إلى ما يوقف الحرب، وتهيئ النفوس لمعالجة أوضاعنا كلها، بكل تعقيداتها المحلية والقومية والإقليمية والدولية. كما يجب أن نعلم أن الأخطار والتحديات التى تواجه الأمم والأوطان لن تواجه بالتسليم أو الاستسلام للشكوك والهواجس والريب، ولا بالركون للعصبيات والمكاسب الفئوية أو الحزبية أو الجهوية، ولا بالجمود فى المواقف ولا بالقفز فى الظلام. فلا بد من معادلة جريئة، تكون محصلتها مقترحات علمية وعملية، تحمل سمات الرضاء والتوافق، يمكن بواسطتها تجاوز المحنة، وإيقاف نزيف الدم واستنزاف المال والجهد والرصيد المعنوي للشعب. وإيقاف ثم منع الاختراق الأجنبي لصفنا الوطني وتجنيب البلاد شبح التمزق والانزلاق نحو المجهول. كل ذلك ممكن إذا تحقق سلام عادل متفاوض عليه بين الحكومة والحركات على النحو الذى نطرحه أو غيره، حيث أنه يخفض ضغط الدم الذى يشكو منه الوطن، ليكون قابلاً لإجراء عملية جراحية كبرى تزيل عنه ورم واحتقان الصراعات وتهيؤه للمصالحة الكبرى مع ذاته ثم مع الآخر. من أجل ذلك فلا بد أولاً من أن يقابل التعدد فى الحركات المسلحة بالخارج إجماع قَوِىْ من مكونات دارفور بالداخل. ليس إجماعاً ضد الحركات، ولكن لبعث رسالة واضحة للرغبة فى الحل وتقديم العصي والجزرات فى آن واحد لكل الأطراف «الحكومة والحركات» بأن من يتجاهل أو يعيق مثل هذا التوحد فليس له مكان فى وجداننا، ولا يطمع فى كسب تأييدنا، ولن يكون ضمن حساباتنا فى السودان الوطن أو دارفور الموطن فى أية معادلة سياسية قادمة. ثانياً: بعد إحداث توافق وتوحد مكونات دارفور بالداخل«وهذا ممكن جداً» وفقاً للخيارات التى تم تبنيها فى ملتقى كنانة، التى ضمنت لكل طرف أو مكون من مكونات دارفور بالداخل والحركات المسلحة أن مخاوفها وتحفظاتها قد خوطبت، وأن آمالها ومطالبها وضعت فى الاعتبار، وأن إرادة حقيقية للوصول لسلام وحل المشكلة قد توفرت، يتكون وفد يخرج من رحم توحد مكونات دارفور، ويلتقى بقادة الحركات ومن يساندهم من أبناء دارفور الآخرين بالخارج، ويتم اللقاء فى مكان وجو محايد، حيث يدور حوار شفيف وبنَّاء بين هذا الوفد الذى يمثل مكونات دارفور بالداخل مع إخوتهم فى الحركات والناشطين فى موضوع دارفور، بحيث يتم الاتفاق على المطالب المعقولة والممكن تنفيذها، ويتم التفاوض على أساسها مع الحكومة «فى تفاوض بين الحكومة والحركات». كما يُتفق على ميثاق للتعايش السلمي بين جميع مكونات أبناء الأقليم والوطن، ويتم الاتفاق حول كل ما يتعلق بإدارة الإقليم وولاياته ومحلياته«أذا أُقر ذلك» وأن يكون هنالك إقرار صريح وموثَّق من الحركات بأن كل مكسب هو لجميع أهل الإقليم وليس حكراً على الحركات، أو أية مجموعات دون أخرى، وأن يؤكد الميثاق على عدم المساس بوحدة السودان «مع كامل احترام والتزام بما يتمخص عن اتفاقية السلام الشامل» وأن يؤكد على عدم المساس بسيادة السودان وأمنه وسلمه الاجتماعى. وبذلك يكون الجميع شركاء فى صنع السلام الذى يوقَّع بعد التفاوض القادم، ليكون مقوِّماً ومكمِّلاًً لما سبق الاتفاق عليه بأبوجا، أو بدمج أبوجا فى الاتفاق الجديد. عندئذ فقط يكون السلام سلام دارفور بحق وحقيقة، بل سوف يكون هذا السلام مدخلاً لا غنى عنه لسلام السودان الشامل المستدام الذى نتطلع إليه جميعاً. وسوف يحرص الكل على الالتزام به ويعمل الكل بجد وإخلاص لإنزاله على أرض الواقع. كل ذلك يمكن أن يكتمل ويتم فى زمن وجيز إذا خلصت النوايا، وتضافرت الجهود بين أهل الإقليم والحكومة وجميع أبناء الوطن، بدعم المجتمع الدولي والإقليمي والدول الصديقة والشقيقة. وإننى لأعتقد أن هذه الوصفة إذا ما فصِّلت، وطوِّرت، وأحكمت وأصطُحِبت برغبة وإرادة حقيقية من جميع الأطراف وتم إعطاء أبناء الإقليم بالداخل دورهم المطلوب، فإنها سوف تشكل مدخلاً للسلام بدارفور، ومن بعد سلام كل السودان، تنعم به كل الولايات، ونسترد به أنفاسنا، لنتصالح مع مكونات وطننا كلها، ونوظف هذا التصالح لتجاوز مشاكلنا كلها ونتناغم مع الآخرين، فنتصالح مع مكونات المجتمع الدولي من أجل مستقبل مشرق للأجيال الحاضرة والقادمة، والإسهام بفاعلية واقتدار فى حل مشاكل إقليمنا والعالم، المتمثلة فى الجوع والمرض والبطالة والأمية والخوف من المجهول، ونبني الثقة بيننا. صدقوني أننا لن نستطيع أن نبني وطناً، أو ننعم بتعايش سلمي، أو نأمن شر الأعداء والأصدقاء، ونحن يخشى ويخاف ويستريب ويحتقر ويتعالى ويبتز، بعضنا بعضاً. نحن كشعب سوداني قادرون على تجاوز كل مشاكلنا إذا استلهمنا قيمنا وموروثاتنا وعقيدتنا إسلامية ومسيحية، فكلها عقائد محبة وسلام وبر ووئام مهما شابها من تحريف أو تعصب. الإمام الخميني رحمه الله عليه عندما قبل شروط إيقاف الحرب مع العراق فى حرب الخليج الأولى فى عقد الثمانينات من القرن الماضي، ووقع اتفاقاً مع الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه، قال الإمام الخميني عند التوقيع، أنه كأنما يتجرع السم، نعم اتخذ الإمام الخميني ومستشاروه ومعاونوه القرار الصحيح فى الوقت المناسب، وتعاطوا العلاج المداوي على الرغم من مرارته اللحظية، رجاء فى حلاوته الدائمة، فأنقذوا بلدهم وشعبهم من هلاك ودمار وفتن محققة. والآن أصبحت إيران التى تعلمون، دولة عظمى فى محيطها. فقد صمدت أمام المكائد والمؤامرات من أعتى الدول، بل هزمت كل المخططات التى حيكت ضدها. كل ذلك تم بالحكمة ووحدة الصف الداخلي وحسن التدبير، ومن بعد ذلك التوكل على الله العلي القدير. وتكاد تكون إيران الآن محوراً يحسب له ألف حساب، ويُخطب ودها ويُخشى بأسها. أما صدام حسين فى حرب العراق الثانية فى تسعينيات القرن الماضي وبواكير القرن الحالي، فقد مات ميتة الأبطال، ولكنه خلَّف من ورائه وطناً محتلاً بكل المقاييس، وشعباً يضرب بعضه رقاب بعض، وفتناً لن تقتصر على العراق وحده. وترك بلداً ممزقاً ، مكشوفاً للأعداء والطامعين من كل حدبٍ وصوب، وأمة مذهولة من الخليج إلى المحيط «ومن لم يتعظ بالتاريخ سيكون عظة للتاريخ». هذه ليست دعوة للانبطاح، ولا الانكسار أو الخضوع، ولكنها دعوة للصمود الواعي وبحسن تدبير، وإعمال عقل وحكمة، ورشد، وحساب العواقب على الأمة كلها. فإذا فعلنا ذلك، فإن النصر حليفنا بإذن الله دون أن ينال العدو منا شعرة. عند المصائب والملمات التى تهدد كيان الأمة وحياة الناس ومصيرهم، يلتفت الوطن كل الوطن، يبحث عن رجل أو امرأة بحجم التحدي، لا يخوض معركته، ولكن يخوض معركة الأمة. ينظر داخلياً إلى ضميره الواعي، وإيمانه الراكز، ووطنيته التى لا يشك فيها أحد، وإنسانيته الفطرية، لينقذ شعبه ويصون وطنه. إنه لشرف لا يدانيه شرف لأي شخص حين يستنجد به أهله ووطنه عند الشدائد. إنها شرعية أمضى وأقوى من أي استفتاءات أو انتخابات. إن القائد والزعيم ليست مهمته أن يتعايش مع النار وهى تلتهم أطراف وطنه وأحشاء مواطنيه. ولا يلقي بنفسه فى تلك النار تأكيداً لشجاعته ورجولته. ولكن واجبه الإسراع فى إطفاء النار، وإخماد لهيبها بكل الوسائل وبأقل الخسائر. فى الختام، هذا الحديث أتوجه برجائي لقائد المسيرة ورمز السيادة إلى أخي الرئيس، استشر إخوتك العقلاء الحكماء لتحقيق السلام مع أبناء وطنك فى حركات دارفور، تماماً كما فعلت فى الجنوب والشرق مهما كلف الثمن، واليوم قبل الغد، فالسلام قيمة لا تقدر بثمن. إن الحرب بين أبناء الوطن الواحد المنتصر فيها مهزوم. الحل لن يبدأ من الخارج، إنما يبدأ من الداخل، ودور الآخرين المساعدة والمباركة. اتجه داخلياً أكثر من التركيز على الخارج، صوَّب الجهد للقضية الأساس، ووًّحد صف الأمة، لتواجه بها التحديات والمؤامرات كلها، وتفجر بها الطاقات التى تُسْعِد بها شعبك، فتخلد فى ذاكرة الأمة مهما تعاقبت الأجيال وإن واراك الثرى. وفوق ذلك تنال رضاء الله. التاريخ يراقب خطواتك وأداءك فى هذه الفترة الحرجة، لا عذر لقائد يجلس على حطام وطن يتهاوى ويتمزق من تحت بصره. اتخذ الموقف الصحيح وسوف تجد من يعينونك على ذلك، وإذا وقع القدر فسوف يلقاه الجميع بنفوس راضية. أما وإذا لم تفعل لا قدر الله فسوف يجور علينا الزمان ويقسو عليك التاريخ. «والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل»