الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وأضاء قلوبنا بنور الإيمان. وهدانا لأن نتعبده بالصيام والقيام، والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول الإنسانية محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. المواطنون الكرماء: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته التهنئة لكم جميعاً أهلنا وأحبابنا في كافة أرجاء السودان بالعيد السعيد، ولأمتنا الإسلامية جمعاء، بحلول هذه الذكرى المتجددة كل عام، التي تعقب شهراً فضيلاً فرضه الله على المسلمين، واختصه على سائر الشهور بمضاعفة الثواب. انقضى رمضان الشهر الأجمل في بلادنا، والأكثر نقاءاً وصفاءاً وشفاءاً غسل الناس فيه همومهم، وأراحوا قلوبهم، وأزالوا ما ران على نفوسهم من صدأ وغشاوة، ونزعوا ما بأجسامهم من سموم، وأزاحوا الغبار والعناء المادي، لقد عشنا رمضان شهر السمو الروحي، وشهر التقوى والتراحم والتلاحم الاجتماعي والجهاد في سبيل الله، اصطف فيه المصلون كتفاً بكتف، وعمروا المساجد أكثر ما يكون بذكر الله، وتلاوة الكتاب المنزل. واصطفت فيه قواتنا ومجاهدونا وصاموا في الثغور، يذودون، عن الوطن، ويدفعون كيد المعتدين، واعتمر فيه إلى بيت الله من اعتمر، ونال البركات كل من صلى على نبينا المصطفى عليه أزكى الصلوات وعاطر السلام، وزاد رصيد كل من صام وقام وتهجد، وتجول واصلاً أهله وزملاءه، وجاد مما قسمه الله له من رزق، اقتداءاً برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فقد كان جوده كالريح المرسلة. المواطنون الكرماء: أهلّ علينا عيد سعيد، بعد أن انقضى شهر كريم فيه عتق من النار، نسأل الله أن نكون وإياكم ممن تم عتقهم من النار، وأن يدخلنا وإياكم جنته، ويعيننا معكم وبكم على أداء الفروض والواجبات التي فرضها علينا، عبادة وطاعة، وإعماراً للأرض وقياماً بالمسؤولية وعدلاً بين الناس. فالإسلام الذي ندين به يعلمنا الوفاء بالواجبات، وأولها الدفاع عن حياة الناس وكريم معاشهم، وثانيها الاعتناء بعقل المواطن بمحاربة الجهل والأمية والخرافة وإكسابه التعليم والمعرفة، وثالثها حماية المواطن وتحصينه بالقيم والأخلاق الفاضلة، ورابعها حماية العرض والكرامة، وخامسها الحفاظ على الثروات الوطنية وعدم هدرها، وهي خمسة مقاصد نعمل على بسطها وتحقيقها في مسار عملنا السياسي والاجتماعي منطلقين من شرع الله وتعاليمه وهداه طاعة لله ورسوله. وإننا بالعزم والحزم سنحمي وطننا ونذود عن خيارنا المستمد من شريعتنا، واتباع رسالة الحق، الداعية إلى قيم الحرية والعدل، والصدق والوفاء، والإخوة والمحبة، والأمانة والتضحية والداعية إلى مجتمع الصلاح والإصلاح، وقيم الطهر والنقاء. إخوتي وأخواتي.. أهل السودان الطيبين: جددوا لله تعالى خالص نياتكم، وأبذلوا له من الشكر قولاً وفعلاً ما يزكي به سعيكم ويتقبل أعمالكم وأكثروا من الطاعات، وكونوا يداً واحدة واحذروا الفرقة واختلاف الكلمة، واعلموا أنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا على الذي صلح عليه أمر أولها. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة في الرشد، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين. (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا) وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته