أصبح دينكا نقوك يضعون الشروط للمسيرية الذين استضافوهم فى أرضهم ومنحوهم الأمن والأمان بعد أن قام بطردهم النوير. ويعتبر المسيرية أنهم أصحاب الأرض بحكم تاريخ وصولهم إلى المنطقة منذ العام 1700م. وقد كانت هجرة دينكا نقوك إلى أبيى فى العام 1904 1905م بعد حربهم التى دارت رحاها فى الجنوب. وفى يوم الأحد الماضي قرر زعماء الدينكا بولاية واراب رفض دخول المسيرية لأراضيهم في موسم الجفاف الحالي، وربطوا العملية بموافقة السودان على إجراء الاستفتاء بأبيي في أكتوبر من العام القادم وفق مقترح الاتحاد الإفريقي المزمع تحويله لمجلس الأمن الدولي في الأيام القادمة. وفي اجتماع عقده سلاطين دينكا نقوك، تويج، قوقريال، ببعثة الأممالمتحدة وقادة قوات حفظ السلام الدولية بأبيي في حضور حاكم الولاية، أعلن السلاطين نيابةً عن مشيخاتهم عدم تمرير أية قرارات تسمح للمسيرية بالرعي في أبيي ومناطق أخرى داخل الولاية، درءاً للمآسى التى يخلقها المسيرية للآمنين بأراضي الولاية، مستشهدين بتاريخ الصراعات الدموية التى سببها العرب الرحل بأبيي، آخرها نزوح عشرات الآلاف من دينكا نقوك في العام الماضي. وقد انبرى أحد كتابهم بممارسة الوصاية على قبيلة المسيرية بكل تاريخها وكل عنفوانها، وقال فى مقاله: نقترح على المسيرية أن ينضموا إلى حوش بانقا وينسوا أبيي ويبتعدوا عن الاحتيال في أراضي الغير، بعد تجاوز مسألة الاستفتاء في أكتوبر من العام القادم لن تكون أرض أبيي منطقة مفتوحة، فإذا أراد المسيرية الماء لماشيتهم سيكون عليهم وقتذاك الالتزام بالقوانين المنظمة لدخول الأجنبي في جنوب السودان، والقوانين المنظمة في جنوب السودان، وفي أبيي، ويجب أن لا يضعوا أملاً كبيراً في ما يسمى بالتعايش السلمي بين دينكا نقوك والمسيرية، ويجب أن يستيقظوا من تلك الأوهام التي يعيشون فيها، ويجب أن يطالبوا الحكومة السودانية بتوفير مراعي حديثة في مناطقهم وترقية طرق العيش لتطوير الإنسان المسيري بدلاً من تلك الحروب الخاسرة التي يقودونها نيابةً عن المؤتمر الوطني. إذاً، من خلال هذه السطور يتضح سوء النية الواضحة عندما وجه حديثه لقبيلة المسيرية بأن لا تضع أملاً كبيراً فى ما يسمى بالتعايش السلمي، وأنهم قد أعدوا عدتهم للحرب، لذلك على قيادات المسيرية وضع هذا الحديث محمل الجد، وليقذفوا بمسألة التعايش السلمي مع دينكا نقوك، وإذا كانت قيادات الحركة الشعبية تعول على أخذ أرض المسيرية عبر قرارات مجلس الأمن، فأقول لكم إن هذه القبيلة لا تعترف بمجلس الأمن أو غيره، فقط أرضهم وفى سبيل الدفاع عنها ستسيل أنهار من الدماء، كما أن هذه التهديدات المبطنة التى أشار إليها الكاتب الجنوبي لن ترهب هذه القبيلة التى تعلمون تماماً مجاهداتها ودفاعها عن الوطن، لذلك يجب على الدولة أن تقوم بدورها كاملاً تجاه هذه القضية واتخاذ قرارات شجاعة تضع حداً لتفلتات وتصريحات قيادات الحركة الشعبية المستفزة التى تصبح بمثابة صب الزيت على النار، والتى تقضي على يابس وأخضر الجنوب إن اشتعلت.