الطرفة التي سنحكيها بعد هذه المقدمة تنطبق على الخطأ الذي اعتقده الأمريكان من أن السودان بلد ضعيف وحكومته ضعيفة وأهله »غلبانين« ومساكين.. ليجدوا أن »الناس ديل« أصعب مراساً وأشرس في التعامل وأقوى مما كانوا يعتقدون. وقد اعتقدوا خطأ وظنوا وبعض الظن إثم أن »جماعتنا« يسهل جداً أن »تقرمشهم« أمريكا وهي ماشة ولكنها فوجئت بأنهم شوكة حوت »لا تنبلع لا تفوت« وتظل متعارضة في حلق أمريكا.. وكلما جاءتها أمريكا »بي جاي« زاغت منها »بي هناك« وكلما نصبت لها شركاً هنا وحفرت لها حفرة هناك لتقع فيها وجدت أن الجماعة ديل »تلبوا« بي غادي. بدأت معهم المضايقات منذ أول التسعينيات بالحظر التجاري والذي يمنع بتاتاً أن تقوم أمريكا بالاستيراد من السودان أو تدع السودان يستورد منها أو من أصدقائها، ولما جاءت لتطبيق المشروع وجدت أن هناك سلعة اسمها الصمغ العربي تدخل في صناعة الكوكاكولا والبيبسي كولا والأغذية والأدوية وصناعة »حاجات تانية حامياني«، ولم تجد غير أن تبدأ حظرها على السودان بالاستثناءات وشاهدت السودان يدخل في عهد الوفرة الخاصة ويقوم علي حراسة البلاد جيش هو الثالث في القوة والعتاد بعد مصر والجزائر، وأقفلت الآبار المنتجة للبترول والتي بدأتها منذ عهد النميري ومنعت المعونات والخدمات الفنية ولو بالفلوس.. لتجد أن حكومة السودان »تلبت« بي هناك وجابت الصين وأنتجت البترول وصنعت الدبابات والطائرات. واعتقدت أمريكا أن انفصال الجنوب سيؤدي إلى بهدلة السودان وإرجاعه الى عهد المسغبة والتسول والعوز لتفاجأ بأن »الناس ديل« »ولا هاميهم« وفي كل يوم يعلنون عن إنتاج جديد لآبار جديدة من البترول سبعة ووجدت أن الجماعة ديل قادرين الآن على إنتاج أكثر من 50 في المائة مما كانوا ينتجون أصلاً ويطالبون بخمسين في المائة أخرى مقابل مرور البترول بتاع دولة الدينكا في الأنابيب الخاصة بهم. وأمريكا جندت أوكامبو ومحكمته الجنائية وهم اليوم يجدون البشير يوم في قطر ويوم في اثيوبيا ويوم في اريتريا ويوم في مصر ويوم في ايران ويوم في الصين، ولا يجد ناس أوكامبو غير أن يمتثلوا لرؤية الممثل يونس شلبي في مسرحية المشاغبين في أمر مذكرتهم »إسبلها واشرب ميتها« يعني بلها واشرب مويتها. والطرفة التي نحكيها للمرة الثانية تقول إن »الفيفا« قررت إقامة مباراة للمصارعة الحرة بين الكدايس في العالم، ويقال إن الكديس السوداني حقق انتصاراً على كل المجموعة الافريقية والآسيوية والشرق أوسطية، بينما انتصر الكديس الأمريكي على كل كدايس أمريكا الشمالية والجنوبية واللاتينية وكدايس دول أوروبا الشرقية والغربية واستراليا وتقرر أن يلتقي الكديسان الأمريكي والسوداني في أرض محايدة وفي يوم المباراة اجتمع كل رؤساء الدول المشجعين وأعلن الحكم عن ضربة البداية وكان واضحاً جداً أنه يميل الى مناصرة الكديس الأمريكي ومع ذلك فإن الكديس السوداني كان يضرب الأمريكي »ويشيلو فوق ويخبت بيهو الدلجة«.. وتاني فوق والدلجة.. »ويزعطو ويمعطو« إلى أن اضطر الحكم لإعلان نهاية المباراة بانتصار الكديس السوداني. وبالطبع فإن الكديس الأمريكي تقبل الهزيمة بروح رياضية عالية وتوجه نحو الكديس السوداني وهنأه بالانتصار وسأله عن سر القوة التي استطاع بها أن يهزمه والكديس السوداني قال له »أنا ما كديس أنا نمر عديل كده« فقط بسبب الجفاف والتصحر تشوفونا كدايس.. فالأمريكان كانوا يعتقدون أنهم يتعاملون مع كديس، ولكن طلع لهم نمر أو في الحقيقة طلع لهم أسد.. وعلى رأي الأستاذ الممثل عادل إمام في مسرحية »شاهد ما شافش حاجة« »ده أنا بخاف من الكلب يطلع لي أسد«.. آه هو أسد. كسرة أولى: جاء في صحف الأمس أن سلطات ولاية الخرطوم أقرت بوجود عصابات نيقرز بمحليات الولاية السبع ولكنها قللت من نسبتها.. يا جماعة ليس من الضروري أن تكون النسبة عالية جداً حتى نحارب عصابات النيقرز يكفي عصابة نيقرز واحدة لكي يتم القضاء عليها.. وليس جديداً أن نقول إن الأجانب الجنوبيين في المحليات السبع هم الأساس في تكوين عصابات النيقرز وغايتو يحلنا الحلّ بلة.. ويا جماعة عليكم الله رحلوهم أو خلونا نرحلهم ليكم؟!!. كسرة ثانية: قالت سفارة دولة الدينكا في الخرطوم إن الطلاب الذين يدرسون بالسودان يزيد عددهم عن ثلاثين ألف طالب وتمليذ. ويبرز السؤال هل هؤلاء الطلاب يدرسون بالمجاني »مع التجاني« أم أنهم يدفعون لنا ولو حق التكلفة، علماً بأن الطالب الواحد يكلف البلاد يومياً مائة جنيه والثلاثين ألفاً يكلفون ثلاثة مليارات جنيه في العام.. يعني في خمس سنوات يكلفونا ستة ترليونات جنيه لا غير.. إذن متى سوف يتم ترحيل الجنوبيين إلى بلادهم سواء كانوا طلابًا أو »قاعدين ساكت« عطالة بدون شغلانة أو خلايا نايمة أو خلايا قايمة على وزن »عصاية نايمة وعصاية قايمة«!.