بانقشاع سحابة نهار أمس تكون حكومة دولة جنوب السودان قد سلّمت الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بواسطة وزير دفاعها جون كونق، الخطاب الرسمي حول فك الارتباط بقطاع الشمال في الحركة الشعبية الذي يقاتل بالفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق .!! ومن هذا التسليم للمكتوب الرسمي تنطلق جولة من مباحثات الخرطوم وجوبا، التي من المفترض أن تلتئم أمس بحضور وزيري الدفاع في البلدين وأعضاء اللجنة السياسية الأمنية المشتركة، لبحث جداول تنفيذ المصفوفة المتفق عليها في الترتيبات الأمنية الموقعة من الطرفين. الذي يهمنا في المكتوب الرسمي لدولة الجنوب الذي لا يساوي ثمن الحبر الذي كُتب به، هو الالتزام الكامل والنهائي وعلى الأرض وفي الواقع بقطع العلاقة وفك الارتباط مع قطاع الشمال وفق مفهوم شامل غير منقوص ولا يعنى مجرد تسريح أبناء النوبة والنيل الأزرق من الجيش الشعبي وصرف آخر مرتباتهم، ليخرجوا من الباب ليأتيهم الدعم والسلاح والمال من الشباك .!! على الوفد الحكومي المشارك في اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة برئاسة وزير الدفاع، الذي قَبِل من قَبْل مبدأ الوريقة التي سيقدمها وفد دولة الجنوب بتوقيع سلفا كير، أن يسعى لتطوير مذكرة حكومة الجنوب التي لا تعني وحدها شيئاً ولا تمثل التزاماً، لتكون وثيقة اتفاق بتفاصيل دقيقة حول كيفية فك الارتباط وآجاله ومواقيته وإنشاء آليات للتحقق منه ومن صدق دولة الجنوب ومصداقيتها حوله. نحن لا نريد مجرد وُريقة تودع في حقيبة السيد ثامبو أمبيكي، ولا يكون لها تطبيقات على الأرض ويصدقها العمل الفعلي، نريد تعهداً بتفاصيله وتوقيتاته وأدلة قاطعة على أن قطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة لا علاقة لهما بدولة الجنوب، وتوضع تدابير وتشرع في إجراءات تضمن تنفيذ هذه الخطوة وتسد كل السبل للتحايل والتراجع عن فك الارتباط ووقف كل أشكال الدعم العلني والمستتر، وتطرد قيادات هذا القطاع من عاصمة الجنوب ومدنه المختلفة مثلما سارعت الخرطوم بطرد واعتقال كل الناشطين الجنوبيين فور التوقيع على اتفاق التعاون الشامل في أديس يوم 27سبتمبر 2012م. غير هذا لا يقبل أحد في السودان، روغان حكومة الجنوب فهي تروغ كما تروغ الثعالب، وتتحايل بشتى السبل حتى لا تنفذ كل ما تعهدت به، ولن تفيدها هذه اللعبة .! هذا ما يريده المواطن.. ضمن احتفالات البلاد بالعيد السابع والخمسين للاستقلال المجيد، افتتح النائب الأول لرئيس الجمهورية عصر أمس مستشفى حاج الصافي التعليمي بالصافية بمحلية بحري بولاية الخرطوم في احتفال بهيج وكبير حضرته قيادات سياسية وتنفيذية وبرلمانية وجماهير غفيرة من محلية بحري. المستشفى إنجاز ضخم لولاية الخرطوم، بإنشاء واحد من أحدث المستشفيات العامة في البلاد، ونقلة نوعية لمستشفى صغير طاقته الإيوائية أربعين سريراً فقط إلى مائتين وسبعين سريراً، عرف بها من سنوات طويلة ومن خدمة طبية على مستوى الأطباء العموميين في السابق إلى مستشفى حديث يضم كل التخصصات الطبية وأحدث المعدات والأجهزة ونظام التطبيب والمتابعة من بعد وغيرها من الوسائل الحديثة، ويقدم خدمة طبية لمواطني الولاية خاصة سكان منطقة بحري الكبرى الممتدة حتى الجيلي وشرق النيل. لم يتم ترميم المستشفى الصغير القديم فقط، بل أنشئت إنشاءات جديدة وتوسع في بنايات حديثة وأجنحة متعددة تجعل منه أرقى مستشفيات العاصمة العامة والخاصة.. ووضح من خلال الاحتفال في كلمات النائب الأول ووزير الصحة الاتحادي ووالي الخرطوم ووزير الصحة الولائي حرص الدولة على الخدمات وخاصة الطبية لنربح الإنسان الصحيح المعافى وتنفيذ إستراتيجيات الدولة في هذا الصدد. ويبدو أن ولاية الخرطوم تسير بخطى ثابتة في مجال التنمية الشاملة وفكت الشفرة التي تقود لرضي المواطن عن حكومته ومزيداً من التوفيق..