في خطوة وصفت بالكبيرة والمفيدة نظم إتحاد عام عمال السودان الإجتماع الرئاسي الثاني للإتحاد العالمي للنقابات ووصفت الخطوة بأنها جسر جديد يضاف إلى جسور عديدة نشط الإتحاد في مدها عبر الدبلوماسية الشعبية التي يميل الاتحاد إلى تحقيق الأهداف العامة والخاصة من خلالها. واستبق الإتحاد إنطلاقة الإجتماع الرئاسي العالمى للنقابات ، بعقد الملتقى الثاني للنقابيات بالسودان أمس الأول بحضور ممثلي عدد من الاتحادات النقابية حول العالم ونحو الف نقابية وأرسل رئيس إتحاد عمال السودان البروفسير ابراهيم غندور بعض الإشارات التي اعتبرها المراقبون بداية لثورة جديدة في دنيا العمال حين اعتبر الملتقى «بداية لاخذ الحقوق في مستويات العمل المختلفة» وأبرز إهتماما بالمرأة حين أوضح ان قانون الخدمة العامة السوداني حقق مكاسب عديدة للمرأة العاملة..وكانت الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي للنقابات أوريس أوقيدو» من دولة كوبا» أعلنت تضامن الاتحاد مع عمال السودان وتحدثت عن خطط طموحة لمواجهة التحديات ودعت للوقوف في وجه المحاولات الجائرة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد السودان. وكان الطموح يمشي على قدمين مع إحتشاد عدد ضخم من القيادات العمالية والعمال في يوم إنعقاد الإجتماع وهم يؤملون في نتائج تصلح من حال رصفائهم في كل أنحاء العالم ومثّل د.غندور لسان حال العمال وهو يتحدث في إفتتاحية الملتقى معبرا عن الموقف الواضح من الوضع العالمي الحالي فقال: إن اللقاء يأتي والعالم يشهد تغيرات كبيرة أهمها سياسيا هيمنة القطب الواحد وإقتصاديا هيمنة البنك الدولي ومنظماته التي تقف خلفها دول الإستكبار العالمي. ولم تكن أمريكا كعادتها غائبة عن خطابات القادة ولعل غندور أراد لهذه الرسالة أن تكون اكثر وضوحا حين وصف أمريكا بأنها ولّدت ظلما وجورا ومآسي لا تحصى متجسدة في سجون أبوغريب، وباغرام، والسجون السرية، وسييء الذكر غوانتنامو. وكان مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع آخر المتحدثين» مقلا في كلمته فوصف المجلس بالمنظمة الحرة النزيهة الأبية التي تدافع عن الحق وترفض الإستكبار، تضامنا مع الشعوب الأفريقية التي يستهدفها الإستعمار الحديث، وعبر عن تقدير حكومة السودان وأهله لكل الدول الحرة خاصة الآسيوية التي ساندت السودان، وتقف ضد منهج وسلوك الهيمنة وتناصر المستضعفين وتصحح مسار المنظمات الدولية، ولكنه وهو يحيي قادة الإتحاد العالمي أشار إلى موقف السودان من بعض ممارسات الدول الأوربية التي قال: انها احوج ما تكون إلى تصحيح مناهجها في التعامل مع الشعوب. من جانبهم كان الضيوف في الموعد حيث اكد حسن سنومو الامين العام لمنظمة وحدة النقابات الأفريقية في كلمته أن العولمة الليبرالية تتعارض مع ثقافات الشعوب الافريقية وحصل السودان على وعد منه بإستمرار منظمة وحدة النقابات الأفريقية في دعمه. كما وبدا واضحا أن مشاريع عديدة تكشف عنها الأيام هي موضوع الإجتماع خلال اليومين حيث قال سنومو أنهم جاءوا للخرطوم لتحقيق الأهداف المشتركة. إن الفائدةالمتوقعة من هذا اللقاء أن يحمل الحاضرون تقارير تفيد موقف السودان سياسيا وقد ادلى الأمين العام للإتحاد العالمي جورج مافريكوس بما يرضي بعض الطموح في كلمته في إفتتاح الملتقى حين عبرعن تضامنه مع السودان مشيرا إلى انه يمكن أن يلعب دورا كبيرافي القارة الأفريقية خاصة بعد تحقيق السلام، ودعا لحل كافة الإشكالات الخاصة بالسودان وبالذات حول القوات الدولية، وطالب أمريكا بإيقاف الضغوط على السودان في قضية دارفور، وقال ان الإتحاد العالمي لا يرى أن السودان يشكل أي تهديد، وقال أنهم جاءوا لكشف ما يحدث من أطماع لدول الغرب في ثروات السودان. وربما يكون ما اقره الإجتماع الرئاسي للإتحاد بأن تكون الخرطوم مركزا رئيسا للإتحاد في أفريقيا إحدى ثمرات البداية إضافة إلى وثيقة التعاون المشترك بين منظمة وحدة النقابات الأفريقية والإتحاد العالمي للنقابات لتوحيد الرؤية النقابية العالمية لمعالجة المشاكل التي يتعرض لها العمال والشعوب خاصة في العالم الثالث ومناقشة مشاكل أفريقيا من ديون وحروب أهلية وعدم إستقرار وإستهداف إستعماري