لا تركنوا إليها.. فإنها سجن قد لا تنطلق طلقة أو دانة في صمت لتعانق الروح فتمضي الى حيث الكرامة الكبرى... ويبقي الجسد مضرَّجاً بدمائه ... ويسمى بين الأحباب شهيداً... وتكون الدماء مسكاً... ويكون له لون لا كسائر الألوان الحمراء ويكون أشلاء ... والفوز بالحور.. وطني الحبيب. تزاحمت خطى الشهداء على درب نصرك العزيز... وقفت جموع على بوابة النصر الأكبر... حيث الزحف السائر لاستعادة خلافة ضاعت عمراً طويلاً. وطني تفديك النفوس من المهالك والمحن. القلب يحمل جوانحه آمالاً كبرى لهذا الوطن.. والنفس تتوق لتلحق بالركب الماضي لله.. وينداح الخطر الماثل في الأعين باقتراب ساعة النصر على فلول الخونة و«المتهودين» و«المتنصرين» والعملاء من أبناء هذا الوطن الأبي.. والآمال ترى في الواقع.. من قراءة الأحداث... بأن يكون لهذا الوطن القدح المعلى في ريادة وقيادة هذا العالم الذي بدأ يتجه إلى الله في كل مناحي حياته. وطني تفديك النفوس من المهالك والمحن ترى الصدق في وجوه من حولك.. وتلمس في أفعالهم التجرد والتوجه لله سبحانه وتعالى يعيشون حياتهم بين مصحف وبندقية...البندقية يوجهها ذلك المصحف...لا تبغي الإفساد ولا الإرهاب ولكنها... تتوجه بتعالم سماوية. الإخوة.. بينك أحباب.. قلوبهم عامرة بالحب والود.. يتنافسون لفعل الخيرات.. تذكرك حياتهم بذلك الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وسلامه. وكل يسأل الله الشهادة وليتها تعطى لهم جميعاً... فيفوزون. أما من فاز بها.. فيكفيهم إصطفاء الله لهم. ونحن نقول لهم... سأثار لكن لرب ودين وأمضي على سنتي في يقين فإما إلى النصر فوق الأنام وإما الى الله في الخالدين أحبتي... ومنكم «وطني» الله ناصرنا ... ونحن سائحون في الدرب ... حتى تعود مساحات الوطن خالية من كل مارق ومتمرد ... وحتى يعود عزيزاً كريماً... ويعود الفرح لجميع أبناء هذا الوطن الذين أعياهم التمرد... أحبتي... الشوق اليكم جد كبير ... وابتعاد الجسد عنكم ... إنما هو لمرحلة نسأل الله أن تكون قصيرة... والروح معكم ... تتوجه لله سبحانه وتعالى... حتى يكون لقاءً جامعاً لا فراق بعده، وأملاً من الله أنشده... أن يكون اللقاء بكم في حضرة المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم... وتكون كرامات وكرامات... والكرامه الكبرى يوم أن نلقى الله سبحانه وتعالى كفاحاً ليس بيننا وبينه حجاب. وكذلك هنالك الزيادة حيث نعمّا هي .. الحسنى بكم .. والزيادة معكم .. والحمد والشكر لله... والحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ونعم أجر العاملين. أهل بيتي الطيبون... كل المعاني والأشواق... ولكنها ستكتب بمداد أحمر على خارطة الفداء لهذا الدين... ويبقى الوطن يحمل بين جوانحه دماء الشهداء التي تعطر أرضه... ويمتد لكم منها قبس فتضيء معالم هذا الطريق السالك إلى الله... والدتي... لكم أعيانا البحث عن هذه الغالية... ولا تحسبوا أني سقطت بين أحراش الجنوب فأضعت عمري بين أوهام وآلام... ولكنها أبداً ما كانت كذلك ولن تكون إن شاء الله.. فالعمر يدفع رخيصاً والروح تُباع بأبخس الأسعار في خمارات وحفلات... وأسواق لبيع الاجساد.. ونحن والديَّ ..العزيزين.. نبيع في تجارة لن تبور، الشاري هو الله.. والخالق هو الله.. فمنه واليه نلجأ فشتان ما بين هذا وذاك. «وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً» وماذا بعد ذلك ؟.. «فمن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين». فابشروا إذا فاز الابن بالكرامة ... فالفرح أكبر واللقاء قريب على وعدٍ من الله بأن يشفع الشهيد بسبعين من أهله ... وأنتم أول الفائزين إن شاء الله، وأسال الله الا تحتاجوا إليّ بل كل فرد من الاسرة يدخل سبعين معه لجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين. وأنتم إخوتي وأخواتي أوصيكم بهذا الدرب ... ولا تركنوا لهذه الدنيا فإنها سجن المؤمن ... ولا تبكوا على من مات أبداً وادعوا له الله أن يكتب من المؤمنين. إخوتي وأخواتي...الدنيا محطة فتزودوا ولا تركنوا لها... فالسفر مجهول موعده.. ولقاؤنا بكم في الفردوس الأعلى إن شاء الله.. إخواني في الله... بماذا أوصيكم .. غير هذا الدرب الماضي لله؟ والله أكبر والعزة لهذا الدين. الشهيد/ تاج السر علي حمد