هل سألت نفسك يومًا أي المدن تفضلها للعيش فيها؟وما هى المواصفات التي ينبغي أن تتوفر فى المدينة التي تعيش فيها؟ والسؤال الاهم الى اي مدى تنطبق تلك المواصفات على مدينتك؟ لم احسب ان محاولة الاجابة عن تلك التساؤلات ستولد بداخلى هذا الكم من الاحباط؟ اين نحن ومدينتنا المحروسة الخرطوم وتلك المواصفات التى ترتقي بها الى مصاف المدن الافضل مكانًا للعيش فيها؟! اعيش فى الخرطوم وانتمي لكل العاصمة المثلثة واحب بلدي كثيرًا ولكن لا احب تلك السلبيات التى تتنامى وبشكل سلبي دون ادنى معالجات تذكر من القائمين بأمرها .. أظهر مسح عالمي حديث أواخر العام المنصرم أجرته احدى مجموعات الاستشارات العالمية أن العاصمة النمساوية فيينا من أفضل المدن التي يمكن العيش فيها في العالم واستحقت فينّا اللقب لأنها مركز عالمي للموسيقا، التعليم، الأدب والعلوم. .. وكذلك اجرت احدى الشركات الاقتصادية دراسة قريبة من تلك تحدد اي مدن العالم افضل للعيش فيها ويتم الاعتماد في الترتيب عادة فى مثل هذه المسوحات والدراسات على نوعية الحياة في المدن بواسطة خبراء الشركة من حيث السلامة، الصحة والاستقرار الاجتماعي، والتعليم، وتطوير البنية التحتية وتوافر السلع والخدمات والبيئة وتنوع الحياة الثقافية اضافة الى البنى التحتية، ومما يلفت النظر الى ان المدن الكبرى مثل «لندن» و«باريس» لم تحقِّق الفوز وكان نجاحها سبباً لتراجعها فى القائمة فهي وبسبب نجاحها تجتذب الكثيرين للعيش فيها وبالتالى تزدحم وتكثر معدلات الجريمة وأعمال الشغب الامر الذي يؤدي دومًا الى التراجع فى القائمة.. اما عن بقية المدن التي اظهرت المسوحات افضليتها للعيش دون غيرها فهي زيورخ السويسرية واسطنبول التركية وهلسنكي الفنلندية، ومن الدول العربية دبي وابو ظبي، فإن فرص العمل كثيرة في دبي ودخل الفرد هناك عالٍ لذلك يفضلها الكثيرون، كذلك هي من أسرع المدن في التطور، اذن سرعة التطور ودخل الفرد والاهتمام العالى بالادب والعلوم والثقافة والتعليم والبنى التحتية.. كلها اسباب تطور المدن والتطور نعلم انه لا يتم بين ليلة وضحاها ولكن ما نعلمه ان هناك مؤشرات لعمل جاد وان هناك رؤية تطمئن القلوب على مستقبل ما نعيشه اليوم! ونتساءل هل علينا العيش تحت مستويات دنيا من المدنية اذا صح التعبير؟ ام علينا البحث عن الافضل والالتحاق به؟ ام افضل الجميع ان نلحق نحن بركب المدنية والتحضر ام هي من المستحيلات؟ ام ماذا؟