شهدت الخرطوم أمس تجمعاً عمالياً لكل عمال إفريقيا ممثلين من خلال نقاباتهم واتحاداتهم المختلفة والتي بلغت سبعين اتحاداً ودولة يمثلون القارة السمراء بمعية بعض الدول التي جاءت مشاركتها إضافة حقيقية ونوعية لمخرجات القمة التي تتناول العديد من أوراق العمل. وقد خاطب رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير جولة انطلاق الملتقى الثاني لعضوية اتحاد النقابات العالمي بإفريقيا الذي يستضيفه السودان هذه الأيام بالخرطوم تحت شعار «معًا نجعل إفريقيا في الطليعة» بقاعة الصداقة بالخرطوم مؤكدًا أن العمال هم الذين يحققون النمو الاقتصادي للارتقاء بالمجتمعات وتطوير الكادر وتحرير الطاقات لتنمية إفريقيا. وأبرز ما تناوله خطاب الرئيس أن الأمم الإفريقية التي حرصت على المشاركة في القمة يشير إلي مدى إسهامها في تحقيق السلام والاستقرار في تلك البلدان، وقال إن التنمية حق من حقوق الإنسان وهو العنصر الأهم في عملية التنمية مؤكدًا أن العالم اليوم يشهد تحولات كبرى وتغيرات في المفاهيم والرؤى تستلزم أن يواكبها الإنسان فردًا أو جماعة بحسبانه المستفيد الأول في احتياجاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بالوجه الذي يحقق السعادة والرفاهية وصون الكرامة وقال إن العالم اليوم يواجه قضايا ملحة تستدعي المعالجة وإيجاد الحلول لها من تمدد الفقر واقتتال الأهالي والفجوات الغذائية والفوارق الاجتماعية بين البلدان الغنية وأخرى بائسة. وأضاف أن الدور المنوط بالحركة النقابية سواء كانت سودانية أو إفريقية هو أن تعمل على نسق يصون حقوق العاملين ويحقق المصالح المشتركة. وقال البشير إن قوة النقابات تكمن في توحدها واتحادها ولذلك هو الأساس لكل عمل ناجح .فيما أكد أن الدولة تحترم العمل النقابي في السودان واصفًا العمال بأنهم عماد التنمية وأن مواقف عمال السودان في كل القضايا الوطنية مواقف إيجابية من خلال الحصار الذي فُرض ظلمًا على بلادنا وكل الأزمات التي مرت على السودان وقال إن هذا الملتقى سيسهم في تقوية العلاقات بين النقابات وإحداث الشراكة بين اتحاد عمال السودان والاتحاد العالمي للنقابات. حروبات متواصلة أما وزيرة التنمية البشرية إشراقة سيد محمود فقد أكدت أن هذا الملتقى يأتي في الوقت المناسب وبالأخص في القضايا التي تواجه العمال وتتمثل في التحديات الاقتصادية والسياسية، وقالت إننا أحوج الآن للعدالة وإن إفريقيا ظلت هي السوق الأول في الرأس مالية العالمية وأصبحت إفريقيا مستعمرة للحروبات المتواصلة ودعاوى العنصرية وطمس هوية الشعوب ومحاربة قياداتها الذين يتصدون إلى هذه المؤامرات. في الخندق مع العمال أما رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان البروفيسير إبراهيم أحمد غندور فقد أكد أنه سيظل فى الخندق للدفاع عن الوطن جنبًا إلى جنب مع الشعب من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، ودعا كل القوة السياسية للتوافق والتواثق على أجندة وثوابت وطنية لا يحيد عنها أحد في الحكومة والمعارضة وأن تتفق جميعًا على أن الشعب هو الذي يحدد من يحكم عبر انتخابات حرة نزيهة وشفافّة وأن البندقية لن تخدم لا قضية الوطن ولا المواطن، وأشار أن الحركة النقابية الإفريقية ستظل على الدوام في خط الدفاع الأول عن استقلال القارة اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا، وأضاف غندور أن انفصال الجنوب قد أثر على الاقتصاد والموارد ورغم ذلك الدولة ظلت تهتم بقضايا العمال.. أما الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي جورج مافريكوس فقد طالب بوقف التدخلات الامبريالية في دول القارة الإفريقية وأن الشعب الإفريقي له الحق أن يعيش فى ظروف أفضل وقال إن إفريقيا قارة غنية بالموارد المنتجة للثروة ب«85%» من إنتاج النفط الإفريقي.