تواصلت ردود الفعل حول وثيقة «الفجر الجديد» التي وقعت عليها مجموعة من أحزاب المعارضة والجبهة الثورية بكمبالا، ووصفها عدد من الكيانات السياسية بالنكوص عن الممارسة الديمقراطية السلمية لتلك الأحزاب. وشنَّ رئيس منبر السلام العادل المهندس الطيب مصطفى هجوماً شديداً على ما تسمى الجبهة الثورية وعلى وثيقتها التي أخرجتها أخيراً تحت مسمى «الفجر الجديد»، مشيراً إلى أنها بنيت على أسس عنصرية، ودعا المؤتمر الوطني إلى بسط الحريات وعدم التضييق على الأحزاب الوطنية لممارسة أنشطتها، وقال لدى مخاطبته اللقاء الحاشد الذي أقامه المنبر بولاية النيل الأبيض أمس بمنطقة الكوة بمناسبة احتفال الحزب بأعياد الاستقلال وافتتاح الدورة الجديدة للحزب، قال: «إن مشكلتنا مع الجنوب لم تنجلِ بعد»، وأكد أن كل مشكلات السودان السبب الرئيس فيها دولة الجنوب. وأكد أن منبر السلام العادل جاء من أجل النهوض بهذا الوطن وإخراجه من حالة التردي التي يعيشها، لافتاًَ إلى أن المنبر هو الحزب الوحيد الذي يخاطب قضايا الوطن الحقيقية. فيما دعا رئيس منبر السلام العادل بولاية النيل الأبيض أمير سعد بخيت، إلى وحدة الصف الوطني في مواجهة التحديات القادمة، وأعرب عن أمله أن يشهد هذا العام نهاية التمرد حتى ينعم الوطن بالأمن والاستقرار والرفاهية. من جهته أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الأمين العام جلال يوسف الدقير، رفضه لكل المحاولات التي تدور في الخفاء والعلن لإسقاط الحكومة، ووجه انتقادات حادة لذهاب عدد من قيادات المعارضة إلى كمبالا للتوقيع على وثيقة «الفجر الجديد» مع الحركات المسلحة، وقال الدقير خلال مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الثالث أمس بالأمانة العامة لحزبه بضاحية الرياض: «ذهاب قيادات حزبية معارضة للتوقيع على تلك الوثيقة في دولة عرفت بالتآمر المتصل وكرّست نفسها للعداء ضد السودان خطوة سنقف ضدها بكل السبل»، وأوضح أن الأمر هدفه إسقاط الهوية السودانية، وأشار إلى أن الحفاظ عليها استدعى الحزب لإعلان مبادرة «الشريف» واعتبرها أكبر محاولة لإجهاض الانقضاض على هوية البلاد.وأضاف: «من العيب أن تذهب تلك القيادات إلى عاصمة فيها كل عناصر المخابرات الأجنبية في العالم»، وكشف أن علاقات الصداقة التي كانت تربطهم بتلك العناصر لم تسمح لهم بخيانة المبادئ الوطنية التي قال إنهم تربوا عليها، وأشار إلى ضرورة التفريق بين معارضة الوطن والحكومة، وأضاف: «كتار تعلموا منا»، وأوضح، الدقير، أن أهم مضامين الاستقلال الذي تعيش ذكراه البلاد هذه الأيام تكمن في إعلاء القيم الوطنية في النفوس والمنهج السياسي لتجميع الصف الوطني إلى جانب إعلاء قيمة الإنتاج والعمل في المجتمع أولاً والدولة ثانياً، ودعا إلى أن يكون الوطن أولاً وثانياً و ثالثاً، وحذر من المساس بكرامة الزعيم الراحل، إسماعيل الأزهري، وقال «من أراد ذلك فليس منا». وفي السياق أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عدم مشاركتهم في اجتماعات الجبهة الثورية التي عقدت أخيراً بكمبالا، مجدداً موقفه الثابت الداعم لوحدة البلاد أرضاً وشعباً. وقال الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل إبراهيم أحمد الميرغني في تصريح ل «إس. إم. سي» إن الاجتماعات المشار إليها لم يتم دعوة الحزب إليها، مبيناً أن الحزب غير معني بها باعتبار أنه لم تتم استشارته فيها، مؤكداً أن موقفهم ثابت تجاه القضايا الوطنية وسبق أن أعلنه رئيس الحزب. وأبان الميرغني أن موقفهم المعلن يهدف إلى تجميع كل أهل السودان في مائدة واحدة لأجل حل أزمة البلاد، مشيراً إلى أن الهدف من اجتماع أحزاب المعارضة مع متمردي الجبهة الثورية سياسي، وأبان أن المجتمع الدولي أوعز للمعارضة بإسقاط الحكومة بشتى السبل، مجدداً موقف حزبه الثابت بضرورة عدم إقصاء أية جهة سواء أكانت من جانب الحكومة أو المعارضة.