مهند ابراهيم خريج جامعة السودان كلية الهندسة قسم الكترونيات بعد تخرجه في الجامعة طرق كل الابواب من اجل توفير فرصة عمل تناسب شهادته وتطلعاته كغيره من الشباب يحلم بحياة عملية سعيدة داخل الوطن تؤمن مستقبله واسرته ولكن باءت كل محاولاته بالفشل وذهبت احلامه في ايجاد وظيفة ادراج الرياح، فجمع حقائبه واعلن الهجرة الى المملكة العربية السعودية.. التقته نافذة المهاجر في هذا الحوار وخرجت منه بالحصيلة التالية: * بداية متى بدأت غربتك؟ بدأت في العام «2006» وهذا اليوم لن انساه مادمت حيًا لأنه كان اصعب يوم في حياتي وانا افارق اهلي واحبابي واصدقائي ولكن زي ما بقولو اهلنا المعايش جبارة. * وما الذي حملك على فراقهم؟ ظروف الحياة الصعبة داخل السودان خصوصًا اني وجدت فرصة عمل جيدة في السعودية وبعائد مادي ممتاز يعينني وأسرتي علي مجابهة متطلبات الحياة الصعبة. * حدثنا عن المحاسن والمساوئ التي وجدتها في الغربة؟ مساوئ الغربة كثيرة بدايةً من البعد عن الاهل والاحباب والاصدقاء والعيش في جحيم بعيدًا عنهم وتحمل الأهوال والصعاب من أجلهم وكل ذلك يمثل ضريبة للغربة، ومن محاسنها تحسين الوضع المادي وتأمين مستقبلي واسرتي على حد سواء واكتساب خبرات كبيرة في العمل وتوسيع العلاقات الاجتماعية. * حدثنا عن الجاليات السودانية ونشاطها بالمهجر؟ الجالية السودانية من أروع الجاليات الموجودة بالمملكة العربية السعودية، وترى ذلك جليًا في اهتمامها بأبناء الوطن الموجودين هنا و تكاتف ابنائها والتفاهم حول بعضهم البعض، وكذلك تعمل على نشر الوعي بين أعضائها وإلمامهم التام بكل ما يشغل المواطنين السودانيين هنا، وتكون على مواكبة تامة بكل ما يحدث داخل الوطن وتعمل على عكسه لنا هنا من خلال الندوات واللقاءات العامة التي تنظمها هنا، وكذلك الاحتفالات وتكريم المتفوقين وغيرها من البرامج التي تربط السودانيين ببعضهم. * ما رأيك في جهاز المغتربين؟ لم يسبق لي أن تعاملت معه حتى احكم عليه ولو مدحته او ذممته لك اكون مجحفًا في حقه وكل ما يجمعني به هو الضرائب والزكاة ولا شيء آخر. * و السفارة السودانية بالمملكة؟ انا اعتبرها من افضل السفارات هنا، تقوم بخدمة أبنائها على اكمل وجه، وتقدم خدمات راقية وتسهل لنا كثيرًا، وبهذا وجدت اشادات من دول اخرى، وهذا يزيدنا نحن السودانيين فخرًا و اعزازًا بها. * ما مدى عكسكم للثقافة السودانية بالخارج؟ انا اعتبر هذا من أهم واجباتنا أن نعكس الثقافة السودانية وإظهار صورة مشرقة للسودان، وهو ما نقوم به جليًا من خلال الزي السوداني الذي نرتديه وكذلك نحاول أن نعكسه من خلال الاطعمة التي نتناولها خصوصًا ونحن معنا جنسيات مختلفة في مكان العمل. * الوضع الاقتصادي الراهن بالسودان؟ وضع صعب جدًا وغلاء فاحش في الاسعار، وتدنٍ خطير في المستوى المعيشي للمواطن، كل هذه الاسباب وغيرها تدفع بالكثيرين الى الهجرة خارج السودان، فلا بد من معالجة هذا الوضع حتى لا يتدهور اكثر. * صف لي علاقتكم انتم السودانين مع بعضكم البعض في الغربة؟ علاقتنا ببعضنا علاقة قوية تربطها اواصر الاخوة والمحبة، وتجد كل السودانين يجتمعون مع بعضهم البعض في الافراح والاتراح، ويتجلى ذلك جليا في تكاتفهم ومساعدتهم لبعضهم البعض، فتجدهم متكاتفين في الرخاء والشدة، حتى إن السعوديين يُذهلون من التجمعات الكبيرة لأبناء السودان في الأفراح والأتراح. *ما هي القضايا التي تناقشونها عندما تلتقون كسودانيين؟؟ نناقش كل القضايا الدائرة في الساحة السودانية من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وفنية واكثر ما كان متداولاً بيننا في الفترة الأخيرة واخذ حيزًا واسعًا من النقاش هو موازنة العام «2013» التي نزلت كالصاعقة على السودانيين وانا من وجهة نظري لا ارى فيها أي شيء يعين المواطن وانما زيادة عبء وضغوط عليه، وربما ننعم في موازنة العام القادم بوضع اقتصادي جيد يساعدنا في العودة والاستقرار في حضن الوطن. * رسالة توجهها لمن اراد الاغتراب؟ اقول لهم لا تفكروا مجرد تفكير في الاغتراب، الا بعد ان تقفل كل الابواب في وجهكم داخل الوطن، واذا كان لا بد من الهجرة فيجب أن تكون مدروسة ومبرمجة. * رأيك في هجرة الكوادر المؤهلة؟ اكثر ما يؤلمني هو هجرة الكوادر المؤهلة، لانه أمر صعب جدًا ولكن لو نظرنا للعائد الذي يتقاضونه سنجد أن الهجرة خيارهم الأفضل، وأتمنى أن تهتم الدولة بهذه الشريحة لفائدة الوطن. كلمة أخيرة؟؟ الشكر أجزله لصحيفة الإنتباهة لإتاحتها الفرصة لنا ولكل المغتربين وبحثها عن حلول للمشكلات التي نواجهها في الغربة.